تختتم اليوم أعمال القمة الاسلامية الطارئة بمكةالمكرمة التي افتتحها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز مساء أمس بحضور الرئيس محمد مرسي الذي ألقي بيان مصر في افتتاح القمة .. بمشاركة عدد كبير من القادة والملوك والرؤساء والامراء ب57 دولة عربية واسلامية( أعضاء منظمة التعاون الاسلامي) مع غياب رئيس وأعضاء وفد النظام السوري في القمة. وأكد الرئيس مرسي في كلمته علي أهمية التلاحم بين الشعوب والدول الاسلامية خاصة في هذه االمرحلة وأهمية انعقاد القمة في معالجة القضايا التي تتعرض لها الامةالاسلامية بالاضافة الي التنويه باستضافة مصر للقمة الاسلامية المقبلة أوائل العام المقبل للعمل علي رفعة ونهضة الشعوب الاسلامية في وتعزيز أواصر الاخوة والتضامن بين الدول الاسلامية خلال المرحلة المقبلة والاشادة بدعوة خادم الحرمين لانعقاد القمة الطارئة. وقد استقبل خادم الحرمين كافة القادة المشاركين في القمة قبل الجلسة الافتتاحية ثم استعرض القادة مشاريع القرارات والبيان الختامي الذي سيعلن مساء اليوم الاربعاء ويعقبه مؤتمر صحفي لاعلان القرارات و وثيقة مكةالمكرمة.وأقام خادم الحرمين حفل عشاء للقادة المشاركين في القمة. وعلم مراسل الاهرام أن مشاريع القرارات التي ستصدر عن القمة تتعلق بالازمة السورية والقضية الفلسطينة وتهويد القدس الشريف بالاضافة الي أوضاع مسلمي ميانمار وأهمية مساعدتهم والوضع في مالي والساحل الافريقي تؤكد تعليق عضوية الجمهورية العربية السورية في منظمة التعاون الاسلامي وجميع أجهزتها المتفرعة والمتخصصة. كما أعرب القادة عن القلق العميق من تواصل تدهور الاوضاع الامنية والانسانية في سوريا وتواصل أعمال العنف المفرط التي أسفرت عن الاف القتلي من المدنيين السوريين الابرياء واضطرار مئات الالاف من السوريين للجوء الي دول الجوار بحثا عن ملاذ آمن ودعا القادة للدعم الكامل للمبادرة العربية التي ترمي لوضع حد لاعمال العنف في سوريا وايجاد حل سلمي للازمة السورية والموقف المبدئي الداعي لضرورة صون وحدة سوريا وسيادتها واستقلالها وسلامة أراضيها مع ادانة استمرار عمليات اراقة الدماء في سوريا والتشديد علي المسئولية الرئيسية للسلطات السورية عن استمرار اعمال العنف واراقة الدماء, وأكدوا الالتزام القوي بتأمين المساعدة الانسانية للشعب السوري والتضامن مع دول الجوار في تحمل أعبائها وحث الدول الاعضاء علي التبرع بسخاء لتقديم الدعم للشعب السوري والترحيب بقرار الجمعية العامة في3 اغسطس الذي يدين بشدة استمرار الانتهاكات الممنهجة الواسعة النطاق لحقوق الانسان من قبل السلطات السورية واستخدام القوة ضد المدنيين والاعدام التعسفي. وحول القضية الفلسطينية, أعرب المشاركون في القمة عن ادانتهم الشديدة لاستمرار اسرائيل في ارتكاب جرائمها ومذابحها واجراءاتها القمعية والارهابية ضد الشعب الفلسطيني والاعتداء علي مقدساته ولمواصلتها سياسة الاستيطان وبناء الجدار العنصري وتوسيع المستوطنات القائمة ومصادرة الاراضي وتدمير المنازل واستمرار سياسة العقوبات الجماعية والاغتيالات ضد المواطنين الفلسطينيين وعزل مدينة القدس وأشاد بصمود الشعب الفلسطيني وعقد العزم علي دعمه لنيل حقوقه الوطنية الثابتة بكل السبل. وأكد القادة مجددا الطابع المركزي لقضية فلسطين وفي القلب منها القدس الشريف وأهميتها للامة الاسلامية وضرورة الدفاع عن حرمة الاماكن الاسلامية والمسيحية المقدسة. ودعوا الدول الاعضاء الي لدعم احتياجات القدس والي رفع الحصار عن قطاع غزة ومطالبة مجلس الامن بالاضطلاع بمسئوليته في حفظ وصون الامن والسلم الدوليين والتحرك الفوري لرفع الحصار والزام اسرائيل بوقف اعتداءاتها وعدوانها المستمر علي الشعب الفلسطيني ودعم القرارات الخاصة بالقضية الفلسطينية في الاممالمتحدة بما في ذلك القرارات المتعلقة بالقدس الشريف. وتطرقت القرارات الي البند المتعلق بجماعة الروهينجا المسلمة في ميانمار حيث أدان القادة استمرار سلطات ميانمار في تجاهلها للقانون الدولي وماقد يترتب علي ذلك من آثار وخيمة علي السلام والاستقرار والامن الاقليمي والعالمي وأشادوا بتبرع خادم الحرمين بمبلغ خمسين مليون دولار في شكل مساعدات انسانية لمسلمي الروهينجا المتضررين ودعوا السلطات بميانمار الي اعتماد سياسة تشمل جميع مكونات الشعب العرقية والدينية بمافي ذلك مسلمو الروهينجا بصفتها جزءا لايتجزأ من عملية الديمقراطية والاصلاح الجارية في البلاد ونددوا بأعمال العنف التي وقعت مؤخرا وحثوا سلطات ميانمار علي اتخاذ جميع التدابير اللازمة لاستعادة الاستقرار والبدء في عملية اعادة التأهيل والمصالحة في المنطقة والتعاون مع جميع الاطراف والسماح بالوصول الكامل للمساعدات الانسانية للاشخاص والجماعات المتضررةواعادة حق المواطنة الي جماعة الروهينجيا. وبشأن الوضع في مالي والساحل, أعرب القادة عن القلق العميق مما تشهده الاوضاع في مالي ومنطقة الساحل من تطورات تتسم بتصاعد لم يسبق له مثيل في الاعمال الارهابية التي تؤججها ويلات الجرائم المنظمة ومنها الاتجار غير المشروع بالسلاح والمخدرات وادانوا بشكل قاطع الاعلان الاحادي الجانب عن الاستقلال الذي تنادي به الحركة الوطنية لتحرير ازواد وللاعمال التي ترتكبها المجموعات الارهابية في شمال مالي وأشادوا بمواقف خادم الحرمين الداعمة للقضايا الافريقية والاسلامية والتي من شأنها ان تساعد علي استتباب الامن والاستقرار والتنمية المستدامة في هذه الدول.