لقي فيلم "عمارة يعقوبيان" المصري للمخرج مروان حامد الذي عرض في سوق مهرجان كان السينمائي التاسع والخمسين استحسان النقاد العرب والأجانب. وقال أحد نقاد السينما العرب مساء أول من أمس وهو يغادر قاعة العرض بعد مشاهدة الفيلم الذي حضره عدد من الممثلين في الشريط وفي طليعتهم عادل إمام إنه "تحفة سينمائية". ونقلت صحيفة الوطن السعودية عن الناقد قصي صالح الدرويش قوله : "أنا متفائل بأننا سنرى ونسمع عن أفلام جديدة لمروان حامد بمستوى عالمي". وأضاف:"يجب ألا ننسى أن هذا الفيلم لا ينتمي لنوع السينما التجارية وليس من النوع الذي يجمع عددا كبيرا من الجمهور. أتمنى أن يكون ناجحا في السينما العربية وعالميا". وقالت هند صبري التي تؤدي أحد أدوار البطولة "مروان أعرفه جيدا وهو متميز وسيكون من أفضل المخرجين في العالم العربي". رأي كرره أيضا عادل إمام الذي قال إن مروان حامد كان "قويا ومتمكنا". ويعبر الفيلم عن لغة سينمائية راقية تعرف الوصول إلى حلول إخراجية لمواقف صعبة كما يعبر عن تفوق في إدارة الممثلين واختيارهم. ويستمر الفيلم ساعتين وأربعين دقيقة تتوالى في مونتاج مدروس نجح في تشرب جميع عناصر رواية علاء الأسواني وسبكها في قالب السيناريو. وكان الفيلم انتزع أخيرا جائزة أفضل فيلم للعمل الأول للمخرج في مهرجان "تريبكا" في نيويورك وهو مهرجان أسسه الممثل والمنتج روبرت دي نيرو. كما نال الفنان الكبير عادل إمام جائزة تقديرية عن دوره في الفيلم. ورغم أن "عمارة يعقوبيان" هو العمل الروائي الأول للشاب مروان حامد الذي أنجز قبل ذلك فيلمه القصير "ليلي" فإن الشريط أتى ناضجا ومكتملا ويراعي جوانب فنية كثيرة من البداية حتى النهاية ما سيخوله دخول مهرجانات جديدة بعد مشاركته الأولى في مهرجان برلين السينمائي. وسيشارك الفيلم قريبا جدا في مهرجان لندن ثم في مهرجان لوكارنو كما سيشارك في مهرجانات كثيرة فهو مطلوب لمهرجانات في الهند واليابان. من جهة أخرى, عرضت 20 دقيقة فقط من الفيلم الأخير للمخرج الأمريكي أوليفر ستون "وورد تريد سنتر"، حول هجمات الحادي عشر من سبتمبر مساء أول من أمس في المهرجان. ويقوم ببطولة الفيلم المقتبس عن قصة حقيقية نيكولاس كيدج ويروي مأساة شرطيين علقا في أحد برجي مركز التجارة العالمي في 11سبتمبر 2001. وسيعرض الفيلم في صالات السينما في الولاياتالمتحدة قبل الذكرى الخامسة لهذه الهجمات، في التاسع من أغسطس. والمشاهد التي عرضت تظهر بداية يوم طبيعي لعنصري الشرطة قبل أن يتم استدعاؤهما في إطار تعزيزات إلى مركز التجارة العالمي. ويظهر الفيلم الفوضى والذعر اللذين سيطرا في مكان الهجمات قبل أن يتبين أن الأمر يتعلق بهجوم إرهابي. وتنتهي المشاهد التي عرضت ولم تخضع لمونتاج نهائي بمشهد انهيار البرجين الفظيع. وعرض بعد ذلك فيلم "بلاتون" حول حرب فيتنام الذي صوره ستون قبل عشرين عاما. وقال ستون في البداية "نضالي في السنوات العشرين الأخيرة تمثل في سرد قصة أشخاص شاهدوا الأحداث بأم العين. وستظهر من خلال ما شاهدوه الحقيقة على ما آمل. لأن الحقيقة يجب أن تتوافر لمقاومة السلطات والتطرف". ورافق ستون ثلاثة من الممثلين الذين شاركوا في فيلم "بلاتون" تشارلي شين وتوم بيرينغر ووليم دافو. وفيلم "وورد تريد سنتر" هو ثاني فيلم كبير يتناول هجمات الحادي عشر من سبتمبر بعد "يونايتد 93" للمخرج بول غرينغراس الذي عرض الجمعة في مهرجان (كان) خارج نطاق المسابقة الرسمية. هذا وقد تقرر عرض الفيلم العربي السعودي "ظلال الصمت" للمخرج عبد الله المحيسن في مهرجان (كان) لهذا الموسم في مساء يومي 24 و25 من شهر مايو الحالي في دار العرض الشهيرة Marche Du Film. ويتواجد المحيسن حاليا في مدينة (كان) وذلك لإنهاء الترتيبات الخاصة بعرض فيلمه ضمن فعاليات المهرجان الدولي للسينما ويتوقع أن يلفت الفيلم انتباه النقاد بعد أن حظي بالإشادة والإعجاب أثناء عرضه بقاعة (أي ايكولي) في روما بإيطاليا أوائل شهر أبريل بصفته أول فيلم روائي سعودي، وقد قوبل العمل بثناء النقاد مبدين إعجابهم بتمكن المخرج المحيسن من توظيف التقنيات السينمائية الحديثة وحس استخدامه للإسقاطات التاريخية لتجسيد الواقع الحالي للأمة العربية. ويراجع المخرج المحيسن العديد من الدعوات التي تلقاها لعرض فيلمه في العديد من العواصم والمهرجانات العربية والعالمية بعد نجاح الانطلاقة الأولى ضمن العروض المتخصصة التي بدأها في مدينة (روما) الإيطالية وتبعها بالمشاركة في فعاليات مهرجان (كان) السينمائي الدولي، فيما يستعد الآن للمشاركة في مهرجان (روتردام) للأفلام العربية بهولندا وبهذا يسجل المحيسن ريادته السينمائية ويضع بفيلمه "ظلال الصمت" اسمه في تاريخ السينما بوصفه أول فيلم روائي عربي سعودي من إنتاج الشركة العالمية للإنتاج الإعلامي بالرياض.