الحرية والعدالة: مرهونة بشروط مجحفة.. والوسط: البرادعى والرئاسة شريكان في أحداث العنف.. الوفد: خطوة جادة لإنهاء الأزمة.. والنور: نسعى لإحداث التوافق أثارت دعوة الدكتور محمد البرادعي، رئيس حزب الدستور، عضو جبهة الإنقاذ الوطني، للحوار مع الرئيس محمد مرسي بحضور وزيري الدفاع والداخلية والحزب الحاكم، فضلاً عن التيار السلفي وجبهة الإنقاذ، ردود أفعال متباينة، لاسيما أن مبادرة البرادعي جاءت بعد أقل من 72 ساعة من رفض جبهة الإنقاذ دعوة الرئيس للحوار، وهو ما فسره البعض بأنه تناقض في المواقف. واعتبر الدكتور جمال حشمت، عضو مجلس الشورى، عن حزب الحرية والعدالة، أن دعوة البرادعي مرهونة بشروط مجحفة، ولا تصب في صالح الوطن على الإطلاق، متهما جبهة الإنقاذ بالبحث عن الصعوبات لإضعاف فرص الجلوس على مائدة الحوار، مبديا تعجبه من تلك الشروط، مؤكدا أنه لا يمكن لأحد أن يأخذ تعهدا على الرئيس، خاصة أنه منتخب والغالبية العامة من الشعب تتفق على خطواته، مضيفا أن إقالة حكومة الدكتور هشام قنديل كانت مطروحة ولكن تم التراجع عنها لعدم توافر البدائل من الأحزاب، ورفعت يدها عن تقديم شخصيات ذات قدرة على إدارة الدولة، لافتا إلى أن أزمة النائب العام ليست في تعيين النائب العام الحالي ولكن فى إقالة السابق، وعلى حزب النور أن يدرس خطواته جيدًا ولا ينتهج سياسة الجبهة. وانتقد الدكتور طارق قريطم، عضو الهيئة العليا لحزب الوسط مبادرة البرادعي، خاصة أنها جاءت بعد رفض الثوار منذ يومين متهما إياه هو ومؤسسة الرئاسة بالاشتراك في حالة الارتباك والتخبط التي تعيشها مصر حاليا، معبرا عن أمنيته أن تكون دعوة البرادعي جادة. وتعجب قريطم من علاقة دعوة البرادعي للحوار وبين اجتماعات جبهة الإنقاذ مع حزب النور وموافقته على ما طرحه، وقال: "نحن نستغرب من موافقة أكثر الأحزاب يمينية مع طرح أكثر التيارات معارضة، خاصة في ظل تجاهل البرادعي لمبادرة أحزاب الاتجاه الوسطي، مطالبًا مؤسسة الرئاسة بدعوة جميع الأطراف لحضور اللقاء. في المقابل، أشاد أشرف ثابت، عضو الهيئة العليا لحزب النور، بمبادرة البرادعي، مؤكدا أن حزب النور يسعى إلى إحداث التوافق بين الرئاسة وجبهة الإنقاذ باعتبارها تمثل الكتلة الأكبر من المعارضة، وحتى يتسنى الوقوف على أرضية مشتركة بين كافة الإطراف. ورحب الدكتور السيد البدوى، رئيس حزب الوفد، عضو جبهة الإنقاذ، بمبادرة البرادعى، مؤكدا أن الجميع أمام اختبار وتحد عظيم للعبور بسفينة الوطن إلى بر الأمان وتحقيق أهداف ثورة 25 يناير التى قامت من أجل تحقيق الحرية والعدالة الاجتماعية والكرامة الإنسانية وتوفير حد أدنى من الدخل يكفل العيشة الكريمة لكل مواطن. وكشف الدكتور فؤاد بدراوي، سكرتير عام حزب الوفد، عن التحضير لاجتماع عاجل لجبهة الإنقاذ لمناقشة وجهة نظر الدكتور البرادعي فيما طرحه، على أن يتم عقد اجتماع آخر اليوم مع عدد من قيادات حزب النور لبحث مبادرته التي طرحها بالأمس. فيما اعتبر المهندس أحمد بهاء الدين شعبان، وكيل مؤسسى الحزب الاشتراكى المصرى، عضو جبهة الإنقاذ، دعوة البرادعي اجتهادا شخصيا منه في محاولة للخروج من الأزمة، مشيرا إلى أنها لا تختلف كثيرا عما أعلنته الجبهة في مؤتمرها الصحفي الأخير، والذي شددت فيه على ضرورة وجود ضمانات حقيقية لتنفيذ آلية الحوار، مشددًا على أن موقف الجبهة لن تتغير ولكنها متمسكة بالحوار.