يصل الرئيس محمد مرسي الى العاصمة الالمانية غدا (الاربعاء) في زيارة لالمانيا تستغرق يومين تلبية لدعوة من المستشارة أنجيلا ميركل فى إطار حرص مصر على تعزيز العلاقات الثنائية مع ألمانيا فى مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والاستثمارية والبرلمانية ، وإطلاق مرحلة جديدة من المشاركة الإستراتيجية وتحقيق طفرة فى التعاون بين البلدين بما يحقق مصالحهما المشتركة. ومن المقرر أن تشهد الزيارة لقاء قمة بين الرئيس مرسي والمستشارة ميركل، كما يلتقي الرئيس مرسي مع كل من الرئيس الألمانى يواخيم جاوك ورئيس البرلمان الدكتور نوربرت لامرت، بالإضافة إلى لقاء مع عدد من رؤساء وأعضاء عدد من اللجان البرلمانية ، فضلا عن حضور ندوة مع نخبة من المفكرين الألمان بالمؤسسة البحثية "كوربر". وقال الدكتور ياسر علي المتحدث بإسم رئاسة الجمهورية إن الزيارة تكتسب أهمية خاصة باعتبارها الأولى للرئيس مرسي لألمانيا منذ توليه مهام منصبه كرئيس للبلاد أواخر شهر يونيو 2012، كما يأتى لقاء الرئيس مع المستشارة ميركل كأول لقاء بين القيادتين المصرية والألمانية، وإن سبق لهما التواصل من خلال الاتصالات الهاتفية. وأكد المتحدث أن لقاء القيادتين المصرية والألمانية سيتيح الفرصة لهما لتبادل وجهات النظر إزاء عدد من القضايا الإقليمية والدولية الملحة ذات الاهتمام المشترك، في مقدمتها القضية الفلسطينية والأزمة السورية. وأضاف :إن توقيت الزيارة يأتي متزامنا مع مرحلة مهمة تمر بها منطقة الشرق الأوسط بصفة عامة والعالم العربى بصفة خاصة أفرزتها ثورات الربيع العربى فى بداية عام 2011 ، ومن ثم فإن الزيارة ستمثل فرصة للتشاور بين القيادتين حول تلك التطورات فى ضوء اهتمام ألمانيا بمسيرة التحول الديمقراطي بدول الربيع العربى بصفة عامة ومصر بصفة خاصة، وأخذا فى الاعتبار ما حرص عليه العديد من المسئولين الألمان من الإشارة إلى أن ثورات الربيع العربى تعيد إلى الأذهان الثورة السلمية للشعب الألمانى نحو الحرية. وأوضح الدكتور ياسر علي أنه انطلاقا من تحركات الرئيس والحكومة المصرية لجذب الاستثمارات الأجنبية، فإن برنامج الزيارة يتضمن إلقاء الرئيس كلمة أمام منتدى الأعمال المصرى الالمانى الذى تنظمه وزارة الاقتصاد الألمانية على هامش الزيارة ، فضلا عن لقاء آخر مع ممثلى كبريات الشركات الالمانية الاستثمارية العاملة فى مصر. كما سيلتقي الرئيس مع ممثلين عن الجالية المصرية فى ألمانيا في اطار حرصه على اللقاء والتواصل مع أبناء الوطن فى الخارج وربطهم بوطنهم الأم وإدراكا منه لدورهم المحورى للمساهمة فى بناء "مصر الجديدة". وتشير الإحصائيات الرسمية الألمانية إلى أن إجمالي عدد الجالية المصرية في ألمانيا يقدر بحوالي 12 ألف مصري مسجل ..وهناك بعض التقديرات غير الرسمية تشير إلى أن إجمالي المصريين في ألمانيا يصل إلى حوالي 30 ألفا إذا ما أخذ في الاعتبار المقيمون بصورة غير شرعية أو الذين تنازلوا عن الجنسية المصرية للحصول على الجنسية الألمانية حيث أن نظام الجنسية المزدوجة غير مسموح به وفقا للقانون الألماني. وأوضح السفير محمد حجازي سفير مصر لدى المانيا أن المصريين في المانيا يتركزون في مدن دوسلدورف وهامبورج وفرانكفورت وبرلين، ويوجد 25 منظمة وناديا مصريا مسجلا فى ألمانيا تحت مظلة البيت المصري. وفيما يتعلق بالقضايا الخارجية تتناول المباحثات التي يجريها الرئيس محمد مرسي في ألمانيا الجهود المبذولة لإحياء عملية السلام في الشرق الأوسط، كما يطلع الرئيس المستشارة الألمانية إنجيلا ميركل على جهود مصر لتحقيق المصالحة الفلسطينية لدفع عملية السلام وضرورة تضافر الجهود الدولية لبدء مفاوضات جادة لإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة ورفع الحصار والمعاناة عن الشعب الفلسطيني. وكانت الحكومة الألمانية قد تبنت حل الدولتين، إحداهما فلسطينية والأخرى إسرائيلية تعيشان جنبا إلى جنب، ورفض الإجراءات إحادية الجانب وسياسة الاستيطان، إلى جانب منح الأولوية للجهود الأمريكية لتحقيق التسوية، وتفضيل التحرك في إطار أوروبى ودولى من خلال اللجنة الرباعية. وبالنسبة للأزمة السورية ، يتأسس الموقف الألمانى على ثلاثة أولويات هى: وقف العنف في سوريا ، ووصول المساعدات الإنسانية دون عوائق للمدن والمناطق التى تقع فى بؤرة الصراع، والعمل على التوصل إلى حل لإطلاق عملية انتقال سلمي للسلطة فى سوريا، وترفض ألمانيا تماما التدخل العسكرى الخارجي فى سوريا. وتحتل العلاقات العلاقات المصرية الألمانية مكانة محورية في مباحثات الرئيس مرسي، وأوضح السفير محمد حجازي سفير مصر لدى المانيا أن العلاقات الدبلوماسية بين مصر وألمانيا بدأت في ديسمبر 1957، وتتميز العلاقات السياسية بأنها علاقات بين دولتين لكل منهما ثقله ووزنه داخل المنطقة الإقليمية والجغرافية التي تنتمي إليها، كما تربط بين البلدين اهتمامات ومصالح مشتركة ثنائية ودولية ومنها عضوية الاتحاد الأوروبي في اللجنة الرباعية الخاصة بالقضية الفلسطينية والتعاون الأورومتوسطي. ويؤكد الجانب الألماني دائما أن مصر تعد من أهم الشركاء في منطقة الشرق الأوسط والعالم العربي وتدعم ألمانيا جهود مصر في حل القضية الفلسطينية..وينطلق الاهتمام الألماني بمصر من كونها أكبر دولة في العالم العربي من حيث التعداد السكاني وموقعها، وما تمثله من نقطة التقاء بين منطقة المتوسط والقارة الأفريقية والشرق الأوسط. وتتعامل ألمانيا مع مصر على أساس أنها دولة محورية، الأمر الذي يظهر معه أهمية تعزيز العلاقات والتعاون معها، فضلا عن تكثيف التشاور حول القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.