لازلت مندهشا من اندهاش الناس من حكم المحكمة على ناشري الرذيلة قناة الحافظ و الشيخ عبدالله بدر ، و الذي جاء تابعا لدعوى قضائية رفعتها ضدهم الطاهرة إلهام سوزوكي ، فقد تعدى المذكوران على الأخيرة و خدشا حيائها بتذكيرها بلوحاتها العارية المتحركة و التي أبدعت فرسمتها بجسدها . القضاء الشامخ على روحه حمل سيفه و أغار غارة قوية على خفافيش الظلام الرجعيين الصحراويين الطالبانيين ، و لبس الطرحة و حذا حذو النسوان حيال قضايا سيد بلال و الشيخ عماد عفت و كل ضحايا و قتلي و شهداء و مصابي الثورة طيلة عامين ، فتح فاه و تشدق بحرية الإبداع و حصانة الفنانين و العراة و الشواذ و المخنثين ، ثم أكل سد الحنك و بلع لسانه في قضايا تجسس الأجانب و الأموال المهربة و مخازي أخرى لا يتسع المقام لذكرها . لا أعرف ما الذي كنا نتصوره منتظرنا من منصة القضاء التي طالها الفساد و لم تكن بمعزل عن حالة الانحطاط التي سادت البلاد طيلة أكثر من 60 عاما ، فذلك القاضي الذي يلقى قصيدة نثر متغزلا في حرية الإبداع ، لا أجدني متفاجئا إذا راجعت تاريخه فوجدته من أصحاب التقديرات المتدنية مقبول فما أسفل ، و ذلك لأن صاحب العظمة لم يكن سوى طالب فاشل يعيش كالكائنات الطفيلية على حس سمعة سعادة المستشار بابا أو حتى سعادة المستشار ماما ، و لما كان من له ظهر لا يضرب على بطنه ، فقد حشا المذكور بطنه الموقرة ببطيخة صيفي غير آبها للمستقبل و متعاملا مع واقعه بكل بلادة و استهتار ، و في الوقت الذي يعود فيه الطالب المجد من كليته فيستذكر دروسه ، نجد الافندي منكبا على قنوات من عينة التيت و المولد و ما إلى ذلك من قنوات الدعارة المقننة المقنَعة ، و عندما تدور الأيام نجد المجد و قد أصبح مجرد محام تحت التمرين ، بينما البيه الصغنن حبيب عين أهله قد عُين في النيابة ، و عفوا أيها المجهود و سهر الليالي ، فالكوسة تربح و بفارق ساحق من الأهداف . و مع خلفية فنية استعراضية لولبية لمثل هذا النوع من القضاة أصحاب الكفاح التلفزيوني أو الكفاح في الشوارع مع أصدقاء السوء و غزوات معاكسة النساء و مصاحبة فتيات الليل ، لا يجب أن نندهش و لا يكون للعجب محل من الإعراب إذا ما انحاز إلى جانب العفيفة الطاهرة إلهام سوزوكي ، فصاحب النجاسة زميل ليالي اللهو و المسخرة لا يسوءه شيء مثل ما تفعله كتيبة عبدالله بدر و خالد عبدالله و بقية الشرفاء اللذين لا يرضون بانتشار الرذيلة و ظهورها في المجتمع ، فمن يريد اللجوء للقضاء هذه الأيام للتخلص من الفساد يكون كمن استجار من الرمضاء بالنار . كل ما يحدث للأسف لا يذهب بنا سوى إلى نتيجة واحدة و هي أننا ندور في حلقة مغلقة ، فطريقة الثورة للإصلاح قد تقطع شجرة الفساد و لكنها لا تقتلع جذورها من الأرض ، و للاستدلال على صحة كلامي لننظر كم ممن حولنا من المعارف و الأصدقاء يعارض الثورة بل و يلعنها برغم أنها قامت من أجل رفع المظالم ، و ذلك إما لأنه فاسد بشكل أو بآخر ، أو أنه ظن كظن العوام أن الثورة ستحمل العصا السحرية التي ستحل كافة متاعبه بلمسة واحدة ، فلما لم يحدث ذلك نتيجة لمقاومة قوى الفساد الطويلة يئس و قلب للثورة و الثوار ظهر المجن ، و الاثنين علاجهما التربية و الدعوة و ليس التغيير القسري ، و من يتشكك في ذلك عليه أن يعود لبداية الدولة الإسلامية و التي قامت بدعوة النبي بين الناس في مكة و دعوة الصحابي مصعب بن عمير في المدينة ، فلولا الدعوة لرفض الناس الإسلام لعرضه عليهم بالقوة أو على الأقل تمتليء الصفوف بالمنافقين و المنتفعين من القوة الجديدة و راكبي الموجة ، و لما قامت الدولة نتيجة لسكن سوس الفساد و الشرك بداخل نفوس الناس ، و من ينظر لعدد من انتخبوا الجنرال الهارب يعلم حجم المأساة التي نعيشها ، فيومها عرفنا كيف يتبع بعض الناس المسيح الدجال برغم أنه مكتوب على وجهه كافر. و هنا القول الفصل ، إصلاح الناس مقدم على إصلاح الحاكم ، و الظلم لا يصيب إلا بذنب ، فأصلح نفسك فمن حولك تصلح بلدك و أمتك . [email protected] أرسل مقالك للنشر هنا وتجنب ما يجرح المشاعر والمقدسات والآداب العامة [email protected]