أعلنت الخرطوم، السبت، إطلاق سراح 11 مواطنًا كانوا مختطفين من قبل مجموعة مسلحة بإقليم دارفور (غرب) منذ أسبوعين، مع أربعة صينين أطلق سراحهم الأسبوع الماضي. والمختطفون هم مهندسون وعمال سودانيون بشركة صينية تنفذ مشروع تمهيد طريق بإقليم دارفور، هاجمتهم مجموعة مسلحة بمنطقة الكومة على بعد 80 كيلومترا من عاصمة الإقليم "الفاشر"، واقتادتهم إلى مكان لم يعلن عنه حتى بعد إطلاق سراحهم. ونقلت وكالة الأنباء الرسمية السودانية "سونا" عن والي شمال دارفور عثمان كبر قوله إن "إطلاق سراح المختطفين تم بعد محادثات مع الخاطفين دون الاستجابة لمطالبهم المادية". لكن "كبر" لم يشير إلى هوية وانتماء المجموعة الخاطفة، حيث تقاتل ثلاث حركات مسلحة في دارفور الجيش السوداني منذ العام 2003 هي (حركة العدل والمساواة - حركة تحرير السودان بقيادة عبد الواحد نور – حركة تحرير السودان بقيادة أركو مناوي الذي انشق عن نور في العام 2006)، كما تنشط كثير من العصابات في عمليات نهب وقتل واختطاف للأجانب العاملين في الإقليم وإطلاق سراحهم مقابل فدية . وأضاف كبر أن عملية الإفراج تمت في منطقة زمزم التي تبعد حوالي 17 كلم في اتجاه الجنوب الغربي من مدينة الفاشر. وبدا العائدون في حالة صحية جيدة وكان في استقبالهم معتمد محلية الكومة محمد سليمان رابح حسب ما نقلته الوكالة الرسمية. وقالت الأممالمتحدة في تقرير صدر في العام 2008 أن عدد القتلى في دارفور بلغ نحو 300 ألف شخص، إلا أن الحكومة السودانية تقول إن عددهم لا يتعدى عشرة آلاف بينما يقول المتمردون أن الرقم أكبر مما أوردته الأممالمتحدة التي لم تصدر تقريرا جديدا بعدها. وتسبب النزاع في إصدار المحكمة الجنائية الدولية في العام 2009 مذكرة اعتقال بحق الرئيس عمر البشير بتهمة ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية قبل أن تضيف لهم تهمة الإبادة الجماعية في العام 2010. وتنتشر في الإقليم منذ العام 2008 بعثة حفظ سلام مشتركة بين الأممالمتحدة والاتحاد الإفريقي "يوناميد"، هي الأكبر في العالم بموجب قرار من مجلس الأمن ويتجاوز عدد أفرادها 22 ألفًا من الجنود والموظفين من مختلف الجنسيات بميزانية بلغت 1.4 مليار دولار للعام 2012. وفي الثاني من يناير/ كانون الثاني الجاري أعلنت بعثة "يوناميد" عن إطلاق سراح ضابطين أردنيين يعملان بقوات الشرطة التابعة لها بعد احتجازهما لأكثر من أربعة اشهر من قبل مسلحين مجهولين.