هنأ الرئيس محمد مرسي الشعب المصري بالمولد النبوي الشريف .. مؤكدا أن هذه المناسبة الغالية أساسية في حياة البشرية وتاريخها إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها. وقال مرسي " نحن نجتمع في هذه الذكرى على عزيز وغال علينا وهو ذكرى مولد النبي .. حيث استنارت البشرية وانتقلت وتغيرت من الضلال إلى الهدى ومن الشر إلى الخير ، ومما كانت عليه من جاهلية إلى علم وحق وعدل ". وقال الرئيس مرسي فى كلمته.. نحتفل الليلة بأعظم لحظات شهدتها البشرية على الإطلاق هي ذكرى ميلاد سيد الأنام الرسول الكريم محمد صلوات الله وسلامه عليه ، فهو الذي بعثه ربه ليتمم مكارم الأخلاق ، وضرب المثل الأعلى فيها حتى مدحه بقوله تعالى " وإنك لعلى خلق عظيم ". وأضاف مرسي ، جاء الرسول صلى الله عليه وسلم ليعلم الناس أن الله تعالى لاينظر إلى الصور والاجساد ، وإنما ينظر إلى القلوب والأعمال في توجيه شريف إلى تطهير الباطن وإخلاص النية والتجرد للمبادىء. وتابع أن الرسول صلى الله عليه وسلم جاء بشريعة تنظم جوانب الحياة كلها تتميز بالشمول والكمال والواقعية والمرونة والإنسانية، حيث قال الله تعالى "ثم جعلناك على شريعة من الأمر فاتبعها ولا تتبع أهواء الذين لا يعلمون "، وجاءت رسالته جامعة شاملة للعالمين فاطلقت العنان لطاقة الانسان يسعي في الأرض يعمرها وينميها في إطار من الثوابت الأخلاقية. وأشار إلى أن الرسول أقام ومعه أصحابه المجتمع النموذج.. مجتمعا متحابا ومتعاونا مضحيا حتى وصف الله تعالى الانصار بقوله " والذين تبوأوا الدار والإيمان من قبلهم يحبون من هاجر إليهم ولايجدون في صدورهم حاجة مما أوتوا ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة ومن يوق شح نفسه فاولئك هم المفلحون ". واستطرد أن رسولنا الكريم قد تحرك بتوجيه ربه برسالته مع أصحابه وتحرك التابعون من بعده إلى العالم أجمع منذ ما يزيد 14 قرنا فلن تشهد البشرية أعظم منه ، وكان صلى الله عليه وسلم سياسيا بارعا قائدا فذا وابا حنونا وزوجا رحيما وصبورا وحكيما مع أعدائه و ودودا كريما مع أصحابه وأمته. وقال الرئيس محمد مرسي فى كلمته " إن احتفالنا بالمولد النبوي يأتي والمسلمون يعانون في الكثير من أنحاء المعمورة، وتدمي قلوبنا المذابح التي يتعرض لها مسلمو ميانمار ويحزننا هذا النزيف المستمر لدماء الإنسانة الطاهرة ". وأكد الرئيس أنه سيدعو الوفود المشاركة في مؤتمر القمة الإسلامية الذي تستضيفه القاهرة مطلع الشهر المقبل ، إلى بحث مشكلة ميانمار واتخاذ ما يرونه مناسبا لإنقاذ أهلها الأشقاء في الدين والإنسانية.. مناشدا العالم الإسلامي والضمير العالمي بالتحرك الفوري لوقف هذه الجريمة. وأشار إلى أن القلوب تحزن لما يحدث للشعب السوري.. مشددا أنه يحترم الشأن السوري الداخلي ولانريد أن نتدخل فيه أو يتدخل فيه أحدا .. مؤكدا رفضه العدوان على النفس البشرية التي حرم الله قتلها إلا بالحق . ودعا الرئيس مرسي النظام السوري إلى الرضوخ إلى إردة شعبه والإذعان للنداء الشعبي صاحب السلطة ومصدرها بأنه لامجال للنظام الحالي في مستقبل سوريا . وشدد على رفضه للتدخل الاجنبي في مالي ..مشيرا إلى أن التدخل العسكري لايحل مثل هذه المشاكل . وقال الرئيس محمد مرسي فى كلمته إنه سيدعو القمة الإفريقية المقرر عقدها بأديس أبابا نهاية الشهر الجاري إلى بحث أزمة مالي والعمل على تحقيق المصالحة والحوار الجاد واللجوء إلى الحلول السياسية والتنموية . وأضاف "لعله من حسن الطالع ونحن نحتفل بذكرى المولد النبوي أن نحتفل بثورة الخامس والعشرين من يناير تلك الثورة التي أبهرت العالم بسلميتها وانصهار كل أطياف شعبنا في بوتقتها مطالبين بالحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية ، وأن هذه الثورة أصبحت علامة فارقة في حياة الأمة المصرية المعاصرة والتي نقلت مصر من عصر الفساد وحكم الاستبداد إلى عهد جديد لا مجال فيه للظلم أو الطغيان". وتابع أن الشعب المصري حقق الكثير من أهداف الثورة خلال الفترة الماضية ، ويتبقى أيضا الكثير مما نطمح إليه وسنحققه إن شاء الله معا وسويا في الأيام القادمة ..مشيرا إلى ماتحقق من حرية بلا حدود وإلغاء حالة الطوارىء ودستور قلص صلاحيات رئيس الجمهورية ، فضلا عن حرية إنشاء الاحزاب والصحف ومؤسسات المجتمع المدني ، وانتقال السلطة التشريعية من رئيس الجمهورية إلى مجلس الشورى مؤقتا لتكتمل مؤسسات الدولة بانتخاب مجلس النواب في الايام القادمة. وقال الرئيس محمد مرسي في كلمته " إننا نعمل على رفع العبء عن كاهل المواطن ، ووقف نزيف حوادث الطرق بعد ان تهالكت البنية التحتية لكثير من مرافقها في العقود الماضية". وأضاف " كما نعمل بكل جد على حل أزمات المرور والنظافة والقضاء على البطالة ونشر مظلة التأمين الصحي لتشمل كل المواطنين وتحقيق العدالة الاجتماعية والقصاص العادل لشهداء الثورة والإصلاح الهيكلي لمؤسسات الدولة ". وأشار إلى أن لجنة تقصي الحقائق قد انتهت في نهاية شهر ديسمبر الماضي وأنه أصدر قرارا بأن ينقل التقرير مباشرة إلى النائب العام .. مؤكدا أن هذا التقرير بكل ما فيه من جديد تحت تصرف لنائب العام ، لتقرر النيابة العامة فيه ما تشاء تحقيقا للعدالة الحقيقية وقصاصا للشهداء والمصابين. وتابع "أننا نبدأ عاما جديدا في عمر أمتنا نتنفس فيه نسائم الحرية ونتحرك بكل جد لرفعة وطننا الغالي ".. داعيا الشعب إلى المشاركة في برنامج التنمية الشامل لمصر ، خاصة وأن التنمية ليست برنامجا انتخابيا لرئيس الجمهورية فحسب بل هي برنامج لكل أبناء الوطن في الداخل والخارج . واستطرد "أنني أدعو في هذا الإطار وأعمل بقناعة كاملة لإحداث تفاعل متوازي بين أضلاع مثلث التنمية (الحكومة والقطاع الخاص ومؤسسات المجتمع المدني) .. لافتا إلى أنه تم رسم خطوطه ووضع محاوره للعمل على تفعيله. وأوضح أن هذا المشروع تقابله تحديات ضخمة تتناسب مع حجم الرؤية التي نلحم بها جميعا لوطنا، رغم ثقل الارث والمشاكل التي خلفتها سياسات الفساد والاستبداد ..مؤكدا أن الشعب المصري سيجني قريبا بعض ثمار الاستقرار للأوضاع السياسية، وبالتركيز على البناء الاقتصادي في الايام القادمة. وقال الرئيس محمد مرسي في كلمته " يؤلمني كمواطن قبل أن أكون رئيسا للجمهورية عدم توفير المسكن الملائم لملايين المواطنين وخاصة الذين يقطنون المساكن العشوائية ، مؤكدا عمل الحكومة مع مؤسسات المجتمع المدني النشط لتوفير محفزات مالية وعمرانية لحل مشكلات هذه الفئات في أسرع وقت ممكن. وأكد دعمه للحكومة حتى تقف بحزم ضد المتلاعبين في الأسعار والمهربين للمواد البترولية..مشددا على حرصه استمرار دعم رغيف الخبز وتوصيله للمواطن بأعلى جوده ممكنة مع تحديث منظومة الخبز القديمة والعشوائية التي سمحت بتسريب أموال الدعم إلى غير مستحقيه. ودعا مرسي رجال الأعمال المصريين ولاسيما المغتربين في الخارج إلى الاستثمار بمصر .. متعهدا بإزالة كافة المعوقات أمام المستثمرين جميعا سواء كانوا مصريين أو عرب أو أجانب. ووجه الرئيس ، تحيته إلى المصريين في الخارج والذين حولوا مدخراتهم للبنوك المصرية .. موضحا أن المدخرات المحولة قد وصلت في الستة أشهر الاخيرة إلى 1ر9 مليار دولار بزيادة أكثر من مليار دولار خلال شهر ديسمبر الماضي ، ليرتفع حجم التحويلات في عام 2012 لأكثر من 19 مليار دولار.