أكدت صحيفة "ذي جلوب أند ميل" الكندية إن الاعتداءات التي شهدتها مصر في 25 من شهر مايو الماضي ضد المعارضة وخاصة الصحفيات أثارت موجة غير مسبوقة من الغضب لدى المصريين. وقالت إن انتهاك كرامة الصحفيات، وامتناع الشرطة عن وقفه، تسبب في إثارة مشاعر المصريين، بل ووحد المعارضة التي فرقتها الانقسامات في السابق ضد النظام الحاكم. وحذرت الصحيفة في تقرير عنوانه "الضغط في مصر من أجل البحث عن مخرج ديمقراطي" الرئيس مبارك من الإفراط في الضغط على خصومه قائلة: المستبدون دوما يسقطون عندما يبالغون في ردود أفعالهم. ورأت أن ردة فعل المصريين على الاعتداءات ضد الصحفيات أثارت مخاوف نظام مبارك، باعتبارها تعبر عن التغير السياسي الذي اعترى المصريين، حيث نجحوا في التخلص من سلبيتهم التي لازمتهم لسنوات طوال وكسر حاجز الخوف لديهم من قهر النظام، على حد تعبير الصحيفة. وأشارت إلى تصريح لأحد الطلاب يدعى علي طيب لصحيفة "نيويورك تايمز" خلال مؤتمر طلابي لمساندة ضحايا أحداث يوم الاستفتاء الذي قال فيه: أشعر أن الاعتداء على الصحفيات عار.. عار على كل شخص في مصر.. أعتقد أننا أخرسنا لأمد طويل. الأغلبية الصامتة، التي أعد واحدا منها لأنني لم أكن نشطا سياسيا أبدا، لا بد أن تبدأ في المطالبة بحقوقها. وأضافت الصحيفة الكندية أن فضيحة 25 مايو كانت بمثابة شرارة صغيرة، إلا أنها لم تستبعد في الوقت نفسه أن تتحول تلك الشرارة إلى حريق هائل لن تحمد عقباه. وقالت رغم أنه لا أحد يتوقع أن يسقط نظام مبارك إلا أن اعتداءات 25 مايو قد تفتح الطريق أمام التخمينات في هذه الشأن خاصة وأنها تسببت في إثارة موجة غضب عارمة لدى الشعب المصري. ونوهت الصحيفة إلى أن نظام الرئيس مبارك يواجه بخيارين مثله مثل أي نظام استبدادي يواجه ضغطا ديمقراطيا.. وقالت إن الخيارين أولهما قمع تيارات المعارضة أما الثاني فيتمثل في إعطاء الفرصة لها للتعبير عن مطالبها. وأضافت أن مبارك إذا كان حكيما فإنه سيعمل على بناء إصلاحات انتخابية معتدلةوالسماح للمعارضة الديمقراطية بإيجاد طريق للمشاركة الفعلية في الحياة السياسية. كما أكدت "ذي جلوب أند ميل" أن المصريين أثبتوا أنهم مثل بقية شعوب العالم يريدون الحرية ويكرهون الظلم. ودعت دول العالم للوقوف بجانبهم ودعمهم.