ذكرت صحيفة كريستيان ساينس مونيتور الأمريكية اليوم الأربعاء أن الرأي العام الفرنسي يؤيد في الوقت الراهن التدخل العسكري في مالي، ولكن إلى متى سيستمر في تأييده لهذه العمليات؟. ونقلت الصحيفة الأمريكية على موقعها الإلكتروني عن خبراء قولهم إنه في الوقت الذي حصلت فيه قرارات الرئيس الفرنسي فرانسوا أولاند بإرسال قوات إلى مالي على دعم المجتمع السياسي الفرنسي، ولكن الرأي العام هناك يمكن أن يتغير ويتعكر إذا لم تستمر النجاحات الأولية للحملة. وتابعت أنه على الرغم من مفاجأة انخراط فرنسا عسكريا في مالي، فإن قرار أولاند بإرسال قوات إلى الدولة الافريقية المضطربة قد لاقى استحسانا من كافة المجتمع السياسي الفرنسي. حيث أن الساسة الفرنسيين من كافة الأطراف تقريبا في البلاد حتى الآن يدعمون هذه الحملة، التي حققت نجاحات مبكرا في وقف زحف متمردي جنوب مالي الذين على صلة بتنظيم القاعدة والذين سيطروا على شمال البلاد في النصف الأول من العام الماضي. واستطردت الصحيفة أن الترخيص بشن هجوم عسكري في مالي،فإن الرئيس الفرنسي أخذ مخاطرة سياسية طويلة المدى وذلك إذا غرقت فرنسا في الصراع المتفاقم. ولفتت إلى أن قرار هولاند خوض مثل هذا الصراع بسرعة، بناء على طلب من رئيس مالي، أظهر قدرة الرئيس الفرنسي في أن يكون جريئا وحاسما، كما يقول المحللون. وقد اقنع الأمة بنجاح في أن بقاء هذه المستعمرة الفرنسية السابقة أمر بالغ الأهمية، ليس فقط حليفا لفرنسا ولكن لدول الجوار في أفريقيا وللشعب الفرنسي نفسه. ونقلت صحيفة كريستيان ساينس مونيتور الأمريكية عن سوسي دينيسون زميل السياسات لدى المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية في المملكة المتحدة إنه "على مستوى السياسية الداخلية، فقد كانت خطوة جيدة للهولاند.حيث أنه حصل على دعم بالإجماع إلى حد كبير من مختلف الانتماءات السياسية"، ولكنه استطرد قائلا " لكن تقدم الصراع يصبح أكثر تعقيدا،حيث يمكن أن تظهر المزيد من القضايا. وأوردت الصحيفة أن استطلاعا للرأي أجراه المعهد الفرنسي للرأي العام (ايفوب) أظهر أن 63 بالمائة من الذين شملهم الاستطلاع يؤيدون التدخل الفرنسي في مالي في حين أن 37 بالمائة يعارضون ذلك.وبالمقارنة،فقد أظهر استطلاع رأي أجري في عام 2001 حول مشاركة فرنسا في التدخل الأجنبي في أفغانستان بقيادة الولاياتالمتحدة - أن 55 بالمائة من الشعب الفرمسي يؤيد التدخل. ونقلت الصحيفة عن دينيسون أن فرنسا لديها علاقات عميقة مع الدول الأفريقية الناطقة بالفرنسية، حيث حافظت على سلطاتها الاستعمارية هناك حتى منتصف القرن العشرين. وكانت فرنسا الاستعمارية حاكمة لمالي حتى عام 1960..كما أن لديها مصالح إقتصادية واستراتيجية أقوى كثيرا من التي لدى المملكة المتحدة، وعلى الجانب الآخر يمكن أن يكون هناك تصورا أن التهديد على فرنسا من الجماعات الإسلامية سيكون أعلى بسبب الشبكات التي توجد في جميع أنحاء البلدان الناطقة بالفرنسية في المنطقة والتي تمتد إلى فرنسا". ويعتقد جان فرانسوا داجوزون نائب مدير مركز أبحاث مؤسسة الأبحاث الاستراتيجية في فرنسا، أن الجمهور الفرنسي يؤيد التدخل لأنه يرى أنها مهمة تهدف إلى مساعدة السكان في مالي والتخلص من المتشددين الإسلاميين على حد سواء، حيث يرون أن الجهاديين صورة أخرى من طالبان في أفريقيا.