أكد الخبراء و المهتمون بشئون الحركات الإسلامية أن خطاب الدكتور أيمن الظواهري الرجل الثاني في تنظيم القاعدة قد شهد تطورا حيث اشتبك الظواهري علي طريقته و بدا تصوره أكثر انفتاحا مع القضايا التي تهم الأمة الإسلامية و أخذ خطابة بعداً شعبوياً نسبيا بعيدا عن النخبوية التي يهتم بها خطاب الظواهري و إن كان هذا لم يشهد أي تغيير في جوانب الظواهري التي يؤمن بها. و قد أوضح الدكتور كمال حبيب الخبير في شئون الحركات الإسلامية أن خطاب الظواهري قد تغير تغيراً طفيفا حيث ركز علي قضية الإصلاح السياسي في العالم الإسلامي التي بدأت واشنطن تطالب به وفقا لمنظورها فكان لابد من التصدي لهذا الخطاب و عدم اختزال أساليب مواجهته في الممارسة القتالية فقد أدركت القاعدة أن الحرب بدون مقاصد سياسية لا معنى لها حسب رؤية الاستراتيجي الألماني كلاوس فتس مشيرا إلى أن تنوع أساليب المقاومة بشقيها السياسي و القتالي هو الجديد الذي حملة هذا الخطاب . و أضاف أن الظواهري حاول خطب ود الشعوب الإسلامية بعد أن تأكد أن غياب و تآكل الدعم الشعبي لمشروع القاعدة يعد من أسباب تراجعه مشيرا إلى أن حديث د. الظواهري عن حق النساء في التظاهر يشكل تطورا في خطاب القاعدة التي نادرا ما تجد اهتماما في أدبياتها بهذه الفئة و هو ما يعد توسعيا للفئات التي يوجه لها الظواهري خطابة . من جانبه أوضح ممدوح إسماعيل محامى الجماعات الإسلامية أن هناك تغيرا واضحا في خطاب الظواهري الذي استخدم مصطلحات جديدة علي الخطاب السلفي بشكل عام و هو تغيير لمسه الجميع منذ الإنذار الذي وجهه الشيخ أسامة بن لادن للأوروبيين منذ مدة و قد رأى فيه الجميع زخرفة في مواقف القاعدة خصوصا فيما يتعلق بالعلاقة مع الغرب مشددا علي أن هذا الخطاب عكس تلاحما من القاعدة مع قضايا و هموم الأمة مما يخص الإصلاح و هذا مما يدحض المزاعم العربية و الأمريكية علي ما ضويه التنظيم . و يعتقد إسماعيل أن الظواهري بتركيزه علي الإصلاح و علي المظاهرات التي شهدها العالم العربي ووضعه إطارا عاما لهذه القضية يتضمن الضوابط الحاكمة للشريعة و حرية الأوطان و الشعوب قد نجح في خلق تأييد شعبي لنهجه المضاد للهيمنة الأمريكية و الأنظمة العربية و الإسلامية التي تدور في فلك الأمريكان موضحا انه من الظلم أن يتحدث عن ضرورة تقديم بن لادن و الظواهري لمشروع إصلاحي كامل فهؤلاء يعيشوا في كهوف و تستخدم ضدهم أبشع وسائل الحصار لذا فالحديث عن إطار كامل للإصلاح لديهم يكلفهم أكثر من طاقاتهم . فيما أشار القطب الإسلامي البارز منتصر الزيات إلى انه لم يلمح أي تغيير في خطاب القاعدة فالدكتور الظواهري لازال يحصر الجهاد في الأساليب القتالية فقط و هو خطأ لازالت القاعدة ترتكبه فتنويع وسائل الجهاد في مقاومة مسلحة و سياسية و ثقافية و اجتماعية يصب في خانة تقوية هذا الخيار و ليس إضعافه وأوضح الزيات أن الظواهري كرر مواقفه التقليدية بالتأكيد أن المظاهرات وحدها لن تنجح في تغيير واقع الأمة كما إن مراهنته علي دور شعبي في دعم التغيير و الإصلاح ليس جديدا فهو طوال تاريخه يؤمن بدور شعبي في ظروف بعينها في دعم النخب و المثقفين ربما الجديد و الكلام مازال للزيات حديثه عن حق النساء في التظاهر،وأدانته ما تعرضوا له نافياً أن تكون القاعدة قد طرحت مشروعاً جديدا للإصلاح بل أنها فقط التحمت بهم عام وهو أمر اهتمت به القاعدة منذ فترة طويلة.