قالت صحيفة "الجارديان" البريطانية إن الصمت الذي لازم وزيرة الخارجية الأمركية كوندوليزا رايس إزاء قضية الإخوان المسلمين خلال زيارتها لمصر أمس إنما يؤكد رفض واشنطن لمشاركة الجماعة في الحكم في مصر كما هو الحال مع الجماعات الإسلامية الأخرى في المنطقة مثل حماس في فلسطين وحزب الله في لبنان. وأضافت أن صمت رايس عن حرمان جماعة الإخوان للخيارات الحرة، التي تحدثت عنها، يعكس الرفض الرسمي المصري القوي لشرعنة الجماعة، كما يجسد المأزق الذي تواجهه واشنطن في دعواها لمزيد من الديمقراطية في الوقت الذي ترفض فيه الاعتراف بجماعات إسلامية مثل حماس وحزب الله. وأعربت الصحيفة في تقرير لها بعنوان "مسيرة الديمقراطية في مصر تسبب مأزقا للولايات المتحدة" عن استغرابها لحديث كوندوليزا رايس عن مزيد من الديمقراطية والحرية في مصر في الوقت الذي تحاشت فيه الإشارة إلى الحظر المتواصل على جماعة الإخوان تيار المعارضة الإسلامي الأكبر في البلاد، على حد تعبير الصحيفة. في سياق متصل، نقلت "الجارديان" عن المتحدث باسم جماعة الإخوان محمد مرسي قوله: إن الشروط التي فرضها مبارك على الانتخابات تعني أنها لن تكون حرة ولا شاملة. وأضاف مرسي في حديث للصحيفة: الجماعة ستتخذ في وقت قريب قرارا بشأن مقاطعة الانتخابات. وقال إنه في انتخابات حرة يمكن أن نحصل على 20 إلى 25 في المائة من مقاعد البرلمان.. العديد من المستقلين سوف يساندوننا.. نحن معروفون في المجتمع ويتركز نشاطنا في القرى والجامعات والبرلمان والمساجد. وحذر مرسي من أن القمع المتواصل، مشيرا إلى الاعتقالات الأخيرة في صفوف الجماعة، إنما ينذر بعواقب غير محسوبة. وقال: النظام أصبح ضعيفا جدا.. الضعف ينطوي على خطورة.. نأمل في حدوث إصلاح وإلا سوف يكون ثمة صراع دموي نحن في غنى عنه. وسلطت الصحيفة الضوء على التناقض في موقف المسئولين المصريين من الجماعة وإصرارهم على حظرها في الوقت الذي يتعهدون فيه بانتخابات حرة، مشيرة إلى تصريحات أحمد نظيف رئيس الوزراء المصري الذي قال فيها: لن نسمح لهم، أي جماعة الإخوان، بتأسيس حزب سياسي أساسه الدين. فيما أشارت إلى رفض الحكومة المصرية لتدخل الغرب من أجل فرض الإصلاح والذي جاء على لسان أحمد أبو الغيط وزير الخارجية بقوله: الغرب لا ينبغي أن يتدخل في شئوننا الداخلية.. لأنه لا يعرف ما يتحدث عنه. واعتبرت "الجارديان" أن قرار مبارك بتعديل الدستور للسماح بإجراء انتخابات مباشرة إنما فتح ما أطلقعت عليه "قبر فرعون" أمام آمال وأحلام التحديث والإصلاح. وعن موقف تيارات المعارضة المصرية، رأت الصحيفة أن الأحزاب الشرعية العلمانية في مصر ضعيفة ومنقسمة إضافة إلى أن الغالبية العظمى من المصريين لا يشاركون حتى الآن في عملية الإصلاح. وقالت إن المصريين إذا توحدوا حول مسألة واحدة فإنه لن تكون هناك حاجة لتدخل واشنطن.