وجهت صحيفة " واشنطن بوست " الأمريكية انتقادات عنيفة لما اعتبرته " محاولات يبذلها الرئيس حسني مبارك لإفشال الإصلاح السياسي في مصر " ، مقللة من أهمية ما تردده دوائر رسمية عن أن نشر الديمقراطية في المنطقة سوف يؤدي لتفريخ جماعات إسلامية مسلحة . وقالت الصحيفة إنه إذا كان السبب الذي يجعل مبارك يبذل مثل هذه المحاولات هو المخاوف من أن تفرخ الديمقراطية جماعات إسلامية مسلحة، مثل حزب الله في لبنان وحماس في فلسطين، تنافس على الحكم، فإن جماعة الإخوان المسلمين، أقدم الحركات الإسلامية وأكثرها مكانة، أعلنت رفضها للعنف صراحة، كما أن قادتها قالوا إنهم ليست لديهم الرغبة في تولي الحكم في البلاد، وإنما يريدون السماح بالمنافسة السلمية على مقاعد مجلس الشعب. وأعربت الصحيفة عن استغرابها من رد الأحزاب العلمانية في لبنان على مظاهرات حزب الله الذي نجح في تنظيم مظاهرات أكبر حجما من تظاهرات المعارضة ، بينما جاءت استجابة النظام المصري لمظاهرات الإخوان السلمية باعتقال أكثر من 750 من أعضاءها ومن بينهم أحد قادتها الكبار عصام العريان. وتساءلت "واشنطن بوست" عن سبب قمع حركة إسلامية سلمية، في إشارة لجماعة الإخوان، بينما يسمح لحركات أخرى في المنطقة بخوض الانتخابات وحمل الأسلحة. وقارنت الصحيفة أيضا بين نظرة إسرائيل والإدارة الأمريكية لمشاركة حماس وحزب الله في السلطة على أنها تنطوي على مخاطرة ونتائج غير مضمونة العواقب، وبين تم حرمان جماعة الإخوان من المشاركة السلمية في تحرير النظام السياسي في مصر، رغم أن الحالة الأخيرة، يمكن أن تسفر تفريخ نموذج للأصوليين السلميين ، على حد قول الصحيفة، وعن سيناريو دمج حركة الإخوان المسلمين في الحكومة في مصر ، قالت الصحيفة إن الأمر يتطلب كخطوة أولى أن تلغي الحكومة المصرية حالة الطوارئ التي تمنح الإخوان حق عقد اجتماعات و مظاهرات سلمية و إصدار الصحف. والخطوة الثانية ، أن تبدأ حكومة مبارك محادثات مع الجماعة، مثل التي عقدتها مع أحزاب المعارضة المعترف بها مؤخرا، لمناقشة الشروط التي يمكن وفقا لها الترخيص للجماعة بالتحول لحزب سياسي والمشاركة في الانتخابات مستقبلا. وعن الاختلاف بين الإخوان المسلمين وحماس، رأت الصحيفة أن الفارق يتمثل في أن الأولى لا تتبنى التفجيرات الانتحارية ولا تسعى للوصول للحكم في الوقت الحالي. إلا أنها في نفس الوقت، تشبه حماس في أنها تعارض السلام مع إسرائيل وتؤيد الجماعة في العراق وتؤمن بأن المسلمين يجب أن يحكموا وفق الشريعة. وأكدت الصحيفة أن الحركات الإسلامية سواء السلمية أو المسلحة لن تختفي بسهولة، بسبب الدعم الشعبي الذي تحظى به والذي يصل حسب تقديرات الخبراء من 20 إلى 40 في المائة في حجم الشارع في الدول العربية والإسلامية .