أظهرت إحصائيات الملاحة الدولية بقناة السويس ارتفاع معدلات شحن النفط عبر قناة السويس خلال العام 2012 بنسبة 22.5% عن العام 2011، بينما تراجعت معدلات شحن البضائع وحمولات السفن المارة عبر قناة السويس خلال العام الماضى. وأوضحت الإحصائية أن حمولات ناقلات النفط المارة بقناة السويس هي الأعلى منذ أربعة سنوات متتالية حيث بلغت حمولاتها في العام الماضي نحو 140.8 مليون طن مقابل 115.1 مليون طن في 2011 . وقال محمود رزق نائب مدير إدارة التخطيط والبحوث بقناة السويس لمراسلة وكالة الأناضول اليوم الاثنين "ان تصاعد معدلات شحن النفط المارة عبر قناة السويس خلال العام الماضي جاء لتخوف الدول المستوردة للنفط من منطقة الخليج العربي من قيام ايران بتنفيذ تهديداتها بإغلاق مضيق هرمز الواقع على الخليج العربى بسبب العقوبات الاقتصادية التي تفرضها الولاياتالمتحدةالامريكية والاتحاد الاوروبي عليها لبرنامجها النووي، وهو ما دفع الدول المستوردة من زيادة معدلات صادراتها لتخزين أكبر كميات من نفط دول الخليج العربي لديها . وأشار رزق إلى أن معدلات شحن النفط إلى أمريكا واوروبا لم ترتفع لزيادة حجم الإنتاج بها أو لزيادة استهلاكها ولكن لتحقيق مخزون استراتيجي ضخم لديها من النفط تحسبا لوقوع اية أعمال عسكرية في مضيق هرمز يترتب عليها وقف شحن النفط القادم من دول الخليج العربي . وتقول التقارير الرسمية ان 35 % من صادات النفط العالمي ينقل بحرا عبر مضيق هرمز. وقالت إحصائية الملاحة إن أعداد ناقلات النفط التي عبرت قناة السويس في العام الماضي بلغت 3639 ناقلة محملة وفارغة بزيادة 3.7%عن اعداد الناقلات التي عبرت في 2011 والتي بلغت 3509 ناقلة، وارتفعت معدلات شحن النفط يوميا بالقناة بكميات تتراوح بين 350 الف طن إلى 420 الف طن يوميا . وتقول تقارير اقتصادية رسمية صادرة من منظمة الاوبك إن اكثر من 3 ملايين برميل من النفط يومياً تعبر قناة السويس وأنبوب سوميد الذي يبدأ من خليج السويس إلى البحر المتوسط. ومن جانبه توقع الربان سمير معوض خبير النقل البحري واللوجستيات بمصر في تصريحات هاتفية لمراسلة الأناضول إن تشهد القناة تراجعا خلال الفترة القادمة بمعدلات شحن النفط الخام يقابلها زيادة في معدلات شحن منتجات النفط ومشتقاته. وأرجع معوض توقعاته "لاكتفاء الولاياتالمتحدة ودول أوروبا من المخزون النفطي الاستراتيجي لديها وظهور مناطق اخرى لإنتاج البترول في خليج المكسيك وامريكيا اللاتينية، وإقامة معامل لتكرير البترول داخل الدول المنتجة بالخليج العربي بدلا من أوروبا". وأوضح معوض أن دول الخليج العربي لجأت لوضع خطط لإنشاء خطوط انابيب لنقل النفط، بعيدا عن مضيق هرمز خلال الفترة الحالية لمواجهة التهديدات الايرانية ومنها خط انابيب رأس التنورة /الفجيرة بالإمارات، ورأس التنورة /ومسقط بعمان، ورأس التنورة /المكلا باليمن، ورأس تنورة / ينبع بالسعودية، بالإضافة خط انابيب كركوك /جيهان بالعراق، مع احتمال ان يتم تشغيل خط انابيب ايلات/ اشدود. وقال "ضخ البترول عبر الأنابيب من وسائل النقل الرخيصة والآمنة، وتمتد لمسافات بين مناطق الانتاج ومناطق الاستهلاك". وتعتبر خطوط أنابيب النفط منافساً قوياً لناقلات النفط التي تعبر قناة السويس، والتي تصل إلى 20 مليون طن بترول خام سنويا