بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيْم، الحَمْدُ للهِ رَبِّ العْالمينَ, وَالصَّلَاةُ والسَّلَامُ عَلَى أَشْرَفِ الْمُرْسَلِيْنَ ...وبعد. خواطر انتخابية خواطر مسلم قبل الانتخابات نحن أصحاب القضية "قَضِيَّةُ تَطْبِيْقِ الشَّرِيْعَةِ" أخي الحبيب!. أختي الفاضلة!. في ظل هذا الزخم من الاختلاف، وفي قلب هذه المعمعات من الانشقاقات!. فلدينا ثوابت تزول الجبال الرواسي ولا تزول تلك الثوابت!. وحتى لا نتوه وسط الطريق!. أذكر نفسي وإياكم بأهم الثوابت، وأعظم المسلمات: إِنَّنِي مُسْلِمٌ لَسْتُ مُنْتَمِيًا لأيِّ ِحِزَبٍ، أَوْ جَمَاعَةٍ، وَلَكِنَّنِي مُسْلِمٌ مُؤْمِنٌ بِأَنَّ الإِسْلامَ شَرِيْعَةٌ تُنَظِّمُ لِلْمُسْلِمُ كُلَّ شُئُونِ الْحَيَاة. وصدق الله إذ يقول: مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ.الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ.[ وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِكُلِّ شَيْء]. مُؤْمِنٌ بأن الإسلام لا يتجزأ، فلا يجوز أن أقبل آيات الشعائر، وأكفر بآيات المعاملات، والأحكام، والحدود. وصدق الله إذ يقول:أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ فَمَا جَزَاءُ مَنْ يَفْعَلُ ذَلِكَ مِنْكُمْ إِلَّا خِزْيٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يُرَدُّونَ إِلَى أَشَدِّ الْعَذَابِ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ. مُؤْمِنٌ بأنَّ الله سيدي، ومولاي، وأنا عبده، وأن السيد يأمر، وليس على العبد إلا طاعةَ سيدِهِ، ومتى ناقش العبد أمر سيده، ومولاه فقد كفر بربوبية الرب، وخلع عبودية العبد، وأن الشرفَ كل الشرف، والعز كل العز في تحقيق عبوديتي لله تعالى. وصدق الله إذ يقول:إِنَّمَا كَانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ إِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَنْ يَقُولُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا . مُؤْمِنٌ بأنَّ الله أرحم بي من نفسي، وأحن علي من أمي التي ولدتني. وأن الله جَلَّ في علاه لن يأمرني إلا بما ينفعني؛ وإن خفي عَلَيَّ وجه النفع في أمره . وأن الله جَلَّ في علاه لن ينهاني إلى عما يضرني وإن خفي عَلَيَّ وجه الضرر في نهيه . مُؤْمِنٌ بأن الله أرحم بغير المسلمين من أي إنسان آخر يرفض شريعة الرحمن مدعيًا أنه أرحم بغير المسلمين ممن خلقهم حاشاه ذلك. فاعتقادنا: وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ. مُؤْمِنٌ بأن العدل كل العدل، والرحمة كل الرحمة، والكرامة كل الكرامة، وأن البركة الحقيقية لا تكون إلا في تطبيق شرع الله ، وصدق الله إذ يقول: وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُون. مُؤْمِنٌ بأن العالم عندما جاع بأكمله لم تشبع إلا مصر، وأشبعت العالم كله، وجاء العالم يقف صفوفًا على أبوابها يسألها الصدقة، كما أخبر ربنا قائلا: فَلَمَّا دَخَلُوا عَلَيْهِ قَالُوا يَا أَيُّهَا الْعَزِيزُ مَسَّنَا وَأَهْلَنَا الضُّرُّ وَجِئْنَا بِبِضَاعَةٍ مُزْجَاةٍ فَأَوْفِ لَنَا الْكَيْلَ وَتَصَدَّقْ عَلَيْنَا إِنَّ اللَّهَ يَجْزِي الْمُتَصَدِّقِينَ. مُؤْمِنٌ أن سبب هذا الرخاء؛ أنَّ الذي كان يحكمها حينئذٍ كان حفيظًا عليمًا، كما كان يحكمها بشرع الله تعالى. وأنه متى حكم مصرَ الحفيظُ العليمُ بشرع الله تعالى عادت أفضل مما كانت في عهد الصديق يوسف بإذن الله تعالى. مُؤْمِنٌ بأنه لا عِزَةَ لَنَا إلا بالإسلامِ، وتطبيقِ شرعِ اللهِ، وأننا مهما ابتغينا العز في سواه أذلنا الله!. مُؤْمِنٌ بأنَّ صانع الشيءِ أعلمُ به، وأولى من يصلحه، فكيفَ لا يكون شرع الله أصلح نظامٍ للكون، والله هو خالق الكون، وصانعه؟!؟!.. مُؤْمِنٌ بأن الإسلام يصلح لكل زمان ومكان، وأنه ما عفا عليه الزمان كما يدعي أخبث اللئام. وصدق الله إذ يقول:أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ . وصدق الله إذ يقول: صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ إِنَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَفْعَلُونَ . مُؤْمِنٌ بأن السياسةَ لعبةٌ قذرةٌ سافلةٌ عندما يكون الساسةٌُ قذرينَ سافلينَ مقتدين بأراذل المخلوقين. ولكن السياسة نفسها تكون نزيهةً عفيفةً نقية عندما يكون الساسةُ نزهاءُ متعففين أنقياء مقتدين بأشرف السياسيين: الرسول ، والخلفاء الراشدين!. كما أن التجارةَ تكون غشٌ، وكذبٌ، ونصبٌ، وجشعٌ، واحتيالٌ عندما يكون التُّجَارُ غشاشين، كذابين، نصابين، جشعين، محتالين!. ولكن التجارةَ نفسها تكون شريفةً، وطيبةً، وحسنةً إذا كان التجارُ شرفاء، طيبين، محسنين!. وهكذا في كل الصناعات، والميادين كالطب، والزراعة، والنجارة، وغيرها!. مُؤْمِنٌ بأنِّي مُسْلِمٌ وإن بلغت ذنوبي عنان السماء ما لم أستحل هذه الذنوب، وكنت نادمًا عليها، أجاهد للتوبة منها، وأما من استحل ما حرم اللهُ، أو طلب إباحته فقد كفر!. مُؤْمِنٌ بأنَّي لن يصحَّ إيماني إلا بتحريم ما حرم الله، حتى وإن زلت فيه قدمي مراتٍ، ومراتٍ ضعفًا وتقصيرًا. مُؤْمِنٌ بأني لن يصح إيماني إلا بقبول أوامر ربي؛ حتى وإن عجزت عنها تارات، وتاراتٍٍ كسلا وفتورًا. مُؤْمِنٌ بأن الدين لله، وأن الوطن أيضًا لله، وأن الأرض كلها لله، وصدق الله إذ يقول:إِنَّ الْأَرْضَ لِلَّهِ يُورِثُهَا مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِين. مُؤْمِنٌ بأنِّي خليفةُ اللهِ في أرضه، وصدق الله إذ يقول:إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً . مُؤْمِنٌ بأني مكلفٌ بالسعي لتطبيق شريعته، وأن الله سائلي يوم القيامة عن نشر دينه، وتطبيق شريعته. ماذا أقول لربي حين يسألني *** عن الشريعة: أضعنا معانيها؟!. ومن يجيب الحبيب حين يقول لنا: *** أضعتم سنتي والله محييها؟!. مُؤْمِنٌ بأن الظالمين مهما طال ظلمهم فلابد أن يقصمهم الله كما قصم فرعون الأمس واليوم، وصدق النبي إذ يقول: ((إِنَّ اللَّهَ لَيُمْلِي لِلظَّالِمِ، حَتَّى إِذَا أَخَذَهُ لَمْ يُفْلِتْهُ)).[حم/خ/م]. مُؤْمِنٌ بِأَنَّنَا قَدْ نَمْنَحُ ثِقَتَنَا شَخَصًا مَا ظَاهِرَ التَّدَيُّنِ، وَالْفَهَمِ، ثُمَّ نَسْحَبُهَا مِنْهُ إِذْ لَمْ يَكُنْ بِثِقَتَنَا جَدِيْرًا. مُؤْمِنٌ بِأَنَّنَا قَدْ نَدْعَمُ حِزْبًا مَا لِرَفْعِهِ عَلَمِ الشَّرِيْعَةِ، ثُمَّ نَتَحَوَّلُ إِلَى مُعَارِضِيْنَ لَهُ إِذْ لَمْ يَكُنْ لِدَعْمِنَا مُسْتَأْهِلا!. وَلَكِنَّ اْلقَضِيَّةَ الَّتِي لا يُمْكِنُ أَنْ تَكُوْنَ مُجَرَّدَ مَحَلِّ مُنَاقَشَةٍ لأيِّ مُسْلِمٍ أبدًا؛ هِيَ قَضِيَّةُ "تَطْبِيْقِ الشَّرِيْعَةِ"!. فَتِلْكَ الْقَضِيَّةُ الَّتِي لا يُمْكِنُ أَنْ يَرْفُضُهَا مُسْلِمٌ أبدًا أبدًا.... وصدق الله إذ يقول:وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُبِينًا . فنحن لسنا أتباعًا لشخصٍ لذاته، ولا أشياعًا لحزبٍ بعينه!. إنما نحن أصحاب القضية "قَضِيَّةُ تَطْبِيْقِ الشَّرِيْعَةِ". ننصر أقوى الناس على تطبيقها!. وندعم أصلح الناس لإقامتها!. فإن حادوا عن القضية؛ حدنا عن مناصرتهم. وإن وجدنا من أولى بها منهم؛ حملناها إليهم. وَمَنْ فَعَلَ غَيْرَ ذَلِكَ فَقَدْ خَانَ اللهَ وَرَسُوْلَهُ وَالْمُؤْمِنِيْنَ. ونسأل اللهَ أن يجعلنا غرسًا لهذا الدينِ يستعملهم في طاعته وتطبيق شريعته مخلصين نياتهم لوجهه الكريم. وَآخِرُ دَعْوَانَا أَنِ الحَمْدُ للهِ رَبِّ الْعَالَمِيْنَ , سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ , أَشْهَدُ أَلَّا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ, أَسْتَغْفِرُكَ, وَأَتُوبُ إِلَيْكَ. *باحث شرعي، ومدقق لغوي. [email protected] أرسل مقالك للنشر هنا وتجنب ما يجرح المشاعر والمقدسات والآداب العامة [email protected]