"هذه هى المدارس التى تخرج البلطجة " هذا ما شاهدته بداية من شارع القومية وحتى كوبرى سوارس فى الزقازيق صور قد ألفها الكثير ويتأذى منها البعض بنات وأولاد من سن ست سنوات حتى الخامسة عشر وكلهم يعمل فى وضح النهار وتتخيل أنه عمل شريف ولكنى أرى أنه عمل مرتب بشكل خاص والمستفيد منه فئه تلعب بمستقبل هؤلاء وإن شئت قل تلعب بمتقبل مصر فهذه هى المدارس التى تخرج البلطجة. رأيت البنات- فى عمر الزهور- فى حالة مذرية من القذارة يعملن فى جمع أشياء من القمامة التى على جانب الطريق ويحملنها على الحميروطبعا هذا لصالح تجار يعملون فى تدوير النفايات ويأتى المكسب على حساب هؤلاء. وعندما سألت ماذا تفعل هذه وتلك عندما تكبر يعنى من يتزوجها قالوا تتزوج من نفس عشيرتها التى تتمركز فى أماكن فى الزقازيق بحرى كى تنجب أطفالا يعملون فى نفس المدرسة وقالوا أن لهم ممتلكات من عمارات وخلافه وللحفاظ على سرية المهنة لاتتزوج الفتاة من خارج العشيرة. والصورة الثانية على كوبرى سوارس حيث إشارة المرور التى تغلق خمسة وثلاثين ثانية لتعطى الفرصة لأطفال الشوارع كى يمارسوا نشاطهم الذى لاينقطع من الشحاذة واستخدام الفوطة الزفرة لتنظيف زجاج السيارات ولولا تعاطف الناس ذوى القلوب الرحيمة لما زادت أعداد هؤلاء الأطفال عند الإشارات. ولكن اين الله فى قلوب هؤلاء الأطفال تشاهدهم تارة يلعبون وتارة يسبون بعضهم البعض بأصناف عديدة من السباب الذى تتأذى منه الآذان والقلوب وتارة أخرى يتسابقون على سيارات نقل الفاكهة ليتقاذفوا من فوقها اليوسفى والبرتقال والكل يشاهد ذلك فى صمت وكأنه حق لهم. هذا الحق الذى يجعل البنت منهم تكبر لتتزوج بلطجى من نفس المدرسة ليفتح لها نصبة شاى خمسينة وبحمرة الخدود والشعر الماشيت ينجذب الدبابير لجلب السم الذى يعدل الدماغ وكله بحسابه. وكمان مش بعيد ممكن تبقى ماشى ويخلع لك عينك واحد منهم- بطرف مطواة- لما يكبر علشان منعت عنه أتاوة مسح زجاج السيارة وهو صغير. الطفل الذى يتجرأ على الله فى هذه السن ويسرق البرتقال لما يكبر ممكن يسرق التفاح وأكثر من ذلك ممكن يسرق أحلامنا ويسرق عمرنا. لماذا لانكرم بنى آدم كما كرمه الله ونعمل على إغلاق مثل هذه المدارس وننقل مريديها لمدارس تحافظ على كرامة الإنسان. ونحاسب المدير والناظر المستفيدين من ريادتهم لهذه البيئة. أرسل مقالك للنشر هنا وتجنب ما يجرح المشاعر والمقدسات والآداب العامة [email protected]