جاءني معلومات بالأمس عن مجموعة " جند الله " والتي تعرضت للتعذيب البشع يوم 30 / 6 /2005 م علي يد مايسميه المعتقلون السياسيون في سجن استقبال طره " كتيبة المواجهة " ، وكان يقودهم ضابط أمن الدولة المسمي " محسن رمضان " ، ولا نعرف كتيبة مواجهة من ؟ هل تواجه أعداء الوطن والأمة والدين ؟ لا بل هي تواجه " جند الله " هؤلاء المجموعة من الشباب الذين فكروا مجرد تفكير في مناصرة القضية الفلسطينية ، فأصبحوا مجرمين ، قدموا لمحاكمات عسكرية ، وهم يطالبون بأن يقدموا للمحاكمة أمام قاضيهم الطبيعي فهم ليسوا عسكريين ولكنهم مدنيون . تشير المعلومات إلي أن أكثر من 500 عسكري هاجموا 22 معتقلا من مجموعة جند الله ومعهم 30 معتقلا آخرين وذلك لتأديبهم لمجرد أنهم طالبوا بأن تتحول قضيتهم من المحاكم العسكرية إلي المحاكم المدنية ، وهؤلاء كانوا يناصرون الفلسطينيين ، فهل أصبح من يناصر الفلسطينيين موضوعا للاتهام في زمن النخاسة السياسة وبيع كل شئ بما في ذلك الأوطان وحتي العقائد والدين ذاته . تم تفريق مجموعة جند الله " بالقوة الغاشمة والتعذيب البشع إلي سجون برج العرب ووادي النطرون وسجن الوادي الجديد ، ويتعرض المعتقلون في مثل هذه الحالة للتعذيب البشع وهم يرحلون إلي الأماكن الجديدة ، ثم يستقبلهم جلادون ليعيدوا تعذيبهم في الأماكن التي يرحلون إليها ، أين النائب العام ليتدخل ويحقق في التعذيب الذي تعرض له هؤلاء المعتقلون ؟ أين المجلس القومي لحقوق الإنسان ليتدخل ويوقف التعذيب عن هؤلاء المعتقلين ؟ إنني أشعر بالتعاطف مع هؤلاء المعتقلين ذلك لأنهم يكونون ضحايا عصبية نظام مهزوز لا يثق بنفسه ويواجه ضغوطا من الناس في الشارع مطالبة بتغييره وهو هنا لا يستيطع مواجهة الناس في الشارع فيحول عنفه القاسي والبشع إلي من هم في قبضته سواء أكانوا في أقسام البوليس أو أماكن الاحتجاز والتحقيق أو في السجون والمعتقلات لذلك أشعر بالحزن البالغ علي من بقبضة هذا النظام الغشوم وقوات أمنه الغبية لأنهم يحولون حنقهم وغضبهم علي قوم هم أمانة عندهم وفي أعناقهم لا يجب أن تمسهم أيد بالتعذيب أو العدوان علي الكرامة ، لكن الواقع أنهم يجعلون هذه الأمانة عرضة للأذي والتفريط . والمشكلة أن ماكينة التعذيب البالية العتيقة العفنة لا تزال تعمل ولذلك لانستغرب أن نجد العنف يزداد في الأماكن المغلقة والمظلمة التي يترك فيها المسجون أو المعتقل لمصيره مع جلاد لا يرحم . في وقت يتحدث فيه النظام عن الإصلاح والحزب الوطني عن الفكر الجديد ، في وقت لايزال فيه التعذيب يعمل . إنهم يريدون أن يقولوا للمعتقلين لازلنا أقوياء ونحن لم نهزم في معركة الحفاظ علي الكرامة الانسانية أقصد امتهان هذه الكرامة من قبل الجلادين . فرغم أن الناس تظاهرت أمام لاظوغلي في يوم التعذيب العالمي لكنهم أي الذين يقومون بالتعذيب لايزالون يعذبون . فهذه عقلية الجلاد ، وهي عقلية انتقام ونفسية مريضة ذات طابع سيكوباتي نريد لنظامنا السياسي وأجهزة الأمن عندنا أن تتعافي من هذه المصائب لتعود طبيعية تعيش مع مواطنيها تحت مظلة القانون . إن قلبي ووجداني مع كل مظلوم خلف الأسوار ، وكل مظلوم في التحقيق ، وكل مظلوم في غرف الاحتجاز ،وسأظل أضع يدي علي قلبي خوفا ووجلا طالما ظلت البلد بدون قانون واضح يعطي السلطة القضائية الحق في التفتيش والرقابة علي وزارة الداخلية في كل هذه الأماكن . فهل أري اليوم الذي يمكن للمواطن أن يعيش آمنا في مصر من عسف وزارة الداخلية وأمن الدولة وأجهزة القمع . إن بداية الإصلاح الحقيقي هو وجود سلطة قضائية فعالة في مواجهة السلطات التنفيذية وأن يعطي للمجلس القومي لحقوق الإنسان حق الرقابة الفعالة ولمنظمات حقوق الإنسان الأخري علي أماكن التعذيب التي يصبح فيها المواطن معزولا واحدا أمام سلطة بطش غاشمة تتصرف بلا عقل ولامنطق .