تباينت آراء أبناء الشعب المصري حول هشام العشري الداعي لتأسيس هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بمصر أو بالنكهة المصرية. البعض "لعن سلسفينه" في تعقيباتهم على الحوار المنشور في الوطن وتجاوز النقد الحد من كلمات ربما تصل لوصف أنها "خارجة" إلى ما فوق الخارجة أيضًا حتى وصفه بعضهم فيسبوكيًا بأنه "حمار" قبل أن يسمع حتى وجهة نظره.. وتجاوز نقد البعض له من وصف "خارج عن الأدب" إلى حالة لم نعهدها إعلاميًا عندما مزق يوسف الحسيني الجريدة التي بها الحوار بيديه قطعًا صغيرة وألقى بها على الطاولة التي أمامه بقناة "أون تي في"، كومة من القصاصات معلنًا بحماس مبالغ فيه لا نريد هيئة أمر بالمعروف ولا وصاية من أحد ووووو.. ثم كانت التعقيبات على فعلة الحسيني أشد خروجًا على النص حيث لعنه المعقبون بعد نشر ما فعله لعنًا كبيرًا ووصفوه بأنه وأنه وأنه بكلام أيضًا خارج عن الأدب.. لا داعي لتكرراه هنا. هل صدم العشري الشعب المصري بدعوته القديمة الجديدة؟ أعني بقدمها لأنها هي الدعوة التي عمرها ألف وأربعمائة سنة من الزمان أي من عمر الإسلام نفسه، وجديدة لأنها بدت في غرابتها كأن الرجل ابتدعها من تلقاء نفسه الآن. مع أن دعوته ربانية أمر بها رب العباد وهي مذكورة في القرآن الكريم نصًا واضحًا لا لبس فيه" ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر".. وجعل تلك الشعيرة خاصية من خصائص خيرية الأمة المحمدية" كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله". ودعوته كما أخبر في الحوار الفضائي هي ليست هيئة قائمة هو مسؤول عنها في المجتمع، بل مجرد دعوة تقوم على آليات تنفيذها جهات الاختصاص من الأزهر والتنفيذ من الداخلية وليست موكولة لجماعة أو لتيار وتقوم الشرط -جمع شرطة- المتعددة بمتابعة القضايا الغش في السلع لشرطة التمويل والأخلاقيات لشرطة الآداب وهكذا.. هل اختار العشري توقيتًا غير مناسب مثلًا فأطلق دعوته بشكل مفاجئ جعل البعض يصدها ويردها ويحاول وأدها من أول لحظة في حالة الغليان التي تنتاب أكثر من مصر من الإسلاميين ودعواتهم المتتالية والمتغالى فيها أحيانًا والمعتدلة أحيانًا لدرجة أن البعض كره كل الدعاة وكل المشايخ وكاد يكره الدين كله بسبب تصرفات بعض أدعياء الدين. في الحوار الذي أجرته جريدة "الوطن" مع العشري كان الكلام غير ما قاله للبرنامج الفضائي مع جابر القرموطي وكنت أشعر أن القرموطي والزميلة التي أجرت معه الحوار كأنهم في محاكمة للرجل، وليس في حوار لتوضيح حقيقة الدعوة وما قاله بشأنها.. وكان يتكئ على بعض الكلمات كان يقول الرجل شيئًا يتعلق بالرسول فيكرر القرموطي سؤاله هل أنت رسول؟ ويرد الرجل كلنا رسل لرسول الله في تبليغ دعوته ومواقف كثيرة من هذا القبيل التي يبدو فيها التحامل واضحًا على الضيف. ولعل المساحة التي أتيحت له في توضيح بعض ما جرى في الحوار فالعناوين التي صنعها من صاغ الحوار كانت تخدم توجه الصحيفة التي لا ترتاح للإسلاميين بشكل خاص ولا للتوجه الديني بشكل عام وإثارة الناس على الدين سيما وأن الحوادث التي وقعت في المجتمع كانت كلها تصب على من ينتمون لجماعة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر كانوا يمثلون سلطة إرهاب للمجتمع باسم الدين والحوادث كانت بالطبع فردية ولم تكن صادره من هيئة معتمدة من الدولة مثلًا أو أقرتها الهيئات الدينية في مصر كالأزهر أو دار الإفتاء. كنت أتمنى من القرموطي أن يتيح الفرصة للرجل بعض الشيء لنسمع له؛ لأنه نفسه كان يعترض على الحوار المنشور المنسوبة عناوينه إليه وهو يرد تصدق حوارًا منشورًا معروف كيف يصاغ أم تصدقني أنا وأنا معك بشحمي ولحمي؟ الرجل عرف نفسه متعلم جامعي يعمل داعية في أمريكا واختلط برموز دعوية وكان له جهده هناك بالإضافة إلى عمله كأشهر ترزي بدل تصنع باليد للمشاهير والرؤساء، وعرف دعوته بأسلوب كان هادئًا وعقلانيًا لا يتعدى فيه على أحد ولا يقلل من قيمة أحد عكس الحوار المنشور الذي كان فيه مستفزًا للآخر وكأنه يريد أن يدخله الدين بالكرباج قسرًا. هل مصر مهيأة لهيئة تحكم أخلاقها برجال يمسكون لها العصا والسوط؟ أم بحاجة إلى دعوة لينة هينة ترجعهم للدين الذي فارقوه؟ مصر متدينة بطبعها وفيها من الديانات والتيارات الإسلامية المتعددة التي تجعل تطبيق تلك الشعيرة ليست بالأمر السهل وإنما يكون التوضيح لأمور الدين بشكل عام وتوكل السرقات والغش والأخلاقيات للشرط المتخصصة ويعمل علماء الدين ودعاته للتوعية والتربية والوعظ والدعوة بالتي هي أحسن حتى يفهم الناس الدين ويرجعون إليه رجوعًا طيبًا. ************************** ◄ عكاشة اللي انتخب الإخوان يضرب نفسه بالجزمة. = يعني نص الشعب المصري لازم يضرب نفسه بالجزم ونعملها "مناحة جزم" يا "عكش". ◄علاء صادق: نظام مبارك له نفوذ داخل القصر الرئاسى. = كلام خطير ويحتاج إلى إعادة نظر من مؤسسة الرئاسة حتى تظهر منهم لو صدق الدكتور علاء ◄القرضاوي ل"وفد الأهرام": اعتذروا للبرادعى. = هكذا الرجال فقد اشترط الشيخ على وفد الأهرام الذي زاره في منزله ليعتذروا له أن يقدم الوفد أيضًا الاعتذار للبرادعي عما قاله وفعله عبد الناصر سلامة في مقاله عنهما. وهو موقف جميل ورجولي لا أعتقد أن البرادعى نفسه كان سيفكر فيه لو قابله الوفد قبل أن يوافق القرضاوى. ◄الفريق سامى عنان يتوجه إلى السعودية لأداء مناسك العمرة. = أتمنى لا تكون عمرة مثل عمرة الفريق أحمد شفيق وألا تطول كطولها المبالغ فيه. ◄◄ آخر كبسولة ◄ بعد اعتذاره نشطاء "توتير" لعبد الله بدر: "ناقص تقول لها تتجوزيني يا إلهام"؟! = أما لو قالها ووافقت يبقى أحسن فيلم درامي واقعي عُمل في تاريخ البشرية وليس في تاريخ السينما المصرية فحسب لكن الرجل اعتزل الإعلام كله واعتذر والله يغفر لنا وله. دمتم بحب [email protected]