رحم الله الأستاذ والمربي الفاضل علي متولي القيادي بالإخوان المسلمين والشاعر والأديب الإسلامي الذي رحل إلى جوار ربه فجر الاثنين 17 ديسمبر 2012.. والفقيد كانت له جهود كبيرة في الدعوة إلى الله والإصلاح والتغيير في محافظتي الشرقيةوالإسماعيلية، وتعرض لصنوف من الابتلاءات في سبيل الله ما بين إبعاده عن العمل بالتدريس بقرار من أمن الدولة ودخوله المعتقل ل 10 سنوات، ولم يفت ذلك من عزيمته بل ظل يرحمه الله نشطًا في مجال الدعوة إلى الله وتربية الشباب على أخلاق الإسلام. أذكر أنني في صباي قرأت للمرحوم بإذن الله الأستاذ علي متولي كتيب "الوصايا العشر للمعلم المسلم"، كنت قد اشتريته من بائع كتب قديمة في ميدان عرابي بمدينة الزقازيق.. ثم بعد وصولي إلى الجامعة وتخرجي منها قرأت له كتيب "الحل الإسلامي" أعطاني إياه ابن أختي الشاب الإخواني الأستاذ محمد صالح سويلم، وقد استفدت استفادة كبيرة مما خطه المرحوم بإذن الله الشيخ على متولي في بيان معالم الحل الإسلامي في مختلف مناحي الحياة. وأذكر أيضًا أنه وبعد خروجي من المعتقل الذي دخلته مع عدد من شباب الإخوان في انتخابات مجلس الشعب عام 2000 بسبب دعمنا لمرشح الإخوان المسلمين الدكتور السيد عبد الحميد وبعد نجاحه بفضل الله خرجنا من محبسنا الذي كان في الصالحية الجديدة ووجدنا في استقبالنا في احتفال كبير بمدينة أبو كبير النائب الإخواني الدكتور السيد عبد الحميد ومعه الفقيد الأستاذ علي متولي والفقيد الأستاذ سعد لاشين، والفقيد الأستاذ محمد صقر رحمهم الله جميعًا؛ فقد كانوا جميعًا من الدعاة المخلصين إلى الله. الأساتذة الدعاة علي متولي وسعد لاشين ومحمد صقر يرحمهم الله جميعًا كانوا لا يكلون ولا يملون في الدعوة الإسلامية وتربية جيل من الشباب المسلم، وكانوا يجوبون القرى والنجوع في محافظتي الشرقيةوالإسماعيلية على مدى أكثر من 60 عامًا في ظروف غاية في الصعوبة على مستوى الأمن و المواصلات، كانوا دعاة إلى الله بحب وإخلاص وساهموا في تربية أجيال من الشباب المسلم المحب لدينه ولوطنه. ونحن صغار، أذكر أنه كان يأتينا أحد هؤلاء الدعاة يرحمهم الله للخطابة في مناسبة من المناسبات الدينية أو رعاية حفل تكريم للمتفوقين وقد كرموني أكثر من مرة ونحن صغار في المرحلتين الابتدائية و الإعدادية، وفي أحيان أخرى كان الأخوة الكبار في قريتي كفر هربيط ومنهم المربي الفاضل الأستاذ شوقي قاسم أطال الله في عمره والأساتذة عبد المنعم كامل والمهندس مصطفى حمودة وجمعة مطاوع كانوا يصطحبوننا معهم لحضور اعتكاف رمضاني أو لقاء ديني في إحدى القرى المجاورة يحاضر فيه أحد الدعاة الكبار يرحمهم الله ... اللهم تقبلهم عندك من الصالحين. وأسرد هنا باختصار السيرة الذاتية لفقيد الدعوة الإسلامية المرحوم الأديب والعالم الأزهري الأستاذ علي متولي، وُلد في 6 مارس 1940م، بإحدى قرى التل الكبير محافظة الإسماعيلية، وكانت حينها تابعةً لمحافظة الشرقية، والتحق بالمعهد الديني بالزقازيق عام 1954م بعد أن أتم حفظ القرآن بالتحفة والجزرية، ومكث فيه 9 سنوات، ثم التحق بكلية دار العلوم جامعة القاهرة وتخرَّج فيها سنة 1967م، عمل بالتدريس في المدارس الخاصة بالزقازيق لمدة عام، وعُيِّن عام 1968 مدرسًا للإعدادي في قرية مشتول القاضي حتى عام 1972 ثم انتقل إلى مدينة أبو حماد مدرسًا بالثانوي في عام 1978م. تزوَّج عام 1964م وهو ما زال طالبًا في الجامعة، ولديه 5 أولاد: "3 بنين وبنتان"، و17 حفيدًا. وقال الفقيد الشيخ علي متولي عن نفسه في حوار أجرته معه الزميلة الزهراء عامر بموقع (إخوان أون لاين) في 1 أغسطس 2011: كتبت أفضل أشعاري في المعتقل- دونت السيرة النبوية في قصيدة واحدة في سجن طره - الصبر والثبات والمثابرة كان حال أسرتي أثناء اعتقالي - جلست في القضاء العرفي لحل المنازعات وعمري 14 عامًا - توقعنا خلف القضبان أن يأتي الله بالفتح والثورة فاقت أحلامنا. رحم الله الأستاذ علي متولي رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناته... وجزاه الله خير الجزاء على ما قدمه للدعوة والتربية الإسلامية، اللهم آمين. [email protected]