صدر عن ملتقى الحوار للتنمية وحقوق الإنسان تقرير مفصل حول مشاكل الفقر وما يسببه من جرائم فى المجتمع رصد مشكلات التنمية وحقوق الإنسان في الصحافة المصرية وذلك بدراسة وتحليل ما جاء بعدد من الصحف اليومية والأسبوعية خلال الفترة من أول مارس حتى 30 يونيو الماضي. استعرض التقرير الآثار السلبية للفقر واعتبرها السبب فى قيام الأفراد بارتكاب جرائم بعضها يتسم بالوحشية مما يعد معوقا رئيسيا لعملية التنمية بل وتهديدا لاستقرار وامن المجتمع بأسره. أشار التقرير إلى أن عدد الجرائم التي كان الفقر دافعها الرئيسي خلال الفترة محل الدراسة ( من أول مارس حتى 30 يونيو 2005 ) بلغ 197 جريمة بمعدل 1,6 جريمة يوميا وبلغ عدد المواطنين الذين ارتكبوا تلك الجرائم 360 مواطن. أوضح التقرير إن محافظة القاهرة هي الأعلى من حيث عدد الجرائم حيث شهدت 80 جريمة تليها محافظ الجيزة بعدد 30 جريمة بينما بلغ عدد الجرائم في كل من محافظتي الإسكندرية والغربية 17 جريمة. وجاءت محافظة قنا فى المرتبة الرابعة وذلك بعدد 10 جرائم تلتها فى الترتيب محافظتي القليوبية وسوهاج بعدد 7 جرائم ثم البحيرة فى المرتبة السادسة بعدد 5 جرائم ومحافظتي الفيوم والشرقية بعدد 4 جرائم. ثم جاءت محافظات المنوفية وأسيوط والأقصر وكفر الشيخ فى الترتيب الثامن بعدد 2 جريمة فى كل محافظة وجاءت محافظات الإسماعيلية والواحات البحرية وبنى سويف وأسوان وشمال سيناء فى المرتبة الأخيرة بواقع جريمة واحدة خلال فترة الدراسة. وأشار التقرير إلى أن الفقر كان الدافع الرئيسي في 98 جريمة قتل و 43 جريمة سرقة ونحو 13 جريمة تسول و 15 حالة انتحار. وطبقا لما رصده التقرير تراوحت المبالغ المالية والعينية للجرائم التي تسبب فيها الفقر مابين 5 جنيهات و 2000 جنيه مصري وبلغت نسبة الجرائم بسبب الفقر حوالي 9،6% من اجمالى الحوادث الأخرى كما بلغ عدد الجرائم داخل الأسرة الواحدة او بين الأقارب عدد 75 جريمة بنسبة 38,1% من جملة الجرائم التى رصدها التقرير. وللخروج من تلك الأزمة التي تسبب فيها الفقر أوصى التقرير بتبني مشروعات اجتماعية وأهلية لدعم الفقراء وتشجيع القطاع الخاص إداريا وتشريعيا على أداء الدور المنوط به فى الحد من الفقر ووضع خطة استراتيجية تستهدف حصول المرأة الريفية على فرص عمل حيث تصل نسبة البطالة عند النساء فى الريف الى 4 أمثال نسبتها فى الرجال. كما أوصى التقرير بضرورة دعم موارد الصندوق الاجتماعي للتنمية محليا وأجنبيا للمساهمة فى خلق فرص عمل للشباب واذابه الفوارق بين الريف والحضر فى تقديم الخدمات الصحية والعلاجية.