يشهد حزب النور السلفى أكبر وأسرع عملية تفجير سياسي متعمدة فى مصر لكيان قوى له وجود كبير فى الشارع وهو يمثل تيارات عدة من أبناء التيار السلفى وهو الحزب القادم بقوة فى المشهد السياسي المصري إذا استطاع أن يتعامل مع الحياة السياسية بتنظيم قوى عبر فكر سياسي لا دعوى فهو حتى الآن يمارس السياسة من جلباب الدعاة وهو ما يؤدى لعدة أزمات يمر بها الحزب ولكن السؤال الأهم لماذا دائمًا تثار الأزمات داخل الحزب أو عن الحزب قبيل أى انتخابات والسؤال الذى يطرح نفسه من يريد لثانى أكبر حزب سياسى فى مصر والذى يشهد الجميع أنه الرهان القادم فهو اليد القوية الآن فى يد الإخوان المسلمين وهو الداعم الرئيس لسياساتهم عبر المليونيات والدستور وغيرها والأهم حصوله على عدد مقاعد كبير فى انتخابات مجلس الشعب الماضية فهل هناك من يريد انقسام الحزب حتى لا يقود انتخابات برلمانية قوية أم ماذا؟ تشهد الساحة السياسية المصرية بعد ثورة الخامس والعشرين من يناير حدوث عدد من الانقسامات المتتالية وظهور جبهات داخلية تتصارع على رئاسة الحزب الوليد الذى لم يكمل عامه الثانى عبر حدوث حالة من تضارب القرارات الداخلية ورغبة البعض فى تفجير الحزب سياسيًا حتى وصلنا للنفق المظلم وهو أن الحزب يمر بموجة كبيرة من الاستقالات والانقسامات وخروج عدد كبير من قياداته وكوادره لتأسيس أحزاب أخرى وهو ما يهدد التجربة السلفية فى مصر فكيانات حزبية متعددة ستكون ضعيفة فى مواجهة تيار الإخوان المسلمين والتيار الليبرالى وهو ما يهدد تجربة حزب النور المعبر الشرعى عن التيار السلفى بقوة ويبعده عن المشهد السياسي، ولكن لماذا حدث كل هذا ما الذى أدى لانهيار الحزب وتفجيره من الداخل بهذه السرعة ولصالح من ونحاول معًا أن نرصد أهم الأسباب التى فجرت الحزب الثانى فى الشارع المصرى : أزمة حزب النور الحقيقية والتى أدت لانفجاره وتمزقه سياسيًا هو الخلط بين الدعوة والسياسة فرجال الدين والدعاة خبراتهم السياسية والتنظيمية ليست قوية لتكوين حزب على أسس سياسية حقيقية من التنظيم والعمل المؤسسى الحقيقي والكوادر المدربة المنظمة على العمل الحزبى والسياسي والانتشار الفعلى للحزب فى المحافظات وذلك لأنهم يعتمدون على دعاة مشهورين دينيًا مجهولين سياسيًا اقتحموا العمل السياسي من جانب الفتاوى والتصريحات المنفعلة المتوترة وأغلبهم مقيم فى القاهرة والإسكندرية وهو ما يؤثر فى وجود الحزب فى المحافظات المختلفة والتى أدت لتكوين صورة سلبية عن الحزب فى الشارع السياسي المصري . واجه حزب النور حربًا شرسة طاحنة بين جيل السياسيين من الشباب وبين قياداتهم من المشايخ وهو ما ظهر واضحًا فى الانتخابات الرئاسية السابقة وتخلى الحزب عن دعم مرشح السلفيين الأشهر الشيخ حازم صلاح أبو إسماعيل وهو ما أدى إلى ظهور جيل من الشباب يعمل بالسياسة على أساس دينى لم يدخل عالم الصفقات السرية بين القوى السياسية وتداخلاتها المختلفة التى أثرت فى الحزب وشبابه وجعلتهم يشعرون أن الحزب خرج عن مساره السياسي وتحول لمجرد حزب تابع لجماعة الإخوان المسلمين التى يختلف معها السلفيون سياسيًا بشكل واضح وهى أزمة عصفت بطموحات الشباب فى تأسيس حزب يكون الأول فى مصر شعبيًا وسياسيًا. من أهم الأسباب التى ساهمت فى زيادة حدة الانقسامات داخل حزب النور الحرب الكلامية والإعلامية بين رموز الحزب وكلنا نعلم الحرب الشرسة التى تعرض لها تيار ياسر البرهامى وعبد المنعم الشحات وخروج عدد كبير من مشايخ الحزب ودعاته لشعورهم أن الحزب خرج عن مساره السياسى والهدف منه هو المشاركة فى حكم مصر والعمل على تطبيق الشريعة الإسلامية . حزب النور تنظيميًا غير مكتمل فى المحافظات المختلفة فهو يعتمد على مجموعة من مشاهير الدعاة فى القاهرة والإسكندرية ولكن اختفاءً تامًا داخل بقية المحافظات المصرية وغيابًا كاملًا للأنشطة الحزبية وعدم خلق جيل جديد من الكوادر الشابة السياسية والتنظيمية وهو ما أدى لخروج عدد كبير من الشباب من الحزب وتبقى للحزب فقط الأمانة العامة وصراعاتها التى مزقت الحزب وفجرته داخليًا . لا يمكن لنا أن ننسى ما حدث لعدد من رموز الحزب وتورطهم فى قضايا جنائية مثل البلكيمى وعلى ونيس ونواب البنزين وغيرهم وهو ما أثر فى صورة الحزب سياسيًا . يعانى حزب النور أزمة أخرى وهى شعور عدد كبير من أنصاره أنهم أصبحوا أداة فى يد جماعة الإخوان المسلمين وتابعين لهم يمارسون سياستهم ولا يحصدون أى مكاسب سياسية للحزب سواء فى التشكيلات الوزارية والتعيينات المختلفة فى مؤسسات الدولة وهو ما أشعر عدد كبير من شبابه وأتباعه بالغضب ورغبتهم فى تأسيس حزب سياسي قوى فهم الأجدر من وجهة نظرهم للدفاع عن الإسلام وقيام الدولة الدينية فى مصر. هناك العديد من الأطراف السياسية داخل مصر سيكشف عنها قريبًا ساهمت فى تفجير حزب النور داخليًا عبر تشجيع جهات على الانقسام وتأجيج الصراع فيما بينهما وتحويل الصراع لساحات الإعلام فهناك أحزاب كبرى تريد خروج السلفيين نهائيًا من المشهد السياسي المصري وهناك عامل مهم هو غياب الرؤية السياسية لإدارة الأحزاب وتعاملها مع المشكلات والقضايا الحزبية المختلفة . السؤال الأهم لماذا الآن يتم تفجير حزب النور وهل يختفى ويظل مجرد ذكريات سياسية ويختفى مشاهير دعاته سياسيًا ويعودون للعمل الدعوى ويتحول أعضاؤه لتجربة حزب الشيخ حازم صلاح أبو إسماعيل أم ماذا؟ [email protected]