-استكمالًا للحديث عن اليابان ومشروع النهضة ولم لا والنهضة تقاس بمدى التقدم التكنولوجى وما يحققه من رخاء وتنمية. التقدم التكنولوجى الذى حققته اليابان والذى يشهد له القاصى والدانى ويكن له الجميع كل التقدير والإعجاب بما جعلها فى مقدمة الدول تكنولوجيا، علمًا بعدم توفر أى من الموارد الطبيعية لديها مقارنة بمصر أم الدنيا، الغنية بالثروات الطبيعية والبشرية أيضًا. وجدنا فى مصر أن تقوم الدنيا كلها ولا تقعد وتكثر المكلمات على الفضائيات بسبب جامعة النيل وجامعة زويل وأحقية أيهم فى أرض الجامعة، وتجمع التبرعات من القاصى والدانى لاستكمال جامعة زويل – مع احترامى للفكرة ومن وراءها- ولكن ماذا عن تكنولوجيا اليابان التى شهد لها العالم والتى أفتخر بأنى تخرجت من إحدى مدارسها فى الجامعات اليابانية. لكثير لا يعلمون عن وجود جامعة يابانية فى مصر أود أن أنوه هنا لجهود مخلصة وحثيثة شارك فيها لفيف من العلماء والدبلوماسيين أذكرهم جميعًا بالخير وعلى رأسهم السفير هشام بدر والسفير وليد عبد الناصر سفراء مصر السابقين فى اليابان وأعضاء المكتب الثقافى المصرى بطوكيو فى عهديهما، تم الاتفاق بين حكومتى مصر واليابان على إنشاء الجامعة المصرية - اليابانية للعلوم والتكنولوجيا فى برج العرب. هى جامعة مصرية أهلية وكأول جامعة يابانية خارج اليابان والتى تفتح أبوابها ليس فقط للدارسين المصريين وإنما للدارسين من الدول العربية والأفريقية. وهذا فى حد ذاته يضيف عمقًا استراتيجيًا لمصر فى البعدين العربى والأفريقى، وبالفعل قد تم افتتاح الجامعة رسميًا فى يونيو 2010، حيث عقد أول اجتماع لمجلس أمنائها فى مقر مجلس الوزراء بالقرية الذكية فى 10 فبراير 2010 بحضور رئيس وزراء مصر وكل من وزراء التعاون الدولى والتعليم العالى والبحث العلمى آنذاك. هل من أحد منكم يتخيل أن تلك الجامعة حتى الآن لا يوجد لها مبانٍ ومقرٌ دائم؟ فما أكثر من الأراضى التى نمكلها - صحراء- علمًا بأن الدراسة تعمل بالفعل فى تلك الجامعة بل وقامت بتخريج دفعة من دارسى الماجستير (فقط فى بعض مبانى مدينة الأبحاث ببرج العرب) وستخرج دفعة من دارسى الدكتوراه فى مارس القادم. بل الأكثر من ذلك أن وزارة التعليم العالى من خلال قطاع العلاقات الثقافية والبعثات تمنح الجامعة 50 بعثة دراسية كاملة سنويًا وهناك دارسون بالفعل ولكن.... بدون معامل... وبدون مبانٍ! أليس من الأهمية بمكان استكمال هذا الصرح العملاق؟ أين المشمرون عن سواعدهم لبناء هذا الصرح العظيم والوفاء بوعود مصر مع اليابان؟ نداء للسيد الرئيس د/ مرسى، والذى بحكم تخصصه كأستاذ جامعى يعى دور البحث العلمى فى تقدم الأمم، بدراسة الأمر والعمل على استكماله ليكون حجرًا من أحجار أساس نهضة مصر الحديثة وكذراع دبلوماسية مصرية جديدة، وخاصة أن ذلك يخدم توجهات مصر واليابان للتواجد فى أفريقيا. ولا أنسى أن أذكر بالحرب الخفية والمعلنة من عديد من الدول القريبة والبعيدة حتى لا يتم هذا المشروع، بل وصل الأمر إلى أن سأل أحد رؤساء جامعة من الجامعات العربية، والسؤال موجه للمسؤولين اليابانيين، لماذا تحديدًا اخترتم مصر لتكون بها هذه الجامعة؟ متناسيًا حجم مصر ومؤسساتها العلمية وباحثيها المنتشرين فى ربوع الأرض متفاخرين بانجازاتهم العلمية. فقط للعلم واستكمالًا لدور اليابان فى دعم نهضة مصر، فقد تم تنظيم مهرجان للجامعات اليابانية وبرامجها الدراسية للترويج لجذب دارسين مصريين للدراسة فى اليابان، تم هذا المهرجان فى القاهرة والإسكندرية فى الفترة من 1 وحتى 3 نوفمبر بالتعاون مع وزارتي التعليم والتعليم العالى وهيئات عديدة منها المكتب الثقافي المصري باليابان. التعاون مع اليابان يا سادة ليس له أى أبعاد ونوايا وأجندات مخفية، بل هم دائمًا متعاونون فى وضوح من أجل السلم والسلام العالمى. هناك العديد من مشاريع التعاون المصرية اليابانية التى تخدم نهضة وتنمية مصر وسأفرد لذلك بعض المقالات منها على سبيل المثال لا الحصر، مشروع المتحف المصرى الكبير وخط مترو الأنفاق الرابع....الخ. هلا ارتأينا الطريق جيدًا وبدأنا العمل فى إرساء دعائم مصر الجديدة؟ لكى يتم ذلك أرى أنه يتحتم أن يكون لنا خطة واضحة وطموحة للعلوم والتكنولوجيا.