يخشى مسئولو الجامعة اليابانية فى القاهرة، أن يتسبب الروتين الحكومى فى تراجع اليابان عن دعم المشروع، وإلغاء الاتفاقية التى اختاروا بموجبها مصر، لإنشاء أول جامعة يابانية خارج أراضيها، بسبب تأخر الجانب المصرى فى الوفاء بالتزاماته، لتكرار مأساة جامعة النيل، مع تلك الجامعة الوليدة. بداية يقول د. أحمد خيرى رئيس الجامعة: سعينا لإنشاء هذا الصرح منذ ست سنوات، واستقبلنا أول دفعة من الطلاب قبل عامين، وتم بالفعل تخريج 11 طالباً من طلاب الماجستير منذ أيام، وهى أول دفعة تتخرج فى الجامعة، مضيفاً أن الاتفاقية تنص مع الجانب اليابانى على أن تقوم الحكومة المصرية بتوفير الأرض والمبانى وجميع الإنشاءات، على أن يساهم الجانب اليابانى بالمعدات والمعامل والأجهزة والأساتذة، وقد تم بالفعل تخصيص الأرض لإنشاء الجامعة بمدينة برج العرب، ولكن حتى الآن لم ترصد الحكومة تكاليف الإنشاء، وهو ما يثير مخاوفنا من أن تسحب اليابان ثقتها من مصر وتلغى الاتفاقية، لأننا تأخرنا عاما كاملا عن البرنامج الزمنى، بينما هم التزموا بكل ما نصت عليه الاتفاقية، بذلك من الممكن أن نفقد هذه الفرصة للأبد وسنندم عليها كثيراً، نود أيضاً أن يهتم المجتمع المصرى بهذه الجامعة كما يهتم بباقى المشروعات العلمية الكبرى والتى يتم الإعلان عنها فى وسائل الإعلام، مثل مشروع مدينة زويل رغم تشابه الأهداف والنتائج، بل طبيعة العمل بيننا. وقال خيرى: نتعاون حالياً مع 43 شركة ونقوم بإجراء أبحاث خاصة لهم، وقد رفضنا من قبل التعاون مع إسرائيل بعد أن تقدمت هيئات دولية للتعاون معنا، وكان من بينها مراكز أبحاث إسرائيلية ورفضنا ذلك بالتأكيد. التفرغ للبحث أضاف: تتخذ الجامعة من مدينة الأبحاث العلمية ببرج العرب مقراً مؤقتاً لها بجانب مبان مستقلة ببرج العرب أيضاً كانت عمارات سكنية تم تأجيرها وفيها معامل خاصة ومعدات وأجهزة يابانية حديثة، حيث يقيم فى هذه المبانى الطلاب الباحثون ويتفرغون تماما للبحث ويتم صرف مرتبات لهم، وهى تجربة جديدة بمصر ونتائجها شديدة الأهمية. وأوضح رئيس الجامعة أن الجامعة اليابانية المصرية تتميز عن باقى الجامعات الحكومية والخاصة بعدة مميزات، أهمها أسلوب البحث والتكنولوجيا المستخدمة فى الدراسة اليابانية، وهى أهم دولة فى مجال البحث العلمى ونعتمد على إنجازاتها فى ذلك، فضلاً عن أن الجامعة تعتبر حكومية ذات طبيعة خاصة، لأنها نشأت نتيجة اتفاقية بين حكومتين، وتقدم هيئة المعونة اليابانية «الجايكا» الدعم اللازم لإنجاح المشروع، لأنها أول جامعة يابانية خارج الأراضى اليابانية ومن المهم ألا تتراجع سمعة وجودة هذه الجامعة الوليدة والتى تنسب إلى اليابان مثل مصر عن باقى الجامعات الموجودة بالفعل فى اليابان. ونخشى من تكرار مأساة جامعة النيل مع الجامعة الوليدة لأنها كانت تتشابه فى طريقة عملها معنا. من جانبه قال د. يسرى الجمل وزير التربية والتعليم الأسبق ورئيس مجلس أمناء الجامعة: تنص الاتفاقية على تشكيل مجلس أمناء مناصفة بين مصر واليابان ويتناوب على رئاسته الطرفان، وبما أن اليابان لديها خبرة كبيرة فى البحث العملى، نحاول الاستعانة بتلك الخبرات للتطبيق فى الصناعات المصرية بنفس المعايير اليابانية، وكل رسائل الماجستير التى منحت مؤخراً من الجامعة هى بحوث تطبيقية لحل مشكلات الصناعة المصرية، حيث يوجد ممثلون للصناعة من الجانب اليابانى والمصرى ويبلغ عدد طلاب الجامعة حالياً 83 طالباً يدرس لهم أساتذة وعلماء من الجامعات اليابانية تصل إلى 12 جامعة بجانب أساتذه مصريين مرموقين. وأضاف الجمل: تم اختيار مدينة برج العرب لإنشاء الجامعة لأنها مدينة صناعية وطبيعة عمل الجامعة فى البحوث التطبيقية ومن أول الملفات التى تعمل الجامعة على النهوض بها النقل والمواصلات والبيئة بمدينة برج العرب والطاقة الشمسية والاتصالات والإلكترونيات، وكل هذه النتائج متاحة للتطبيق على أرض مصر. وأشار الجمل إلى أنه من بين أهداف إنشاء الجامعة اليابانية، تقليل نسبة البعثات إلى الخارج لأن نسبة الفقد من هؤلاء المبعوثين عالية لأن المبعوث عندما يحتك بالمجتمعات العلمية بالخارج، يجد الواقع مختلفا تماما فيفضل البقاء بالخارج، وإذا عاد يواجه الإحباط وهو ما يعنى أننا نقوم بتقديم خدمة تعليمية وبحثية ممتازة بخبرة يابانية تعتبر بديلا جيدا للبعثات، والأهم من ذلك أن كل الأبحاث التى يتم العمل عليها خاصة بالمجتمع المصرى، لذلك نطلب من الحكومة سرعة توفير موارد مالية للبدء فى إنشاء مبانى الجامعة خاصة بعد موافقة المكتب الاستشارى اليابانى والذى قام بتصميم مبانى الجامعة على تخفيض التكاليف مراعاة لظروف مصر الاقتصادية. أبحاث تطبيقية وعن الطلاب الباحثين بالجامعة يقول عمر صلاح الحاصل على درجة الماجستير فى الميكاترونكس: كنت معيدا بجامعة أسيوط وتقدمت لامتحان القبول بالجامعة ونجحت، مضيفاً أن الدراسة بالجامعة اليابانية مختلفة عن باقى الجامعات الأخرى، لأن أغلب وقت الدراسة نقضيه فى البحث وبالمعامل، بالإضافة إلى إشراف أساتذة يابانيين متميزين على الأبحاث، فضلاً عن السفر إلى اليابان والاستفادة من الخبرة اليابانية، فأنا سافرت إلى جامعة واسيدا باليابان وكل طلاب درجة الدكتوراة وبعض طلاب الماجستير يسافرون إلى هناك لإنهاء مشروعاتهم البحثية، موضحاً أن مشروعه البحثى والذى حصل فيه على رسالة الماجستير عبارة عن جهاز متحرك يساعد كبار السن على الحركة والمشى لأن 10% من المصريين حسب الإحصائيات من كبار السن والجهاز عبارة عن إنسان آلى على قاعدة متحركة، ومن مميزات الجامعة أيضاً أنها تصرف للباحث مرتباً ثابتاً ليتفرغ تفرغا كاملا للبحث حتى الباحثين المتزوجين يقيمون بالجامعة مع أسرهم لتحقيق أكبر قدر ممكن من التركيز وهذا ساعدنا كثيرا فى إنجاز الرسالة فى عامين.