يودعنا عام,و نقف على سور عام جديد,عام مضى بمواجع...--شخصيا - العام الماضي ترك جروحا في القلب,و حفر خدوشا على مخدات الأعصاب,و وطنيا العام الماضي لم يكن بالجيد,كان جسدا منتشرا على جلده الحروق,لعل العام الجديد يشهد اندمال الجرح,و تغيير الجلد. يودعنا العام برسائل شخصية,أحببت أن أشارككم ,فأنتم دائما أهلي و عشيرتي,حتى لو اختلفنا ,و كثيرا ما يسعدني الاختلاف,حتى لو تشاجرنا و وصلتني الضربات الإلكترونية,فضرب الحبيب كأكل الزبيب. رسائل شخصية تركها العام,أولها : أن من بات آمنا في سربه,مطمئنا في غرفة نومه,لديه عشاء و فطور,و بنزين في سيارته ..فهو سعيد,قسما بالله تعالى هو سعيد..فالعبرة ببر أم ,و صلة رحم,و كلمة حق,و ساعة مراجعة,و قهوة بالمعمورة,و جنيه حلال,و صداقة كتاب,و مباراة مصارعة مع الصغير...إني إذن لمقصر في حمدك يا رب العالمين. غنّى العام الفائت بلسان أبي العتاهية: لكل ما يُؤذي و إن قلّ ألمْ ما أطول الليلَ على منْ لم ينمْ فغنّيتُ له: عَسَى الْكَرْب الَّذِي أَمْسَيْتَ فِيهِ يَكُون وَرَاءَهُ فَرَجٌ قَرِيبُ فَيَأْمَن خَائِفٌ وَيُفَكّ عَانٍ وَيَأْتِي أَهْلَهُ النَّائِي الْغَرِيبُ فَيَا لَيْتَ الرِّيَاحَ مُسَخَّرَاتٌ بِحَاجَتِنَا تُبَادِرُ أَوْ تَئُوبُ فَتُخْبِرُنَا الشِّمَالُ إِذَا أَتَيْنَا وَتُخْبِرُ أَهْلَنَا عَنَّا الْجَنُوبُ فَإِنْ يَكُ صَدْرُ هَذَا الْيَوْمِ وَلَّى فَإِنَّ غَدًا لِنَاظِرِهِ قَرِيبُ العام الماضي,شهدت ما لم أكن أتخيل في حياتي أن أشاهد,فعرفت كيف يكون الكرب الذي لا وراءه كرب,و عرفت كيف تنصدع الضلوع,و تصفق و تضيق على قلب رقيق. العام الماضي .. عرفت كيف يكون الطبيب موهوما ..كيف يصرخ أن القهوة السوداء قد تسوقنا إلى قبورنا..و ضحكت و أنا أتساءل :فهل ستظل هي بالقبر سوداء؟أم قد تشهد على سهر الليالي..؟ العام الماضي .. نظرت فأبصرت و رجعت فتيقنت,أنه ما حك جلدك مثل ظفرك,و أن ألما يصيب بعض لحمك,هو الوجع القاسي..قبل العام الماضي كنت أجهل معنى"الرحم" وكيف أنها مشتقة من الرحمن,و أنها ذلك الإعصار الذي تراه,فيرتجف لك قلوب لحمك,و تنتعش به ذاكرة أمك,و ليتها لم تنتعش. العام الماضي ..انتعشت الذاكرة...و بعض النسيان رحمة..و الرحمن موجود [email protected]