استنكرت صحف سعودية في افتتاحياتها اليوم الجمعة مبادرات إبقاء النظام السوري في السلطة أو اقتسامها مع المعارضة فوق أشلاء عشرات الآلاف من القتلى السوريين ولايزال جنوده يواصلون عمليات القتل والتدمير في كل مكان. فترى صحيفة (عكاظ)، أن الحل أو المخرج الذي يجرى التسويق له هذه الأيام ويتبناه النظام السوري، ويطرح خيار بقاء الأسد في الحكم مع إنشاء حكومة جديدة من طرفي المعارضة والنظام الحاكم، لا معنى له أبدا بعد أن وصل الوضع السوري إلى ما وصل إليه من خراب ودمار وقتل وتشريد. وكتبت الصحيفة "إن الدماء التي أهرقت والمدن التي دمرت والعائلات التي تشردت لا يمكن لها أن تتعايش وقتا إضافيا مع قاتلها ومدمرها ومشردها، فالذاكرة السورية التي تلطخت بدم الشهيد لا يمكن أن تنسى أو تسامح القتلة فكيف بالبقاء في كنفهم. وأوضحت صحيفة (الوطن)، أن الأمل بإيجاد مخرج سياسي للصراع الدموي في سوريا بعيد، بل شبه معدوم، وأن النظام المدعوم بقوى عالمية وإقليمية يصر على الاستمرار في تصفية الشعب، والمعارضة ترفض دخول حوار ما لم يرحل النظام وعلى رأسه الأسد. وتابعت، إن الثورة ستكون أول الخاسرين إذا استمرت معاناة الشعب الذي يفترض أنها قامت من أجله، خاصة بعد حلول فصل الشتاء وبالتحديد في مدينة حلب التي تشهد أعنف المواجهات منذ أسابيع طويلة. وذكرت صحيفة (اليوم) السعودية، أن الجهود المبذولة لحل الأزمة السورية ستعود إلى الصفر، بينما آلة القتل الأسدية تصعد جهودهم ولم تتوقف منذ اندلاع الثورة السورية. وقالت الصحيفة "إن المبعوث الدولي الأخضر الإبراهيمي يتحدث بلغة غير مطمئنة، فيعرب عن قلق غير مبرر بينما الواجب الغضب، لأن القتل مستمر بمدن سورية وأوساط فلسطينية، ووصل عدد القتلى المعلنين إلى 45 ألف قتيل فضلا عن القتلى المجهولين". وأشارت إلى أن الأجدى أن يعود الإبراهيمي إلى مجلس الأمن ويطلب من المجتمع الدولي مباشرة إنقاذ السوريين الذين يتعرضون لحملة إبادة. وتعرب صحيفة (المدينة)، عن أسفها لقتل الأسد لأكثر من خمسة وأربعين ألفا من شعبه، وهو ما لم يفعله حتى أكثر الزعماء المطاح بهم ولعا بالسلطة، لكنه يتوهم أن بوسعه الإفلات من ساعة الحساب رغم كل من قتلوا بأوامر منه أو من شقيقه أو من رجال نظامه. وأشارت إلى أن الرئيس السوري بشار الأسد لم يتعلم درسا واحدا، فهو يفعل كما فعل القذافي قبله، ويستخدم كافة أسلحة جيشه في قصف المدن والأحياء السكنية وارتكاب مجازر حتى ضد من احتموا بالمساجد وبدور العبادة الأخرى.