نعيب زماننا والعيب فينا وما لزماننا عيب سوانا ونهجو ذا الزمان بغير ذنب ولو نطق الزمان بنا هجانا... ...نعيب زماننا بأنه زمن الرويبضة, الرجل التافه يتكلم في أمور العامة, ثم ها نحن نقيم كل رويبضة فوق سرير الشهرة.. وننشغل به.. ثم نعود نشتمه و نلوم زماننا. نعيب زماننا بأنه زمن التوك شو والبرامج الخداعات, ثم نحن بأصابعنا الضاغطة على الريموت كنترول, نتقلب بين التكاتيك شوز.. ونمتلئ غضبًا, وننشغل بما قيل.. مشيرين إلى كم السفه الذي قيل.. وناقمين على ما قيل ومن قال, ومن نشر, و من نقل الكلام.. مع أننا نحن الذين نقلناه, وتناقلناه وأضأنا له مصابيح الشهرة.. ونلوم زماننا. نعيب زماننا بأنه زمن الممثلة التي أكل الدهر و خط على وجهها سطوره.. ثم ننفجر غاضبين من كلام نفس الممثلة وذات المخرج.. ونرد الشتيمة, ونخرج ما لا يجب أن يخرج على ألسنتنا.. ثم نبحث في نصوصنا عما يؤيد منطقنا.. والنصوص الشريفة بريئة.. ونلوم الناصحين.. فنجعل الذين غادرهم الزمن أحاديث للزمن و مشاهير... ونلوم زماننا. نعيب زماننا بأنه زمن من يجروننا للمشاكل.. ومن يُغروننا بالانفعال والغضب, ثم الوقوع فيما يريدون لنا من كوارث... ثم نعود منفعلين مجرورين غير هيابين, ونقع في المشاكل التي نعرفها مقدمًا.. ونكرر لهم بأيدينا, ما دبروا لنا من إعادة صناعة التاريخ... فنجعلهم ملائكة ونصير بأيدينا شياطين... و نلوم زماننا. نعيب زماننا بأنه زمن المؤامرات.. و نرى المؤامرات قبل دخولها الفرن.. وقبل استوائها.. فنسارع نحن بإشعال النار.. وننتظر باكين على باب الفرن.. ونصرخ: إنها مؤامرة.. ولا نفيق إلا بعد فوات الأوان.. ونلوم زماننا. كان هناك شاعر نصح أخاه و قبيلته بعدم الوقوع في خديعة العدو.. وأن هلاكهم في عدم سماع نصيحته, وظل يصيح فيهم بمنطقة اسمها(منعرج اللِوى).. فلم يسمعوا وأصبحوا هالكين., فغني: نصحتهمُ أمري بمنعرج اللوى فلم يستبينوا النصح إلا في ضحى الغدِ وهل أنا إلا من غزية إن غوت غويت و إن ترشد غزية أرشُدِ. فيا كل قومي و كل غزية و كل أصدقائي.. لوموا أنفسكم و قاطعوا ما يضركم.. قبل أن نعيب زماننا. [email protected]