نشرت التلجراف البريطانية 11/7 تقريرا عن بحث منشور في دورية علم الاجتماع الأوربي مفاده أن إحتمالات طلاق النساء العاملات بدوام كامل أكبر ب 29% من إحتمالات طلاق ربات البيوت ، أي النساء اللاتي يريبين أطفالهن ويقمن بأعمال المنزل إنتظارا لعودة أزواجهن من العمل . ويقول البحث أيضا أن إحتمال الطلاق له صلة مباشرة بعدد الساعات التي تقضيها المرأة في العمل ، أي أن هذه الاحتمالات ترتفع كلما ارتفعت الفترة التي تقضيها الزوجة خارج بيتها. وتعلق المحامية المتخصصة في قضايا الطلاق مارلين ستو على هذه الدراسة بقولها إن المرأة العاملة عندما تشعر باستقلالها الاقتصادي يدفعها ذلك في التفكير في الحياة بعد الزواج ، أي يشجعها ذلك على فك الإرتباط بالزوج والبحث عن "شركاء" آخرين. وتقول أن هذا هو ما يفسر الإرتفاع المتزايد في نسبة الطلاق عام بعد عام في بريطانيا . إن ما جاء في هذ البحث لا يختلف عن البديهة الإسلامية التي تحذر من أضرار خروج المرأة للعمل ، والتي لم يتوقف رموز العلمانية العرب من السخرية منها. ولم تكن هذه هي الحقيقة الإسلامية الوحيدة التي توصل الغرب إلى صحتها مؤخرا ، وإنما هناك إكتشاف آخر بدأ البريطانيون به منذ حوالي 12 سنة ، وهو يتعلق بأفضل نظام مدرسي للأولاد والبنات : الفصل أم الاختلاط. بدأت الدراسة بإنشاء مدرسة للبنات فقط ، وتوصلت إلى أن البنات في هذه المدرسة حققن أكبر درجة من التفوق في جميع المواد الدراسية عن بنات المدارس المختلطة . ثم أقيمت مدرسة للبنين فقط ، وإنتهت إلى نفس النتيجة ، وإن كان معدل التفوق كان أعلى في مدارس البنات عنها في مدارس البنين . ومنذ ذلك الحين إنتشرت المدارس المنفصلة في عدد من دول أوربا ومنها إلى الولاياتالمتحدة ، وأصبحت حقيقة متيقن منها أن الفصل بين الجنسين في المدارس يساعد على التركيز وينمي الذكاء والمواهب الإبداعية ، ويقلل من المشاكل النفسية لدى الجنسين . هذه حقيقة أخرى إلتزمت رموز العلمانية في بلادنا إزاءها الصمت ، فهم لايريدون الاعتراف بهزيمة أفكارهم حتى وإن جاء الدليل على ذلك من المجتمعات التي يقدسون أفكارها وأسلوب حياتها. والذريعة التي يتذرعون بها دائما هي أن الحياة تستحيل إلا بالإختلاط بين الجنسين في الشارع والعمل ، وبالتالي فإن على الطرفين أن يتلاقيا حتى يعتاد كل منهما على وجود الآخر في محيطه . وهذا هراء لأنه لا يميز بين إختلاط أطفال صغار واختلاط في سن المراهقة الخطير، واختلاط في سن النضج الجسماني والعقلي. كما أن الاختلاط في العمل ليس حتمية تجعل الحياة بدونه مستحيلة لأن الأصلح ، كما توصلت الدراسة الأوربية لضمان إستمرار الأسرة وسلامة كيانها النفسي ، هو ألا تخرج المرأة للعمل إلا للضرورة القصوى. كما أن الاختلاط في العمل ثبتت أضراره في مصر على نفسية الرجل والمرأة خاصة في ظل التدني الأخلاقي الذي يشجع عليه الإعلام المصري ومسؤوليه.