قال الشيخ صباح الأحمد الجاير الصباح، أمير دولة الكويت، أن مؤتمر قمة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية ينعقد في ظل استمرار الظروف والمتغيرات المتسارعة التي يشهدها العالم بأسره بشكل عام ومنطقة الشرق الأوسط بشكل خاص الأمر الذي يتطلب استمرار التشاور ويؤكد على أهمية هذه القمة لمراجعة ما تم اتخاذه من خطوات وتدابير لمواجهة تلك الظروف بما يكفل تحصين مجتمعاتنا ويحقق تطلعات شعوبنا في الأمن والاستقرار والازدهار ورغد العيش. وقال أمير دولة الكويت في كلمة ألقاها سموه في مؤتمر قمة دول مجلس التعاون مساء الإثنين، إنه لا تزال أمام دول المجلس صيغ عديدة للعمل المشترك تستوجب تحقيق الفاعلية لها وصولاً إلى الأهداف المنشودة وبما يكفل تعزيز مسيرة التعاون الخليجي المشترك. وأكد سموه أننا احتفلنا قبل أسابيع بحصول دولة فلسطين على صفة مراقب في الأممالمتحدة وهو نجاح دبلوماسي مميز حققته عدالة القضية بما يستوجب استغلاله في حث المجتمع الدولي ومجلس الأمن واللجنة الرباعية الدولية للاضطلاع بمسؤولياتهما التاريخية بالضغط على إسرائيل لحملها على القبول بالسلام والإقرار بحقوق الشعب الفلسطيني وإقامة دولته المستقلة بموجب قرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية موضحًا سموه أن العدوان الهمجي الإسرائيلي الذي وقع على غزة مؤخرًا وما خلفه من قتل ودمار يؤكد ما نقوله دائمًا بأن هذه المنطقة لن تنعم بالأمن والسلام ولن تشعر شعوبها بالعدالة دون حصول الشعب الفلسطيني على كامل حقوقه المشروعة وإذعان إسرائيل لهذه الحقيقة الجلية. وأشار سموه إلى أن ما يدعو إلى الأسى والألم إن الجرح السوري لازال ينزف وآلة القتل تتواصل لتقضي كل يوم على العشرات من الأشقاء في سوريا، فلم ترحم تلك الآلة وهن من هو طاعن في السن أو براءة طفل أو قلة الحيلة لامرأة ثكلى حيث أحالت العمار إلى دمار وأدى تواصل القتل إلى تحطيم آمال وتطلعات أبناء الوطن الواحد في بنائه وتعميره. وقال سموه: "إن ما يضاعف من الأسى والألم إن الدلالات على قرب نهاية هذه المأساة لازالت بعيدة المنال رغم الجهود الإقليمية والدولية لتتضاعف بذلك معاناة الشعب السوري الشقيق في الداخل والخارج مما يستوجب معه أن يتحرك المجتمع الدولي وبشكل فاعل وسريع لوضع آليات يتحقق من خلالها دعمًا إنسانيًا يخفف من معاناة الأشقاء ويضمد جراحهم. وأعلن سموه أن دولة الكويت قد وافقت على استضافة مؤتمر دولي للمانحين لدعم الشعب السوري في نهاية شهر يناير المقبل استجابة لعرض الأمين العام للأمم المتحدة السيد بان كي مون يتولى تقديم المساعدات الإنسانية مؤكدًا أن دعم دول المجلس لهذا المؤتمر وإسهامها في فعالياته سيكون عاملاً حاسمًا في تخفيف المعاناة التي نسعى إلى رفع وطئها عن الشعب السوري الشقيق. وأضوح الشيخ صباح الأحمد الجاير الصباح، أن وحدة المعارضة السورية والتي تحققت مؤخرًا بالإعلان عن إنشاء الائتلاف الوطني السوري والذي حصل على مباركة واعتراف إقليمي ودولي واسع يعد خطوة هامة تسهم دون شك في تمكين أبناء الشعب السوري الشقيق من توحيد صفوفه وسعيه إلى تحقيق تطلعاته المشروعة. وجدد سموه دعوته لإيران للاستجابة إلى دعوات دول مجلس التعاون بإنهاء القضايا العالقة بين الجانبين لاسيما قضية الجزر الإماراتية الثلاث المحتلة وموضوع الجرف القاري وذلك من خلال المفاوضات المباشرة أو اللجوء إلى التحكيم الدولي كما دعا سموه إيران إلى الوفاء بمتطلبات الوكالة الدولية للطاقة الذرية والتجاوب مع الجهود الدولية المبذولة لتجنيب الشعب الإيراني والمنطقة بكاملها أسباب التوتر وعدم الاستقرار لتنصب الجهود والإمكانيات جميعها لتعزز الاستقرار والتنمية في دول المنطقة. وأشار سموه في هذا الصدد إلى إن القلق الذي انتاب دول المنطقة جراء ما تناقلته وسائل الأعلام مؤخرا عن الخلل التقني الذي أصاب محطة بوشهر النووية يؤكد أهمية ما ذكرناه سابقا من حتمية تعاون إيران مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية والالتزام بمعاييرها وشروطها ضمانا لسلامة دول المنطقة وشعوبها من أي أثار إشعاعية محتملة لا سمح الله. وأعرب سموه عن جزيل شكره لحضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى لحسن الوفادة وكرم الضيافة وإعداد متميز لهذا اللقاء الذي يأتي متزامنا مع احتفالات مملكة البحرين بالعيد الوطني عيد جلوس الملك المفدى. وأعرب سموه عن يقينه بان حنكة ودراية جلالته ستشكل إضافة تثري تعزيز مسيرة التعاون مشيدا بالجهود التي بذلتها المملكة العربية السعودية خلال ترأسها أعمال الدورة السابقة والتي أسهمت في تعزيز العمل الخليجي المشترك وأضافت جهودا مشهودة ومقدرة إلى صرحه الشامخ. كما توجه سموه إلى الباري عز وجل بالحمد والثناء على سلامة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز عاهل المملكة العربية السعودية مبتهلا إلى الله جلت قدرته أن يديم على خادم الحرمين الشريفين نعمة الصحة والعافية ليكمل مسيرة الخير والنماء لشعبه ووطنه وأمته.