توقفوا الآن وأفيقوا من غفلتكم. فإن بحر الخصومة مع مصر لهو أشد البحار خطورة وأقساها أمواجا وأشدها ريحا. إنه بحر بلا نهاية يبتلع كل السفن ويغرق فيه كل الجبابرة. بحر له شاطئ واحد وهو طريق العودة. إنه بحر به مفاجآت لا تخطر لكم على بال. فإن ظننتم أنه بإمكانكم أن تخوضوه بغواصاتكم فستفاجأوا بإصدام غواصاتكم في شلالات من الصخور الصلبة. إفهموا أن إزدياد قوة ونفوذ مصر لن يضيركم شئ بل هي في صالحكم فمصر هي بوابة أي عدوان غربي على العالم العربي والإسلامي. تأكدوا أن مصر هي مثل جدار ذي القرنين لو هدم هذا الجدار لهاج فيكم اليهود. إعلموا أن مصر هي شبح مرعب لإيران في منطقة الشرق الأوسط فهي تتأخر عن أي فكرة للتقدم الشيعي لتحقيق مطامع في الخليج لعلمها أن هناك مارد بشري سني إسمه مصر. أذكركم أن مصر لم تكن مصدر تهديد للشرق الأوسط أبدا ..... بإختصار كيف وقفت مصر حائط صد للعدوان ..... تذكروا التتار ..... تذكروا الصليبيين ..... والإنجليز ..... واليهود. إياكم أن تنخدعوا بما يحدث الآن في مصر من زوابع مابعد الثورة فإن مايحدث الآن ماهو إلا الفقاعات التي تصيب سطح الجلد مابعد الحريق ولكن الجسد نفسه قوي ولم يصب وليس به عور. وتوشك الفقاعات أن تذهب بالعلاج. لا يغرنكم علو صوت ولا تحريض الغرب ولا يغرنكم صديقكم القديم الذي يعوي وأنتم أدرى بجرائمه وبإنتهازيته. ولا يجرمنكم كرهكم لنظام يحكم لم يكن مرضي عليه من قبل أن تعاقبوه قبل أن تعرفوه وتعاقبوا شعبا لم يكن ليعاديكم. وأنتم تنسون بهذا صداقة وأخوة الأجداد. إن فكرة نجاح التجربة الإسلامية السياسية في مصر لن تكون مؤرقا لأي من دول المنطقة لإن الإسلاميين في مصر ليسوا إرهابيين وليس بهم جهل ولكن عندهم من الوعي والحكمة والفهم لواقع الحياة مالا تجدونه في غيرهم من غير المصريين. إن المنهج الذي تسير عليه التيارات الإسلامية في مصر منهج فريد من نوعه رائع في جوهره. يستطيع أن يسير في ظل وجود النظام العالمي الحالي يؤثر في سلبياته ويتأثر بإيجابياته. والنموذج بسيط وغير معقد ملخصه أن الإسلاميين في مصر هم رجال تربوا على القرآن والسنة بفهم سلف الأمة مع مراعات المصالح والمفاسد في واقعنا المعاصر. فأرشدوا وعودوا ولاتصطدموا بالشباب التقي القوي الأبي. فإن في مصر شباب جسور غيور. يطير إلى المخاطر كالنسور. ويحتضن الموت وهو في غاية السرور. فقربوهم ولاتقصوهم حتى لايدث شرخا قد يصعب ترميمه. أرسل مقالك للنشر هنا وتجنب ما يجرح المشاعر والمقدسات والآداب العامة [email protected]