بدأ العد التنازلى لانصرام العام الميلادى الحالى 2012، والذى لم يكن كأى عام مضى، فقد كان عاما استثنائيا ملىء بالأحداث غير المتوقعة، وحملت شهوره مابين بدايته ونهايته مواقف وقرارات مصيرية وحاسمة فى مصر والعال، وازدحمت صفحاته بسلسلة طويلة من الاحداث المتلاحقة..ازمات وتسابق خطير بين القوى المختلفة على التسليح، وتصارع أدى إلى تأجيج الصراعات العرقية والاثنية والطائفية فى العالم. كوارث طبيعية نتيجة الاحتباس الحرارى، وزلازل وفيضانات واعاصير ، سيطرت على المشهد الطبيعى للكرة الارضية، وأوبئة وامراض غريبة جديدة سريعة العدوى والانتشار فرضها هذا العام على البشر. تغيرات دراماتيكية عديدة على كافة المستويات السياسية والاقتصادية حفل بها عام 2012 ، ومع عجزها على أن تعق تقدم العام فى اتجاه المساهمة فى صنع المستقبل ذيلته بدعوات الجميع له بسرعة الرحيل على أمل أن يكون القادم أفضل واوفر حظا. فصول جديدة شهدها عام 2012 وجعلته استثنائيا لمساهمتها فى تغيير الخريطة السياسية للعالم على وقع تولى زعماء وقادة جدد وتصاعد معارك انتخابية رئاسية رفعت حرارة العام ، واسفرت عن تولى 24 رئيسا جديدا فى مصر ، اليمن ، نلندا ، السنغال ، روسيا ، مالى ، تيمور الشرقية ، المانيا ، الهند ، سويسرا ، فنزويلا ، سلفانيا ، كوريا الجنوبية ، وكسوفو ، تايوان ، ليبيا ، فلسطين ، فرنسا ، المكسيك ، كينيا ، وغانا ، امريكا ، وروسيا ، وتركيا. بالاضافة إلى ماشهدته أكبر قوتين عالميتين فى مطلع شهر نوفمبر من انتخابات حاسمة لاختيار زعيمهما فى مصادفة زمنية عكست مدى الاختلاف الجذرى بين اجواء الاثارة والترقب وسخونة المناظرات فى المنافسة الديمقراطية الامريكية واجواء التعتيم والتكتم على الجانب الاخر من المحيط الهادى فى مرحلة الانتقال الشيوعى الصينية ، واختيار قيادات شابة تحكم الصين. شهد عام 2012 انتخابات برلمانية فى كل من كازاخستان ، الكويت ، سوريا ، سلوفاكيا ، سلفادور ، ايران ، الجزائر ، الصرب ، بوركينا فاسو ، الكونغو ، روسياالبيضاء ، رومانيا، بورما ، انجولا ، غينيا ، موريتانيا ، اليمن وزيمبابوى واليابان. وفى خطوة أولى تبعها خطوات أخرى، اتجهت أنظمة عربية عديدة إلى الاسلمة تحت شعار "الديمقراطيات " ، وعمليات تحول وتغيير فرضتها تحديات الربيع العربى لاعادة ترتيب البيت من الداخل تصدرت المشهد السياسى فى المنطقة العربية ، واتسمت بالصعوبة والتعقيد ، فلم يهدأ الشارع العربى إلا لالتقاط انفاسه لمعاودة النضال مجددا ، والمطالبة بالحصول على حقه الكامل فى الحرية والمساواة والعدالة الاجتماعية. نجحت بعض الدول فى تخطى عام جديد فى ثوراتها العربية بسلام رغم اشتعال المظاهرات والاحتجاجات من حين لاخر ، و بلاد أخرى مازالت على صفيح ساخن ، ودخلت مرحلة خانقة على مختلف الاصعدة فجاءت فيها عملية التحول معقدة ومكلفة ، وفى كل الاحوال اجتاح خريف عربى ساخن المنطقة من المحيط للخليج خلال العام ، عاشت فيه شعوبها لحظات اشبه بالزلزال السياسى لايعلمون ما سيؤل اليه مصير بلادهم. وفى مصر لم يحمل هذا العام حلولا جذرية أو انفراجات فى المشكلات المزمنة التى تعانى منها، فقد حملت الانتخابات الاخوان الى السلطة وحملتهم مسئولية الادارة والقيادة واورثتهم تركة صعبة سياسيا واقتصاديا خلفها النظام القديم ، وعاشت مصر مرحلة بواكير ممارسة الديمقراطية منقسمة الى فرق وشيع وجماعات وائتلافات واحزاب ، وطغى التكفير السياسى على معظم المناقشات. تحول جذرى ينبئ بدخول مصر فى مواجهة سياسية قبل ان تنطلق عجلة الاصلاح الدستورى ،نتيجة تدمير الشخصية المصرية على مدى 30 عاما، فكانت هى الجريمة الابشع والافظع لنظام مبارك، والتى لا تقل فى الذنب عن قتل الثوار، فوضى واضطرابات متواصلة امتدت لقطاعات حيوية فى النقل والمواصلات والجامعات والاطباء ومترو الانفاق ، القضاة ومطالب فئوية تحدت جهود ثلاث حكومات متعاقبة (شرف،الجنزورى ، قنديل ) لعجزها عن تلبيتها ، فصرخة الاجور وحدها تحتاج الى 300 مليار جنيه لكى تهدأ.