السادة «اللواءات»: وزير الداخلية، ومديرا أمن القاهرة والجيزة ومديرا المباحث فى المحافظتين: قليلاً من احترام عقول الناس.. وقليلاً من الخوف على مصر مما هو قادم. أى حس أمني.. وأى علوم أمنية.. وأى خطط بدائية اعتمدتم عليها لمواجهة الإعلان عن نية أطراف - «ادعت» أنها من مناصرى الشيخ حازم أبو إسماعيل للهجوم على مقار أحزاب وجماعات وصحف عبر وسائل الإعلام ومن خلال التهديد المباشر عبر هواتف هذه الأحزاب والصحف؟ وماذا فعلتم لمنع الجريمة قبل وقوعها؟ خاصة أن هذه الأحزاب والصحف قد أبلغت عن تعرضها للتهديد.. وإذا كانت أجهزتكم لا تتابع وتحلل ما يرد على مواقع التواصل الاجتماعى، فماذا تفعل؟ هل يعقل أن يتجمع قرابة 500 شخص مسلحين بالأسلحة البيضاء والخرطوش والمولوتوف فى ميدان لبنان بمنطقة المهندسين مروعين البشر.. وهاتفين وملوحين بسنجهم وسيوفهم وعصيهم، ثم يسيرون حتى ميدان فينى بحى «الدقي» حيث مقر حزب الوفد، فيحاول بعض الضباط والجنود التصدى لهم، فيقوم أحدهم يضرب الضابط بطلقة خرطوش فى وجهه، وإصابة بضعة عساكر غير مسلحين، ثم يقتحمون مقر حزب الوفد وموقع جريدته الإلكترونية ويفعلون بهما كل ما شهدناه على شاشات التليفزيون.. كل ذلك يقع ثم يذهب المعتدون سالمين غانمين إلى بيوتهم ليحكوا لأطفالهم وزوجاتهم البطولات التى قاموا بها فى هذا اليوم «الأغبر» دون أن يعترضهم معترض.. أو تقبض الشرطة على «واحد يوحد الله» من بينهم لتعرف منه لأى فصيل ينتمي.. ومن دفعه إلى ارتكاب الجريمة التى ارتكبها هو وزملاؤه؟! .. هل كانوا 500 شبح اختفوا تحت الأرض.. أو عفريت ذابوا فى الهواء أو جن عادوا إلى مساكنهم؟ الشيخ حازم ومتحدثه الرسمى نفيًا أن يكون ل«حازمون» علاقة بما حدث، فمن إذن الذى قام بهذه الجريمة؟ وأين كانت كل أجهزة الشرطة فيما هيبة الدولة تنتهك وضباط الداخلية يصابون؟ .. إلى أين تدفعون بمصر وأهلها؟.. نحو إيران أم الجزائر أم لبنان؟.. هل من قام بهذه الجريمة النكراء من «بلطجية» النظام المخلوع؟.. فلماذا إذاً لم يتصد لهم أحد؟.. ولماذا حدث «التواطؤ» لإنجاح مسعاهم فى إلصاق التهمة بأتباع حازم أبو إسماعيل؟ ولمصلحة مَن يتم ذلك؟ بصراحة دور الشرطة فيما حدث يتعدى الإهمال ويجب أن يحاسب المقصر، ويجازى المتواطئ إذا ثبت تواطؤه لأننا إذا تركنا الأمور تسير فى اتجاه «البلطجة».. ستضيع هيبة الدولة، وتسقط سلطة القانون، ولم تكن البداية حرق مقار «الحرية والعدالة»، والتى لم يحاكم حارقوها أو يقبض عليهم حتى الآن، ثم جاء حصار «الاتحادية» ومنع العمل فيه، وحصار «المحكمة الدستورية» ومنع دخول القضاة، وحصار مدينة الإنتاج الإعلامى للضغط على الفضائيات، وحصار مسجد القائد إبراهيم وانتهاك حرمته وحجز الشيخ المحلاوي، وأخيرًا مهاجمة وتكسير مقر «الوفد» وترويع سكان المنطقة الآمنين.. ألا ترون إلى أين تدفعون مصر؟.. ألا تبصرون عاقبة ما تفعلون؟ انظروا إلى إيرانوالجزائر ولبنان، ثلاثة أمثلة تحتاج للتفكر، ليس بعاقل من لا يريد الحكم بما أنزل الله، لكن الغاية هنا لا تبرر الوسيلة أبداً، ارحموا مصر.. وسارعوا بأداء عملكم الذى ائتمناكم عليه حتى لا تتحول مصر إلى إيران عبر نموذج الجزائر أو لبنان. الدستور سيمر عاجلاً أو آجلاً.. ومجلس الشعب سيتم انتخابه دون تزوير، فلم يعد التزوير مطروحاً كما كان ويبدو أن المعركة الحقيقية التى يجب أن تتشابك أذرعنا جميعاً لمواجهتها ستكون معركة الحفاظ على مصر.. واحدة.. قوية.. بعيدة عن التقسيم، وبمنأى عن الحرب الأهلية. لست وفدياً، ولا أنتمى لأى حزب من الأحزاب.. ولا طاعة أؤديها إلا لله.. ولا ولاء لى إلا لمصر.. وأؤمن بأنه بالأمس حرقوا مقار «الحرية والعدالة» وتركتموهم.. واليوم حطموا «الوفد» وعادوا لمنازلهم سالمين غانمين.. وغداً سيدمرون مصر كلها.. فماذا أنتم فاعلون؟! وحفظ الله مصر وشعبها ووحدتها من كل سوء. [email protected] twitter@hossamfathy66