أشاد عدد من الخبراء الأمنيين والإستراتيجيين بالخطة التى وضعتها الجهات الامنية لإدارة الاستفتاء، أمس، وأكدوا أن القوات المتواجدة أمام اللجان الفرعية تمكنت من منع وقوع أى اشتباكات، خاصة أن المشهد الحالى كان يثير التخوفات من وقوع اشتباكات أمام اللجان فى ظل حالة الاستقطاب بين التييار الإسلامى والمدنى. وأكد محمد على بلال، مساعد رئيس أركان حرب القوات المسلحة الأسبق، أن الخطة أثبتت نجاحاً، خاصة أن اليوم مر بدون أى خروجات من أى طرف، مشيرا إلى أن القوات المسلحة المشاركة فى عملية التامين دورها لن يتعدى منع الاشتباكات قبل حدوثها. وشدد على أن أفراد الجيش من حقهم القبض على أى طرف ثبت تورطه فى إثارة القلق أمام أو داخل اللجان وذلك وفقا لصفة الضبطية القضائية التى منحها لهم الرئيس محمد مرسى لتمكنهم من تأمين اللجان. وأشار إلى أن الظروف التى أجرى فيها الاستفتاء تختلف عن الظروف التى أجريت فيها الانتخابات البرلمانية أو الرئاسية السابق، حيث أشار إلى أن المشهد السياسى المتأزم يزيد من الأعباء التى تلقاها قوات الأمن نظرا لتوقع حدوث أى محاولات من أى طرف للإضرار بالطرف الآخر. ولفت إلى ضرورة استدعاء الرئيس محمد مرسى لقوات من عناصر الجيش للمساهمة فى التأمين، مشيرا إلى أن الداخلية كان بإمكانها التأمين منفردة ولكن نظرا للظرف التى تمر به البلاد كان يتوجب تكثيف التواجد الأمنى ووجود الاستعدادات الكافية تجنبا لأى خروجات. واتفق معه مدير أمن سوهاج الأسبق اللواء مصطفى إسماعيل، الذى اعتبر أن تواجد الجيش فى الاستفتاء كان ضروريا من باب التكثيف الأمنى لتفويت أى فرصة على أى طرف يسعى لعرقلة سير الاستفتاء. وبدوره، أشاد بالخطة الأمنية الموضوعة من قبل وزارة الداخلية بالتنسيق مع القوات المسلحة، مشيرا إلى أن الاستفتاءات بشكل عام تكون أسهل على القوات الأمنية من الانتخابات، موضحا أن الانتخابات تحمل خسارة طرف وفوز طرف آخر، أما اليوم فهو تصويت بنعم أو لا دون وجود خاسر. وأشار إلى أن الظروف الحالية المشتعلة التى تمر بها البلاد زادت من الأعباء على القوات الأمنية نظرا لضرورة تمتعها بالحيادية منعا لاتهامها بالميل لطرف على حساب الآخر واستخدامها فى أزمات سياسية. وأشاد بتعامل الشرطة يوم، أمس، مع المواطنين، مؤكدا أن ذلك دليل على تغير الشرطة من نفسها وبدا تفهمها لكونها جهازا تابعا للمواطن وليس للنظام، وكل دوره هو حفظ الأمن وليس اللعب لصالح جهة معينة.