يوم خطبتُها ...تفاصيل أعمق من الحدث تسع سنوات مرت عليّ في السجن وكان من المضحك والغريب أن يخطر ببالي المزدحم بخيالات وهواجس الضرب والتعذيب وهل سيأتي غدا الطعام أم لا في صيف 2003 أحمد نسيم صاحب أول تجربة الخطوبة والعقد في السجن من جيلنا يقول لي (إيه رأيك ما تخطب وتخلص نفسك ..) ضحكت لان الواقع كان يرد نيابة عني على طلب أحمد قلت ومين دي اللي هتوافق على واحد في السجن قال يا عم ما انا خطبت وعقدت كمان في هذه الأثناء كان في صبحبة بيني وبين الأخ حسين بسطاوي في السجن احمد نسيم يقول ( ما تخطب أخت حسين؟) قلت له يا راجل لا تخرب صداقتي به خلينا في الجد إصرار احمد كان واضحا في اليوم التالي قال (أنا كلمت حسين وهو مرحب جداااا) كانت هذه مفاجأة تصفع جدار المستحيل الذي أعيشه قلت له طيب أنا موافق (لكن كيف هتكون التفاصيل المرهقة دي) في اليوم الثالث جمعني احمد نسيم بحسين في عنبر بوادي النطرون وبصراحة أشكر للأخ حسين يومها حسن تعاطيه للموضوع وترحيبه مما أخجلني يا ربي كيف سيولد هذا الحلم في هذا الواقع المؤلم حسين يقول ( أنا هقنع أمي أما أختي فالامر إليها) قلت وأنا هحاول افهم أمي الواقع لانه شئ على غير العادة لم يكن من طبع السجون أن ننزل اختبارات الجامعة لكن بعد حديثنا بأسبوع تقرر أن يتم ترحيل حسين بسطاوي الى سجن المنيا لاداء اختبار كلية الاداب فقلت له الموضوع معك ويا ريت ترد لي بأي رد أخذ صورة لي بثوب كان معي في الزنزانة التقطها الشاويش من قبل ورغم انها تزعج أي فتاة لكن قلت لحسين اذا الامور مشيت اعطي لاسرتك الصورة دي من قدر الله الجميل أن يتم ترحيلي لسجن المنيا لأداء اختبارات دار العلوم واجتمعت مع حسين في سجن المنيا اعتبرت هذه تساهيل قدرية للموضوع واستبشرت خيرا في الزيارة الأولى لحسين استهجنت أمه الموضوع برمته ( عيب يا ابني الناس تقول علينا إيه) (معقوله أدي بنتي واحد في المعتقل) حسين قال لها ( طيب ما أنا في السجن واللي هتقوليه على هشام هيتقال عليا انا) في الزيارة الثانية خرجت مع حسين وكانت بمفردها وذهبت الى امه وسلمت عليها مقبلا رأسها ثم مشيت (قالت لي زوجتي بعدها أن هذا المشهد جعل أمي ترجع من الزيارة وتوافق وبشدة مرحبة وتقول ( انا شفت ملاك طاهر) هههههههه وافقت أم حسين وأقنعت أنا أمي وأخي وما زال الحلم مستمرا كنا ننتظر رد ( الأميرة) وتعليقها على الصورة الهاربة من عنبر النطرون وافقت والحمد لله لكن ماذا أفعل أنا ؟ لم أرها حتى الآن والوقت كان ضيقا لأنه تقرر ترحيلنا الى سجون أخرى بعد انتهاء الاختبارات ... باقي أسبوع يا حسين لو أمكن نعمل خطوبة سريعة هنا في سجن المنيا (بس عشان ما تضحك عليا لازم أشوفها) أحضر حسين الصورة ثم وافقت وتوقعت أنها ستأتي زيارة هذا اليوم واراها على الطبيعة خرج حسين للزيارة قلت له سألحق بك جهزت نفسي وخرجت الى ساحة الزيارة في سجن المنيا (من بعيد شفت أم حسين ومعها ست كبيرة وحسين جالس بجوارهم وفي بنت معهم رايتها من بعيد (سمراء) قلت في نفسي (باظت الطبخة) بصراحة قلت وحتى لو كانت هي بهذا الشكل لازم أقدر موقف حسين معي وأسرته وأوافق مهما كان ...لكنها كانت خطوات مضطربة وخفقات قلب كان يحلم ثم تفاجأ بوخزة منام ربما تؤرقه ما تبقى من عمره المنتظر بعد السجن وصلت للزيارة ...سلمت ... جلست .. خفقان يتسلل لكل خلية في جسدي ومشاعر واجفة غير تلك التي مررت بها عند رؤية الصورة أم حسين قالت لي ( دي خالتك أم خالد ...تقصد الست الكبيرة (قلت في نفسي على عيني وراسي أهم حاجة مي ندي ..) وهذه يا ابني وسام قريبتنا وصديقة ....... هكذا قالت لي أم حسين وأنا أتنفس الصعداء ...كدت يومها أقوم وأقبّل رأس أم حسين ورأس خاالتي أم خالد بعد انزياح شعور موؤود ومبتور داخلي الحمد لله لم يكن أمامنا من الوقت من يكفي لكي تأتي (الأميرة) وأشوفها قلت لحسين نحدد موعد الخطوبة يوم الخميس 6-6-2003 سريعا قبل ترحيلنا إلى سجن النطرون بصراحة كانت مغامرة وحذرني بعض الزملاء من عاقبة القرار معقولة تخطب دون أن تراها ولماذا الاستعجال ؟!!! استخرت كثيرا واستشرت وشعور بمعية الله كان يحملني على جناح المؤمل والمتوكل بحق على الله قبل أن تاتي للخطوبة كتبت أبيات لها وسلمتها لحسين إني عرفتك قبل أن تتكلمي وكتبتُ فيكِ قصيدتي لو تعلمي ها نحن نفترش المنى بطريقنا بسْماتُ قلبي الآن تبدو على فمي ريحانة تهتز عند قدومها وإذا رآها البدر قال ( تقدّمي) بصراحة مشاعر كانت رقراقة بينما كانت تتسلق جبال الصبر في محنة لا نعرف متى ستنتنهي خلاد : بابا هو سيدي فتحي لما مات دلوقت هو فين الان ...قال يا بابا هو عند ربنا يا خلاد دي قصة تانية وجدان بتشتكي أن خلاد رفض أن يبري لها قلمها الرصاص بينما كان خطاب يفر هاربا ببراية خلاد يقول ( بابا بابا تعتي تعتي...) موعدنا في الحلقة القادمة عن تفاصيل يوم الخطوبة أرسل مقالك للنشر هنا وتجنب ما يجرح المشاعر والمقدسات والآداب العامة [email protected]