تعيش مصرنا الحبيبة فى الآونة الأخيرة صراعاً مريراً بين القوى المختلفة وتشهد تضارباً كبيراً فى الاراء والأهواء والأمزجة والميول , مما جعل الناس فى حيرة كبيرة من أمرهم , ولم يعد أحد يدرى فى خضم هذه الصراعات من الذى على الحق , فكل فصيل يحاول أن يثبت للناس انه على صواب وأنه الأصلح لتولى زمام الأمور , ومن الذى يدفع الثمن ....... ؟ إنها مصرنا الحبيبة .... ! إن ما تشهده مصر من تخبط على الساحة السياسية منذ قيام ثورة يناير حتى الآن ... يرجع سببه الرئيسى إلى افتقاد الرمز ... افتقاد القائد المحنك الذى يستطيع لم الشمل , وجمع الشتات , فقد قامت الثورة ولم يكن لها قائداً , ولم يجد الشعب رمزاً يلتف حوله ... فمصر على مدار تاريخها لم تعدم قائداً , ولم تفقد رمزاً... أحمد عرابى ... سعد زغلول ... مصطفى كامل , الذى قال بكل حب لهذا الوطن وبكل عشق لترابه , كلمته الشهيرة الخالدة " لو لم أكن مصرياً لوددت أن أكون مصرياً " . هكذا يكون الحب لهذا الوطن ... وهكذا تكون الوطنية , فهذا الوطن يستحق منا الكثير والكثير .... من الحب .... والتضحية .... والنضال .... نضال من أجل رفعة هذا الوطن .... نضال من أجل استقراره وأمنه وأمانه .... ذلك الأمان الذى كان يميز مصرنا الحبيبة عن سائر أقطار الأرض والذى - ويا للأسف - افتقدناه كثيراً هذه الأيام . فشتان ما بين من يعشق تراب هذا الوطن ويتمنى أن يكون مصرياً لو لم يقدر له أن يكون كذلك , وبين من يحاول هدم هذا الوطن وزعزعة أمنه واستقراره. اختلفت أحوال الناس فى مصر كثيراً , واختلفت طباعهم , فلم يعد هناك من يريد أن يحتمل الآخر , ولم يعد هناك من يريد أن يسامح او يتسامح , وكأن التسامح أصبح عملة نادرة فى هذه الأيام .... فالكل يطلب .... والكل يريد أن يأخذ ........ ولا أحد يريد أن يعطى .... او يرحم .... او حتى ينتظر. مصرنا الآن تئن تحت وطأة التشرذم والفرقة .... تبكى هذا الصراع المرير بين أبناءها .... تشتكى سوء فعل أهلها .... تقطر دماً .... تبحث عن مخرج .... تبحث عن منقذ .... تبحث عن بطل .... تبحث عن رمز يلتف حوله الناس ليأخذ بيدها إلى طريق الاستقرار .... طريق الأمن .... طريق الأمان .... طريق العمل والإنتاج .... طريق النهضة والتقدم .... فهل يظهر ذلك الرمز....؟ هل يظهر ذلك المنقذ .....؟ ليس أمامنا سوى الانتظار والتضرع إلى الله أن يمن على مصرنا الحبيبة بالأمن والأمان والاستقرار, وأن يقيض لها فى القريب العاجل إن شاء الله .... ذلك المنقذ .... ذلك الرمز الذى أصبح أملاً منشوداً .... الرمز المفقود !! أرسل مقالك للنشر هنا وتجنب ما يجرح المشاعر والمقدسات والآداب العامة [email protected]