هل هو الإرهاب من أجل الإرهاب ؟؟ زمان كان من يخطف طائرة أو سفينة أو يحتجز رهائن أو يشرع فى ارتكاب عمل من أعمال العنف والإرهاب .. يحدد هويته ويحدد أهدافه بدقة .. ويحدد فترة زمنية معينة لتحقيق أهدافه وتنفيذ مطالبه .. بل وكانت أي جهة أو تنظيم أو جماعة تقوم بهذه الأعمال تحرص على توضيح وجهة نظرها للرأى العام الذى هو فى الأساس هدف كل الجماعات والتنظيمات التى تعمل على خلفية أيدلوجية .. وتحاول من خلال طرح فكري معين ومحدد تبرير الأعمال الإرهابية التى تقوم بها حتى تضع حدا فاصلا قاطعا بينها كجماعات فكرية وأيدلوجية تعمل وتضحي فى سبيل فكرتها وفى سبيل إعلاء كلمة الحق حسب تصورها .. وبين كونها جماعات من البلطجية وقاطعي الطريق والمجرمين . لكن أن يصبح الفاعل مجهولا .. والأهداف مجهولة .. بحيث يجهد الباحثون أنفسهم فى البحث عن هوية الفاعل وفكره وأهدافه وماذا يريد .. كما حدث ويحدث فى تفجيرات شرم الشيخ الأخيرة .. فمن قائل أنه ثأر لأخوانهم الذين قاموا من قبل بتفجيرات طابا .. ولاقوا على أيدي أجهزة الأمن أبشع أنواع التعذيب والإهانة التي طالت النساء والأبرياء .. إلى قائل بأنه تصفية حسابات بين جماعات فى غزة وبين الحكومة المصرية .. إلى قائل بإنه لممارسة ضغوط على الحكومات الموالية لأمريكا .. إلى غير ذلك من الأسباب .. فهل من المعقول أن يتركنا هؤلاء الذين يقدمون لنا أنفسهم بإعتبارهم "مجاهدين استشهاديين" .. حيارى لانعرف من يجاهد من ولحساب من ومن أجل من ؟؟ .. مع بشاعة هذه الحوادث وسقوط المئات من القتلى والجرحى الذى تجاوز عددهم ضحايا الجيش الأمريكي المعلنة أثناء غزو العراق ؟؟؟ وبنفس الغموض الذى يحيط بهوية وأهداف منفذي أحداث العنف والإرهاب الأخيرة فى شرم الشيخ .. تأتى دعوة الحكومة المصرية الغامضة و المتكررة لضرورة عقد مؤتمر دولي للإرهاب .. لتحديد مفهوم الإرهاب .. وكأن مثل هذا المؤتمر كفيل بالقضاء على ظاهرة الإرهاب أو الحد منها .. وهذا يذكرنا بما أشيع حول إجتماع بعض علماء الأزهر الشريف لأعراب صحيح البخاري لوقف الحملة الفرنسية على مصر . والحقيقة أنه لا هذه الدعوة الممجوجة لعقد مؤتمر دولي للإرهاب .. ولا التصريحات العنترية التى يصدرها الحكام والوزراء لشجب الإرهاب والتهديد والوعيد .. بإمكانها أن توقف عنفا أو تمنع إرهابا .. وإلا لاستطاعت قرارات الشجب على مدار أكثر من خمسين عاما أن تعيد الحقوق السليبة إلى أهل فلسطين مثلا . إننا قطعا لا نؤيد الإرهاب ولا أعمال العنف .. ليس من أجل عيون أمريكا أو الغرب أو الحكومات المتسلطة على شعوبنا .. وإنما ندين هذه الأعمال لأنها فى النهاية لا تحقق هدفا مشروعا .. ولا تحسم أمرا .. ولا تقضي على شر .. بل تضع العالم كله فى مواجهة غير متكافئة مع الإسلام والمسلمين ، والضحايا فى النهاية هم من الأبرياء .. أقول إننا لا نؤيد قطعا هذه الأعمال الإرهابية ولكننا فى ذات الوقت ندين إرهاب الحكومات والدول .. ونطالب بالوقوف على الأسباب الحقيقية للإرهاب والعنف والتى لا تخرج عن أمرين : إما أهداف قريبة محددة .. مثل الإفراج عن معتقلين أبرياء مثلا ووقف التعذيب داخل السجون وكل الأعمال الإجرامية البشعة التى ترتكب ضد معتقلين وسجناء رأي .. وإما أهداف بعيدة مثل توفير الحريات وسقوط الأصنام السياسية التى تصنعها أجهزة الإعلام .. والوقوف فى وجه المطامع الصليبية والصهيونية وعدم موالاة أعداء الله إلى آخره .. والتنازل عن سياسة الإستئصال والبتر التى تثبت كل يوم فشلها واخفاقها .. وفى كل الأحوال يجب على الحكومات أن تعترف بأنها هى السبب الأساسي فى هذا الإرهاب والبلاء .. وأن عليها من ثم أن تراجع مواقفها من الأعمال البشعة التى ترتكبها فى حق شعوبها .. وإلا فسنظل ندور فى حلقة مفرغة .. وينتهى بنا الأمر إلى الشجب والتنديد ؟؟ والشىء بالشىء يذكر .. فقد أضحكتني كثيرا تصريحات السيد أحمد نظيف الذى أكد فيها أن الإرهاب يطور نفسه .. ونحن أيضا - أى السيد نظيف ووحكومته – نطور أساليب المواجهة .. بدليل نجاحنا فى تأمين الكثير من المناطق الحساسة فى مدينة شرم الشيخ .. ولايعرف السيد نظيف أنه بهذه التصريحات يدين نفسه .. لأنه إذا كان قد نجح فى تأمين الكثير من الأماكن الحساسة فى شرم الشيخ .. وكانت لديه الإمكانيات الفعالة لذلك .. فلماذا قصر فى تأمين منطقة السوق وقاعة المؤتمرات والأماكن التى تعرضت للتدمير والخراب .. أم أن السيد نظيف لديه امكانيات على تأمين أماكن حساسة دون أخرى ؟؟ هل رأيتم هزلا أكثر من هذا ؟؟ [email protected]