تعيش أمتنا العربية و خصوصا مصر حالة من الفتنة حيث أن جميع الحلول في هذا الوقت لا تحل أي شئ فرحيل النظام السابق ليس بالحل الذي يرضي جميع الأطراف و كذلك بقائه... وصول الإخوان المسلمين لحكم البلاد ليس بالحل الذي يرضي الجميع... بقاء الأخوان في حكم مصر ليس بالحل الذي يرضي الجميع... مواد الدستور أو تعديل بعض مواد الدستور ليس بالحل الذي يرضي الجميع... القصاص لدم الشهداء ليس بالحل الذي يرضي الجميع... محاكمة رموز الفساد ليس بالحل الذي يرضي الجميع... إسلامية مصر ليس بالحل الذي يرضي الجميع... ليبرالية مصر أو علمانية مصر ليس بالحل الذي يرضي الجميع... بخلاف الدور الأساسي للقوى الخارجية لإثارة الفوضى و إشعال الفتن داخل البلاد للزيادة من حالة الإنفلات الأمني الداخلي و ذلك لإعجاز الأنظمة الأمنية أمام تلك الفوضى و إنهيارها... ضف على ذلك الدور الذي يلعبه المسبطون العملاء لحساب دول خارجية للزيادة من حالة إحباط أبناء الأمة أو إثارة قضية لأشعال نيران الفتنة بين أبناء الأمة... تحول بعض الدعاة إلى سياسيين مستخدميين الدين سواء كان عن عمد أم عن غير قصد زاد ذلك من حالة الشك داخل نفوس الناس و جعل منهم الكثير يشك في أمور و مفاهيم كان من قبل مؤمن بها... بشر الحبيب محمد صلى الله عليه و سلم بما نحن فيه الأن حيث ورد في فهرس أبو داود في كتاب الفتن و الملاحم: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: "إنها ستكون فتنةٌ يكون المضطجع فيها خيراً من الجالس، والجالس خيراً من القائم، والقائم خيراً من الماشي، والماشي خيراً من الساعي" قال: يا رسول اللّه ما تأمرني؟ قال: "من كانت له إبلٌ فليلحق بإِبله، ومن كانت له غنمٌ فليلحق بغنمه، ومن كانت له أرضٌ فليلحق بأرضه" قال: فمن لم يكن له شىء من ذلك؟ قال: "فليعمد إلى سيفه فليضرب بحده على حرةٍ ثم لينج ما استطاع النجاء" أنظروا كيف أمر الحبيب أنه كلما قلت مشاركتك كلما زدت خيراً وأما الكلام عن الإبل والغنم والأرض ....فهو بمعني أن يهتم كلاً بشئونة وعمله وأما معني : "فليعمد إلى سيفه فليضرب بحده على حرةٍ ثم لينج ما استطاع النجاء". أي بمعني أن يضرب سيفة في الصخر حتي ينكسر السيف لضمان عدم مشاركتك في حرب أو قتال وحاول أن تنجي بنفسك و أهلك دون قتال ( لأنك قد كسرت سيفك ) بقدر ما تستطيع من أن تنجو ....فإن جاء من يقتلك فكما قال رسول الله "كن عبد المقتول ولا تكن القاتل" .... كذلك عندما سئل عليه السلام عندما تزداد الفتن ماذا كانت إجابته عليه السلام؟ أمسك عليك لسانك و ليسعك بيتك و لتبكي على خطيئتك" أو كما قال عليه أفضل الصلاة و السلام... إذن عدم المشاركة في كل هذا وإن يلزم كلاً منا بيتة وعملة ويرعي مصالحة هذا منتهي الايجابية... فنحن علينا أن نحترم أنفسنا لتجنب تلك الفتنة المنهمكة فيها أمتنا و لا تنسوا أن السكوت ليس دليل ضعفنا إنما ما يدور حولنا لا يستحق الكلام" أرسل مقالك للنشر هنا وتجنب ما يجرح المشاعر والمقدسات والآداب العامة [email protected]