بدأ التخطيط للهجوم على ميناء بيرل لحماية الانتقال إلى "منطقة الموارد الجنوبية" (وهو المصطلح اليابانى لجزر الهند الشرقية الهولندية وجنوب شرق آسيا بشكل عام) فى أوائل عام 1941. بحلول أوائل فصل ربيع عام 1941، وعلى مدى الأشهر القليلة التالية، تم تدريب الطيارين، وتجهيز المعدات، وجمع المعلومات الاستخبارية، وبرغم من هذه التحضيرات، لم يصدر الإمبراطور هيروهيتو الموافقة الفعلية على خطة الهجوم حتى الخامس من شهر نوفمبر، وذلك عقب المؤتمر الثالث من أصل أربعة مؤتمرات إمبراطورية للنظر فى الأمر. لم يتوقع المسئولون الأمريكيون أن بيرل هاربور سيكون الهدف الأول فى أية حرب مع اليابان، بينما توقعوا أن أول هجوم سيكون على الفلبين، وذلك بسبب الخطر الذى تشكله على الممرات البحرية فى الجنوب، والاعتقاد الخاطئ بأن اليابان ليست قادرة على القيام بأكثر من عملية بحرية فى وقت واحد. فى 6/12/1941م انهارت المفاوضات بين اليابان والولايات المتحدة، فبعثت طوكيو رسالة مطولة إلى سفارتها فى واشنطن، كان يتعين تقديم الرسالة التى اختتمت بإعلان اليابان الحرب على أمريكا فى الساعة الواحدة تمامًا من اليوم التالى، وكان كل بحار يابانى يعلم بأن الحرب باتت وشيكة. وفى اليوم التالى فى مثل هذا اليوم من عام 1941، شن الأسطول اليابانى شاملًا على ميناء بيرل هاربور فى جزر هاواى، حيث توجد واحدة من أكبر القواعد البحرية والجوية الأمريكية، وانطلقت 353 طائرة يابانية من 6 حاملات طائرات اقتربت من شمال جزر هاواى، فى عملية خاطفة كانت كالصاعقة، وبصوت يشبه صوت الرعد، انفجرت البارجة (أيرزونا) بعد أن أصابتها قنابل الطائرات اليابانية، و تناثرت قطعها على أجزاء المرفأ، وفى نفس الوقت كانت القاذفات اليابانية تضرب محطة كانوهى الجوية للقوات البحرية الأمريكية، فيما ضربت قاذفات انقضاض أخرى وبعض المقاتلات حقل بيلوز، واستمرت أسراب الطائرات فى قصف المنشآت العسكرية، وشن هجوم شامل على الجزيرة ساعات طويلة، ولم يكتف اليابانيون بالمواقع العسكرية، بل انتقلوا إلى الأهداف المدنية. أسفر الهجوم عن إغراق أربع بوارج أمريكية، وتدمير أربع بوارج أخرى، وإغراق ثلاثة طرادات وثلاثة مدمرات، وزارعة ألغام، بالإضافة إلى تدمير 188 طائرة، أما الخسائر البشرية فى صفوف الأمريكان فكانت مقتل 2402 فرد، وإصابة 1282 آخرين، بينما كانت الخسائر اليابانية ضئيلة للغاية، فقد دُمرت 29 طائرة وأربع غواصات، ومقتل وإصابة 65 جنديًا فقط. يقع ميناء بيرل هاربر فى جزيرة أواهو التى تنتمى إلى جزيرة هاواى الأمريكية الموجودة فى المحيط الهادى، ويعتبر بيل هاربر أحد أميز وأكبر المرافئ الحربية فى العالم بمساحته الشاسعة وموقعه البحرى ذى الحماية الطبيعية، ويتشكل من مصبين لمجرى نهر بيرل على مسطح مائى تربو مساحته على 26كم² صالحة للملاحة، وبه ثلاث (أشباه بحيرات) وهى بحيرات بشواطئ أرضية شبه مكتملة، واشتق اسم الميناء من محار اللالئ الذى كان ينمو بمياهه قديمًا. وبيرل هاربر هو المركز الرئيسى للقوات البحرية الأمريكية فى هاواى بالمحيط الهادئ، حيث تتمركز معظم القيادات الرئيسية للقوات البحرية الأمريكية فى المحيط الهادئ فى هذه القاعدة، وتشمل أسطول المحيط الهادئ وقواته البحرية وكتائب الخدمات والغواصات والأسلحة المضادة للغواصات، وطيران هاواى الداعم للأسطول، وحوضًا لصيانة القطع البحرية، ومركزًا للإمدادات، ومستودعًا للذخيرة، وتقوم القاعدة بمهمة المساندة لعمليات الأسطول السابع.