وسط حصار أمني محكم وحشود أمنية حرصت على عدم الاحتكاك بالمتظاهرين أو التعرض لهم قامت حركة كفاية والحملة الشعبية وأعضاء حزب العمل وشباب من أجل التغيير برفع لافتاتهم المحرجة للنظام وأصواتهم الزاعقة في وجه السلطة. وقد تجمع المئات من المتظاهرين مساء أمس في جانب من ميدان الأوبرا بالعتبة وقد ركزت لافتات المظاهرة والتي تقام بعد أقل من أسبوع من مظاهرة التحرير السبت الماضي على قضية الفساد ، حيث لوحظ توسع في الموضوعات التي تتناولها الهتافات حيث بدأت تتبنى كافة أنواع الفساد تفصيلا في الناظم الحالي ومهاجمة التطبيع والقمة العربية القادمة. والملاحظ في المظاهرة أن قوات الأمن تعاملت بحذر شديد مع المتظاهرين وسمحت أيضا للمواطنين بالمشاركة والدخول أو الخروج من مكان التجمهر. ولكن ما فوجئ به المتظاهرون هو قيام مجموعة من " البلجية " والذين جمعهم الأمن من شوارع العتبة بتنظيم مظاهرة على الجانب الآخر من الميدان أخذوا يرددون فيها هتافات مؤيدة للرئيس مبارك وحكمه بعبارات "بالروح بالدم نفديك يا مبارك". بينما ردت عليهم مظاهرة كفاية "يا أبو 20 جنية بتقول حسني على أيه". وقامت مظاهرة " الوطني " بتوجيه سيل من السباب البذيء لا يصلح نشره لمتظاهري كفاية ، كما عادت الإشارة السيئة بالأصبع الوسطى إلى التلويح . وفي تعليق له عن تراجع حدة العنف في المظاهرة قال الدكتور مجدي قرقر الأمين المساعد لحزب العمل إن النظام أدرك أنه بتصرفه الهمجي الخاطئ أتى بآثار عكسية صبت في خانة المعارضة وأن موقف الأمن أصبح حرجا خاصة بعد تنديد الولاياتالمتحدة بما حدث يوم السبت الماضي. الطريف أن أحد القيادات الأمنية التي كانت تتابع المظاهرة همس في أذن مراسل " المصريون " بأن مشاهدة منظر متظاهري الوطني وحركاتهم أفضل من الذهاب إلى فيلم بوحة والذي يقوم ببطولته الممثل الهزلي المعروف. وهذا وقد ختمت المظاهرة لأول مرة بقيام محمد عبد القدوس مقرر لجنة الحريات البارز فيها بالدعاء على مبارك ونظامه وقيام المتظاهرين بالتأميم خلفه. هذا وقد اصدرت "كفاية" بيانا اكدت فيه ان التظاهرة موجهةٌ ضد الفساد الذى ساد قطاعات كبيرة من اجهزة الدولة حتى طال المؤسسات الصحفية التى اصبحت تمارس القمع ضد الصحفيين وتقيد حريتهم فى العمل وتغتصب حقوقهم المادية فضلا عن الفساد فى وزارة الزراعة التى عملت على تسمم الاغذية. وأكدت الحركة فى بيانها ان هدف المظاهرة هو الدفاع عن مستقبل مصر وحماية حقوق مواطنيها وثروتها من عمليات النهب التى يمارسطها اباطرة المال بمساندة من قيادات فى الحزب الحاكم. واشارت الحركة فى بيانها الى ان الفساد اصبح يهدد الملايين من ابناء الشعب وعمل على شيوع الاحباط واليأس بسبب انتشار المحسوبية والرشاوى التى حرمت كثير من المواطنين من حقوقهم الدستورية فى العمل مما اثر بالسلب على طبيعة الاوضاع فى الداخل والخارج ايضا. واكد البيان ان التغيير الديمقراطى هو السبيل لمواجهة الفساد واعادة الحقوق لاصحابها و استبدال الاوضاع التى هيأت للفساد وعملت على انتشاره باخرى تؤسس لنظام قانونى يكفل الحرية والعدالة بين ابناء الوطن ويحول دول استنزاف مقدراته وتدمير مستقبل ابناءه.