تناول عدد من وسائل الإعلام العربية تصريحات مارتين شولتس - الرئيس الدورى الحالى للبرلمان الأوروبى -، والذى دعا فيه إلى "الضغط الاقتصادى" على مصر، حتى يستجيب الرئيس المصرى للتنازل عن بعض سلطاته، واقترنت المقالة الصحفية الصادرة فى صحيفة "فرانكفورت الجمينة" بتصريح لوزير الخارجية الألمانى فيستارفيللا جاء فيه دعوته للرئيس المصرى بإجراء حوار واسع مع كافة الأطياف والتجمعات السياسية فى مصر، من أجل دمقرطة أوسع للمرحلة الانتقالية. وفى الوقت الذى يستند فيه تصريح مارتين شولتس إلى جهل وتجهيل بحقيقة الموقف المصرى، حيث إن الرئيس المصرى لم يسع إلى تكديس سلطات الدولة فى يده.. بل "آلت" إليه السلطات التشريعية بفضل قرار المحكمة الدستورية المشكوك فى إدرائه القضائى، كما أن خروج اليساريين وباقى الأحزاب غير الإسلامية من دائرة صنع القرار بالبرلمان "مجلس الشعب"... لم تكن من صنع محمد مرسى.. وإنما أيضًا بفضل صنيع المحكمة الدستورية... وفى الوقت الذى يبقى هذا التصريح لشولتس نتاج الجهل بتفاصيل وسيرة المشهد المصرى... فإن وزير الخارجية الألمانى فيستار فيللا الذى وجهت حكومته الخميس الماضى الدعوة للرئيس مرسى لزيارة ألمانيا مع مطلع العام القادم يتجاهل أن الرئيس المصرى نفسه دعا جميع القوى الوطنية لحوار جاد حول المرحلة الانتقالية الحالية، وذلك خلال فعاليات تسلمه مسودة الدستور، كما يتجاهل الوزير الألمانى أن الدستور بمسودته الحالية إنما هو "أنشودة تعددية مشتركة" لجميع الطوائف المصرية الإسلامية وغير الإسلامية منها، والتى لم تغادر اللجنة التأسيسية للدستور إلا حينما أصبح وليدًا يصرخ خارج رحم أمه. والسؤال الذى يطرح نفسه الآن هو أين الدور السياسى والإعلامى للسفارة المصرية فى ألمانيا ولباقى السفارات فى أوروبا وبخاصة فى بروكسيل؟ أرسل مقالك للنشر هنا وتجنب ما يجرح المشاعر والمقدسات والآداب العامة [email protected]