هذان المخلوقان تنشأ بينهما العلاقة وتستمر لبقاء الجنس البشري وحكم أخرى ، وفي حركية هذه العلاقة تحدث جملة من السلوكيات الملونة بلون الخصائص الذكورية ولون الخصائص الأنوثية ، وقد تتصادم هذه السلوكيات وقد تتعايش وقد تتوافق.وعند حدوث الزواج في الغالب يكون أحد الزوجين أعلى عقلاً أو ثقافة أو روحاً أو نفسية من الآخر ، وحينئذ يعمل ' قانون التحدي والاستجابة ' فإما أن يستطيع الأعلى منهما رفع صاحبه إلى مستواه ، أو أن الأدنى يجر صاحبه إلى مستواه ، أو يحصل تلاق بين العلو والدنو في نقطة ما بين الاثنين وهذا يسمى التعايش ، فإن لم يحصل التعايش فلا بد من الصراع والتنازع الذي قد ينتهي إلى الفراق .في حالة التعايش المذكورة تحدث عدة أمور ' كما يدل على ذلك واقع كثير من الناس وتشير إليه الكتب المختصة في طبائع الجنسين وجدلية العلاقة بينهما ' ومن الأمور التي تحدث - غالباً - في حالة التعايش بين الزوجين والتي تحتاج إلى بحث ودراسة في مدى انتشارها وأسباب وجودها وكيفية التعامل معها : 1.أن عبارات التلهف وعلائم الاشتياق تكون قوية أول بدء العلاقة ثم لا تلبث أن تذوي وتضعف وقد تندثر تماماً . 2.أنه عندما تتقلص رغبة الرجل تبدأ رغبة المرأة في الاشتعال . 3.أن الرجل يهتم بتأمين المال وجمعه وتدبيره وحفظه ، وبالقدر نفسه تهتم المرأة بصرفه . 4.أنه كلما مر زمن ازدادت المرأة تعلقاً بالرجل وقل تعلق الرجل بالمرأة . 5.أنه كلما طال عمر العلاقة بينهما تضاعف اعتماد المرأة على الرجل وضعف اعتماد الرجل على المرأة . هذا وغيره من إشكاليات العلاقة بين الذكر والأنثى يحتاج إلى تأمل ودراسة لوضع الحلول المناسبة ، إن كانت موجودة . بيد أن من المناسب هنا الإشارة الى وجوب إدراك الفروقات النفسية والشخصية بين الرجل والمرأة لتجنب المشكلات وللوصول الى الحل الأسلم لها إذا وقعت، ولوضع كل جنس في مكانه المناسب له بعيدا عن الاجتزاء المبتور، والتسارع اللاهث نحو تقليعات وتقاليد تأكل المرأة وتطحن الرجل، وتصبغ العلاقة بينهما دائما بصبغة العداوة والصراع