قساوسة يرفعون المصحف والصليب.. انضمام البرادعى وصباحى وموسى لمعتصمى التحرير.. وهتافات صباحى بهتافات "ثوار أحرار هنكمل المشوار" احتشد مئات الآلاف بميدان التحرير أمس الجمعة للمشاركة فى مليونية "حلم الشهيد"، اعتراضًا على الإعلان الدستوري المكمل الذي أصدره الرئيس محمد مرسى، والمطالبة بحل الجمعية التأسيسية وإعادة تشكيلها بتوافق وطني، وإقالة حكومة الدكتور هشام قنديل وتطهير وزارة الداخلية. وواصلت القوى والحركات الثورية اعتصامها لليوم الثامن على التوالي وسط حديقة الميدان وأسفل العقارات المواجهة للمتحف المصري، وبجوار سور مقر الأمانة العامة لجامعة الدول العربية. وردد المتظاهرون هتافات منها "الشعب يريد إسقاط النظام"، و"يسقط يسقط حكم المرشد"، و"الداخلية بلطجية"، و"القصاص القصاص.. قتلوا إخواتنا بالرصاص".. و"عيش حرية عدالة اجتماعية".. و"ياحرية فينك فينك مرسى بينا وبينك".. و"الشعب يريد إسقاط النظام".. و"انت فاكر نفسك إيه احنا الثورة يا سعادة البيه".. و"ولا فلول ولا إخوان الشرعية فى الميدان". وخرجت مسيره من ميدان التحرير تضم المئات من شباب الألتراس متوجهة إلى منطقة القلعة محل إقامة الشهيد جابر صلاح "جيكا"، للمطالبة بالقصاص لشهداء الثورة وإعادة محاكمة القتلة، رافعين صور جيكا والأعلام المصرية وبعض الاعلام الحزبية. فيما تحول ميدان التحرير إلى ساحة للتحرش الجنسى من قبل بعض الشباب المتواجدين بالميدان، والتى تكررت أكثر من مرة، حيث قام بعض الشباب المتواجدين أمام المنصة بالتحرش بالفتيات، ما أدى إلى حالة من الهرج وتم استدعاء اللجان الشعبية المكلفة بتأمين الميدان التى ألقت القبض على 5 شباب، وأبرحتهم ضربًا واقتيادهم داخل سيارة إسعاف وسلمتهم إلى قسم شرطة قصر النيل، في حين طالبت المنصة بالالتزام بالقواعد الأخلاقية للثورة المصرية، مؤكدة أنه إذا تم ضبط أي شخص يتحرش بالفتيات فستهدر دمه. وفى منظر لافت، رفعت طفلة لا تتجاوز ال5 سنوات لافتة كبيرة كتب عليها: "يسقط الاحتلال الإخواني"، ما أثار إعجاب المتظاهرين الذين التفوا حولها والتقطوا لها الصور. فيما قامت المنصة ببث بعض الأفلام الوثائقية عن أحداث ثورة 25 يناير وجرائم قتل الثوار واستخدام العنف من قبل وزارة الداخلية ضد الثوار، وكذلك عرض بعض الأفلام التسجيلية عن الشهيد "جيكا". كما شارك في مليونية أمس عدد من القساوسة الذين رفعوا المصاحف مع الصليب أعلى المنصة في الوقت الذي تعالت فيها هتاف: "مسلم ومسيحي إيد واحدة". وشارك فى مليونية أمس بعض الفنانين مثل سامح يسرى وحلمى عبد الباقى وهند عاكف وإيمان البحر درويش، وعلى الحجار الذي صعد إلى المنصة واستقبله المتظاهرون بالتصفيق الحاد لإحياء حفلة غنائية وسط جموع المتواجدين بالميدان. وبثت المنصة بيان جبهة الإنقاذ الوطنى عقب اجتماعها بحزب الوفد والذي هددت خلاله بالزحف نحو القصر الرئاسي والإضراب والعصيان المدني العام للاستجابة لمطالب إلغاء الإعلان الدستورى الذي أصدره الرئيس في 22 نوفمبر الماضي، رافضًا مشروع الدستور الذى أقرته الجمعية التأسيسية أمس الأول. واعتبر البيان أن اعتزام رئيس الجمهورية طرح مشروع الدستور للاستفتاء الشعبى يعرض البلاد لحالة من الشلل التام ويضرب شرعيته فى مقتل مهددًا بالزحف للاعتصام أمام قصر الاتحادية الجمعة المقبلة، معربًا عن تقديره لموقف المثقفين والفنانين ووسائل الإعلام وقضاة مصر فى رفضهم القاطع للإعلان الدستورى. ووجه البيان التحية إلى كل ميادين التحرير فى كل محافظات مصر التى اجتاحتها المسيرات والتظاهرات الحاشدة ضد الإعلان الدستورى ومشروع الدستور، مؤكدة أنها كلفت رموزها وقادتها بالتواجد فى هذه المحافظات لشرح عوار مشروع الدستور وخطورة الإعلان الدستوري. وهو ما استقبله المتظاهرون بالهتافات والتصفيق مرددين: "الله أكبر.. الله أكبر"، و"يسقط يسقط حكم المرشد"، و"تحيا مصر تحيا مصر"، و"يا مبارك نام واتهنى.. خربوها أحفاد البنا". ووزع أحد أعضاء الاتحاد المصرى للنقابات المستقلة بيانًا يطالب بإعادة تشكيل الجمعية التأسيسية للدستور والنص على نسبة ال50% "عمال وفلاحين"، والتأكيد على ضمان الدستور للحريات النقابية من خلال الدستور والقانون وإصدار قانون عمل جديد يضمن حقوق العمال، وسرعة إصدار قانون للحد الأدنى والأقصى للأجور وربطهما بارتفاع الأسعار وعودة كل العمال المفصولين وإقالة حكومة الدكتور هشام قنديل. وفى الوقت ذاته، كثفت اللجان الشعبية نشاطها في تأمين مداخل ومخارج ميدان التحرير من خلال ضم عدد من النشطاء الجدد ووضع أسلاك شائكة على جميع مداخل الميدان وتفتيش جميع الوافدين، فيما تم نصب أبراج مراقبة لمتابعة أحداث المليونية، من خلال نصب برج على مدخل طلعت حرب، والآخر في مدخل الميدان من ناحية كوبري قصر النيل. فيما أعلنت المنصة الرئيسية انضمام زعماء الأحزاب والقيادات الثورية مثل الدكتور محمد البرادعى، مؤسس حزب الدستور وعمرو موسى، مؤسس حزب المؤتمر، وحمدين صباحى، مؤسس التيار الشعبي، والمخرج خالد يوسف إلى صفوف المعتصمين للمطالبة بإسقاط الإعلان الدستورى وحل الجمعية التأسيسية. وتوقفت المنصة فى الساعات الأولى من صباح اليوم السبت عن بث الأغانى الوطنية والهتافات الثورية، بعد احتشاد المئات أمامها من المتظاهرين، فى الوقت الذى انخفضت فيه أعداد المتظاهرين، بعد مغادرة الكثير للميدان بعد انتهاء فعاليات المليونية. وانضم إلى صفوف المعتصمين حركة أقباط بلا قيود ورابطة ضحايا الاختطاف والاختفاء القسرى واتحاد شباب ماسبيرو وعدد من الحركات القبطية فى ميدان التحرير، للمطالبة بإسقاط الإعلان الدستورى الذى أصدره الرئيس مؤخرًا. وفى الساعة الواحدة والنصف صباحًا، وصلت مسيرة تضم العشرات من أهالى بولاق أبو العلا، رافعين لافتات مكتوب عليها: "جئنا للمشاركة لحماية الثورة"، مؤكدين تضامنهم مع مطالب المعتصمين. فيما وزعت حركة "الاشتراكيون الثوريون" منشورًا يطالب فيه بإعادة تشكيل الجمعية التأسيسية بما يضمن تمثيل جميع فئات المجتمع مثل العمال والفلاحين والموظفين والمهنيين والنساء والأقباط والنوبيين وأبناء الصعيد والصيادين وغيرهم، وتشكيل حكومة ائتلافية ثورية تقود المرحلة لحين الانتهاء من وضع الدستور وانتخاب مجلس الشعب. وطالبت الحركة بالسير فى خطوات جادة على طريق تحقيق العدالة الاجتماعية من خلال إقرار الحدين الأعلى والأقصى للأجور بما لا يقل عن 1500 جنيه في الشهر وإلغاء سياسات الخصخصة ومصادرة أموال وشركات الفاسدين من رجال مبارك لصالح الشعب. وفى الساعة الثالثة، قامت اللجان الشعبية بحملة مكثفة داخل الميدان، وقاموا بتفتيش الخيام والتعرف على هويتهم، وكذلك التعرف على هوية الباعة الجائلين المتواجدين فى أرجائه، وضبط الحالات المخلة. وفى الساعة الثالثة والربع، شهد مقر الاعتصام حالة من الفزع والذعر بعدما استغاثت اللجان الشعبية بمكبرات الصوت بعدد من المعتصمين، بعد محاولة عدد من البلطجية الذين يحملون الأسلحة البيضاء اقتحام ميدان التحرير من جهة المتحف المصري وقاموا بالاعتداء على اللجان الشعبية. ومع قرب أذان الفجر، استقبل المتظاهرون فى الميدان حمدين صباحى مؤسس التيار الشعبى بالهتافات منها: "ثوار أحرار هنكمل المشوار"، و"وحياة دمك يا شهيد ثورة طالعة من جديد"، و"ثورة ثورة حتى النصر ثورة فى كل شوارع مصر"، وذلك لمشاركة القوى والحركات السياسية اعتصامهم لرفض الإعلان الدستورى، وفور وصول حمدين إلى الميدان توجه إلى مسجد عمر مكرم لأداء صلاة الفجر. وفى الساعة السادسة إلا ربع، قامت اللجان الشعبية بالميدان بإلقاء القبض على أحد اللصوص وبحوذته "لاب توب" و5 موبايلات، قام بسرقتهم من خيام المعتصمين، وأبرحوه ضربًا، واحتجزوه داخل إحدى الخيام لتسليمه إلى قسم قصر النيل. ومع بداية الصباح سادت حالة من الهدوء التام داخل الميدان بعد يوم شاق من الهتافات الصاخبة حيث لجأ بعضهم إلى الخيام انخرط فى النوم، بينما غادر البعض الميدان لارتباطهم بأعمالهم مؤكدين على عودتهم لمواصلة الاعتصام.