احتشاد المئات من المتظاهرين.. انضمام عدد من الحركات الثورية لصفوف المعتصمين.. الأمن يطلق مواد كيميائية.. ازدياد أعداد الخيام احتشد المئات داخل مئات التحرير مساء أمس الاثنين، للاعتراض على قرارات الدكتور محمد مرسى، رئيس الجمهورية، ورفض الإعلان الدستورى المكمل، والمطالبة بحل الجمعية التأسيسية وإعادة تشكيلها بتوافق وطنى، بالإضافة إلى إقالة حكومة قنديل وتطهير وزارة الداخلية، فيما واصلت القوى والحركات الثورية اعتصامها لليوم الرابع على التوالى داخل ميدان التحرير، حيث احتشدت وسط حديقة الميدان وأسفل العقارات المواجهة للمتحف المصري، وبجوار سور مقر الأمانة العامة لجامعة الدول العربية. وشهد ميدان التحرير توافد المئات فى مجموعات متفرقة خرجت من عدة مناطق، واستمر المتظاهرون فى غلق الطرق المؤدية للميدان، وقاموا بوضع الحواجز الحديدية على مدخل شارع قصر النيل، والمتحف المصرى فيما استمرت الهتافات الرافضة للإعلان الدستورى المكمل. واسترجع المتظاهرون فى التحرير هتافات ما قبل التنحى ومنها "الشعب يريد إسقاط النظام" و"عيش حرية عدالة اجتماعية" و"ياحرية فينك فينك مرسى بينا وبينك" و"الشعب يريد إسقاط مرسى" و"إنت فاكر نفسك إيه احنا الثورة يا سعادة البيه"، و"لا فلول ولا إخوان الشرعية فى الميدان" و"مرشد مايحكمش الثورة لازم تمشى". وناشد شباب حزب المصريين الأحرار باقى الحركات والقوى الثورية المعتصمة بالميدان بنزع الأعلام الحزبية من جميع الخيام والمنصات فى ميدان التحرير ووضع أعلام وشارات سوداء حدادًا على استشهاد جابر صلاح "جيكا" عضو حركة 6 إبريل، وإسلام مسعود أحد شباب الإخوان المسلمين. ولاقت هذه المبادرة قبولاً من جميع الأحزاب المعتصمة، كنوع من الوفاء للشهيدين، لافتين أن هذا يعيدهم إلى أجواء ال 18 يومًا الخالدة لثورة 25 يناير، والتى تكاتف فيها جميع المصريين حتى تم خلع نظام الرئيس مبارك. كما رفعت لافتات كبيرة فى جميع أرجاء الميدان كتب عليها: "إسقاط الإعلان الدستورى، الرئيس يدفع الشعب إلى العصيان المدنى، الشعب يريد عزل الرئيس الفاقد للشرعية، استقلالية الجهاز المركزى للمحاسبات=محاربة الفساد وتنمية اقتصادية وعدالة اجتماعية، أعضاء الجهاز المركزى للمحاسبات يطالبون بالتحصين الدستورى لحماية المال العام، الاعتداء على الفخرانى وأبو العز هو تطبيق لقانون حماية الثور ة، إسقاط الإعلان الدستورى من أجل محاكمة قتلة الثوار، نطالب بإسقاط الإعلان الدستورى وندافع عن استقلال القضاء، معتصمون حتى إسقاط الإعلان الدستورى، ميليشيات وكتائب الإخوان لن ترهب الشعب" مطالبنا: هيكلة وزارة الداخلية وإعادة تشكيل التأسيسية وإعادة محاكمة قتلة الثوار"، إسقاط الإعلان الدستورى من أجل شهدائنا وتطهير الداخلية، الشعب يريد من القضاة وقفة شموخ أمام الاستبداد". وفى الوقت ذاته تزايدت أعداد الخيام داخل الميدان، حيث تلاحمت بجوار بعضها البعض وبلغ عددها أكثر من 150 خيمة للعديد من الحركات والقوى الثورية منتشرة فى جميع أرجاء الميدان. وانضم إلى صفوف المعتصمين مساء أمس الاثنين بعض الحركات والقوى الثورية منها: "الحركة المصرية للإصلاح والتنوير، أعضاء الجهاز المركزى، المعلمين، حزب المساواة والتنمية، تحالف الكيان المصرى، اتحاد القوى الصوفية، حزب المحافظين، المتقاعدون العسكريون، تجمع آل البيت الوطنى التحررى "البتول"، حزب حراس الثورة، وحركة بداية، حيث رفع كل منهما الأعلام والشعارات الخاصة بهم أعلى خيامهم. كما توافد إلى الميدان عدد كبير من المتظاهرين الوافدين من المحافظات المختلفة للمشاركة فى المليونية ومساندة المعتصمين داخل الميدان، للمطالبة بإسقاط الإعلان الدستورى وحل الجمعية التأسيسية وإقالة حكومة قنديل. ورصدت "المصريون" قيام بعض المعتصمين بتثبيت جهاز إرسال تليفزيونى "دش" وسط الخيام، وجهاز تليفزيون لمتابعة الأخبار، واستخدام جهاز توليد كهرباء لاستخدامه فى الإضاءة، وعلى الجانب الآخر قام بعض المتظاهرين بسرقة بعض الكابلات الكهربائية من أعمدة الإنارة المتواجدة بجوار الصينية الوسطى بالميدان فى الإضاءة لتشغيل الأجهزة الخاصة بهم، وقام بعض المعتصمين باستخدام أجهزة اللاب توب فى تصفح الأخبار على موقع التواصل الاجتماعى، ومنهم ما يقوم بترديد الأغانى الثورية والوطنية. وفى الوقت ذاته، أقام المعتصمون شاشة كبيرة بجوار الصينية الوسطى، لعرض الأفلام الوثائقية عن أحداث الثورة من قتل الثوار واستخدام القمع من قبل وزارة الداخلية للثوار، وكذلك عرض بعض الأفلام التسجيلية عن الشهيد "جيكا"، بالإضافة إلى بث لبعض المواقع الإخبارية لمعرفة تطورات الأحداث التى تشهدها البلاد. وتواجد بين المعتصمين الدكتور كمال الهلباوى، القيادى السابق بجماعة الإخوان، الذى طالب المتظاهرون بأن تكون تظاهراتهم سلمية وعدم الاشتباك مع قوات الأمن المتواجدة بمحيط الميدان، مطالبًا التوحد داخل الميدان تحت كلمة واحدة. ووجه الهلباوى رسالة إلى الرئيس مرسى، قائلا فيها: "عليك الدقة والتحرى قبل أى قرار تأخذه" كما وجه رسالة لجماعة الإخوان المسلمين: "عليكم إعطاء مؤسسة الرئاسة استقلالها والحزب استقلاله". وفى السياق ذاته، انتشر الباعة الجائلون بكثافة داخل الميدان، كما انتشرت المقاهى الشعبية فى أرجائه، كذلك تواجد ما يقرب من 30 عربة إسعاف فى شارع طلعت حرب، وذلك لإجراء الإسعافات الأولية للمصابين ونقلهم إلى المستشفيات القريبة من الميدان. وطافت مسيرة تضم العشرات من المتظاهرين وبعض الفنانين جابت أرجاء الميدان التحرير مساء أمس الاثنين للمطالبة بإسقاط نظام حكم مرسى، وإسقاط الإعلان الدستورى وحل الجمعية التأسيسية وإعادة تشكيلها. وردد المشاركون هتافات "الشعب يريد إسقاط النظام" و"الشعب يريد محاكمة الرئيس" و"الشعب يرفض قرار الرئيس" و"يابلتاجى قول لبديع دى ثورتنا ومش هتضيع"، "مدنية مدنية مش عاوزينها وهابية"، كما رددوا الأغانى الخاصة بالألتراس والمعادية للأمن والداخلية. وفى الساعات الأولى من صباح اليوم - الثلاثاء، تجددت الاشتباكات مرة أخرى بين قوات الأمن والمتظاهرين فى محيط السفارة الأمريكية، حيث قام المتظاهرون باستفزاز قوات الأمن المكلفة بتأمين السفارة الأمريكية بإلقاء المولوتوف والحجارة على الجنود، مما أدى إلى إطلاق الغازات المسيلة للدموع وطلقات الصوت ناحية المتظاهرين، ومطاردة المتظاهرين داخل شارع عمر مكرم، وسط حالات من الكر والفر، وفى الوقت ذاته أصيب العديد من المتظاهرين بحالات إغماء واختناقات نتيجة كثافة الغازات. كما قامت قوات الأمن المتمركزة فى ميدان سيمون بوليفار، بإطلاق مواد "كيميائية"على المتظاهرين المتواجدين بشارع عمر مكرم، لتفريق المتظاهرين ومطاردتهم حتى ميدان التحرير، مما أدى إلى سقوط العشرات من المصابين بحالات إغماءات واختناقات، لانتشار هذه المادة فى سماء ميدان التحرير، مما تسبب فى رداءة الرؤية فى هذه المناطق بسبب كثافة الدخان. وقام بعض المتظاهرين بإشعال النيران فى الأخشاب وجلب إطارات السيارات وإشعالها بطول الشارع، لعرقلة مصفحات قوات الأمن من التقدم إليهم ومطاردتهم، فيما شهد شارع محمد محمود هدوءًا تامًا، بعد انسحاب قوات الأمن من المدرسة الفرنسية، وخيم على شارع قصر العينى الهدوء الحذر، بعد بناء الجدار الخرسانى أمام المجمع العلمى. ومع قرب أذان الفجر انخفضت أعداد المتظاهرين داخل الميدان، وسادت حالة من الهدوء داخل أجواء الميدان، وانصرف المتظاهرون إلى منازلهم بعد قضاء يوم شاق من الهتافات، وانصرف البعض الآخر إلى خيامهم لأخذ قسط من الراحة للاستعداد لمليونية الثلاثاء.