أكدت مصادر دبلوماسية أن هناك ضغوطا أمريكية متزايدة على النظام المصري لترتيب حوار عراقي عراقي في القاهرة بين ثلاث تشكيلات عراقية أهمها هيئة علماء المسلمين كممثل للطائفة السنية والاتحاد الوطني الكردستاني الذي يحتفظ بمكتب تمثيل له في القاهرة وبعض التنظيمات الشيعية المرتبطة بالمرجع الشيعي الأعلى علي السيستاني وعلى رأسها حزب الدعوة الإسلامي الذي يتزعمه رئيس الوزراء العراقي إبراهيم الجعفري. ولفتت المصادر إلى أن الوفود المشاركة في الحوار سوف تبحث إمكانية القبول بنشر قوات عربية في العراق تحل محل قوات الاحتلال الأمريكية – البريطانية ، في ظل تصاعد الضغوط الشعبية على إدارة الرئيس جورج بوش وحكومة توني بلير لسحب قواتهما من العراق ، خاصة بعد تصاعد المقاومة العراقية التي أسفرت عن سقوط نحو 50 قتيلا في صفوف القوات الأمريكية خلال الأسبوع الماضي فقط . وأفادت المصادر أن القاهرة تمارس ضغوطا مكثفة على الطائفة السنية لحملها على القبول بنشر هذه القوات كما أنها تبذل جهودا مماثلة لتخفيف تحفظات كل من الشيعة والأكراد على نشر قوات عربية أغلبها من السنة ، فالشيعة يخشون من أن تمثل تلك القوات عنصر دعم لسنة العراق في المعادلة الطائفية والعرقية التي تحكم العراق ، بينما يتحسب الأكراد من أن وجود تلك القوات يعيد الحديث عن هوية العراق العربية مرة أخرى إلى دائرة الاهتمام. وأوضحت المصادر أن وزارة الخارجية المصرية وجهة سيادية أخرى تجري مفاوضات مكثفة مع مثنى حارث الضاري المتحدث باسم هيئة علماء المسلمين المتواجد حاليا في القاهرة وممثل الاتحاد الوطني الكردستاني حازم اليوسفي لتقريب وجهات النظر بين الطرفين للقبول بنشر هذه القوات . واعتبر المراقبون أن هدف القاهرة من وراء إجراء هذا الحوار هو خطب ود واشنطن التي ما عادت تتحمل الخسائر الفادحة التي تصاب بها قواتها يوميا وتبحث عن وسيلة لإنقاذ ماء وجهها من المأزق العراقي ولن تجد أفضل من قوات عربية تحل محل قوات الاحتلال ، مشيرين إلى أن ذلك يأتي كجزء من صفقة أبرمها النظام مع واشنطن لتخفيف ضغوطها الخاصة فيما يخص الإصلاح . وربط المراقبون بين ذلك الحوار وبين القمة العربية الطارئة التي دعا الرئيس مبارك لعقدها في شرم الشيخ ، التي كان من المقرر عقدها الأربعاء الماضي لكنها تأجلت بسبب وفاة العاهل السعودي الملك فهد بن عبد العزيز ، حيث كان من المنتظر أن تستغل القاهرة عقد القمة للضغط على الدول العربية للموافقة على إرسال قوة عربية للعراق ، باعتبار أن ذلك بات يشكل مصلحة ملحة للأنظمة العربية ، إذ أن العراق أصبح بؤرة جذب لجميع العناصر التي تريد مقاتلة الأمريكيين ، خاصة من المتعاطفين مع تنظيم القاعدة ، وهذه العناصر قد تعود لمقاتلة أنظمتها بعد الفراغ من القتال بالعراق .