لا أعتبر ما يحدث الآن "أزمة".. ما يقدمها على هذا النحو هو الإعلام الفلولى المصدوم من إقالة النائب العام، فالملفات المسكوت عنها، ومن بينها ملفات ملاك قنوات مبارك، ستفتح، والأراضى التى وزعت ك"رشاوى" على بعض الإعلاميين العاملين بها، سيستردها الشعب، من خلال النائب العام الجديد. الشارع ليس منقسمًا، والكلام عن أن مصر منقسمة بين "الوطن" وبين "الرئيس".. كلام "دجل".. ولكن النخبة التى تكره وجود مرسى أصلاً فى الحكم هى التى تسوق لمثل هذا التصور عبر ذات الفضائيات التى خدمت فى بيوت مبارك قبل الثورة، ورتعت فى جنات شفيق من بعده، وتتربص للانقضاض على الرئيس المنتخب هذه الأيام. اليسار الناصرى المتطرف، هو رأس الأفعى الحقيقي، فيما تواترت المواقف، الدالة على تورط قياداته ورموزه، فى التحضير والترتيب مع الفلول ومع قضاة مبارك، ومع المتهمين فى موقعة الجمل، للانقلاب على الشرعية. لم أستبعد تورط اليسار فى الحرائق التى نشبت فى بعض مقار الإخوان وفى مقر الجزيرة مباشر، وحرق المدارس فى شارع محمد محمود وفى قتل الشابين الصغيرين "جيكا" و"إسلام". اليسار المصرى لا يؤمن إلا ب"العنف الثوري" كأداة للتغيير ولمواجهة "النظام الخصم".. وهو الذى حرض على قتل الرئيس الراحل أنور السادات، بوصفه "عميلاً".. وهو الذى أحرق القاهرة فى أحداث 17و18 يناير، وتحتفظ أضابير النيابة العامة، بنصوص التحقيقات مع قيادات ناصرية ويسارية بارزة تولت فى عهد مبارك ولا زالت حتى الآن رئاسة تحرير صحف رسمية تنفق عليها الدولة من أموال المواطنين.. قبض عليها آنذاك وهى تحمل "جراكن البنزين" فى ميدان التحرير. اليسار المصرى والناصرى منه تحديدًا، يؤسس هذه الأيام لتحالف واسع يجمع الفلول والمتهمين بالاستيلاء على أراضى الدولة، وبقتل المتظاهرين، وصحفيى صفوت الشريف، ومؤيدى الجنرال الهارب أحمد شفيق.. وقضاة ناصريين فى المحكمة الدستورية.. لإشاعة الفوضى والعنف السياسى والمجتمع تمهيدًا لعودة الجيش إلى الحكم بعد أن استبعده الرئيس المدنى المنتخب. أطراف المؤامرة باتوا معروفين بالاسم.. والانقلاب الذى رتبوا له، لم يعد سرًا، لقد نقل بعض من حضروا "اللقاءات السرية" للانقلابيين تفاصيل هذا العمل الرخيص والخسيس، ولقد ثبت فى يقيننا، أن قرارات الرئيس الأخيرة كانت ملحة وضرورية وأصابت هدفها بدقة مدهشة. هذا الهوس والفزع على فضائيات مبارك وفى صحف أحمد شفيق، يعكس حجم الصدمة التى أصابت اللصوص المرتعشين الآن من هذه التغيرات الكبيرة والجسورة.. إذ بات حيتان الأموال المنهوبة.. أقرب إلى السجن من شراك نعالهم.. فالإعلان الدستورى لا يهمهم فى شىء، حتى لو ورد فيه نص يقول صراحة إن "مرسى هو ربكم الأعلى".. ما يفزعهم حقًا، ليس تحصين قرارات الرئيس، والتأسيسية والشورى.. ما يفزعهم ويروعهم ويقض مضاجعهم.. وما أصابهم بالإسهال.. هو قرار الرئيس بإقالة حبيبهم وحاميهم وحارسهم النائب العام السابق عبد المجيد محمود.. إذ بإقالته سيشرف اللصوص المتشحون بوشاح الثورة حاليًا فى السجون قريبًا. [email protected]