شهد ميدان التحرير صباح اليوم الأحد تواصل الاعتصام الخاص بعدد من القوى المدنية اعتراضًا على قرارات الرئيس الأخيرة الخاصة بإقالة النائب العام الحالى وتعيين آخر وإصدار إعلان دستورى مؤقت، وطالبت القوى المدنية المعتصمة بالتحرير بضرورة إلغاء الإعلان الذى أصدره الرئيس، فيما غادر عدد كبير من أنصار التيار المدنى الخيام الخاصة بهم بعد وصول قنابل الغازات إلى ميدان التحرير وسقوطها داخل الخيام بوسط الميدان، يأتى هذا فى الوقت الذى تستمر فيه الاشتباكات بين قوات الأمن والمتظاهرين بمحمد محمود إلا أنها تحولت اليوم لميدان سيمون بوليفار القريب من السفارة الأمريكية، ورصدت "المصريون" تقدم طلاب المدارس الذين تتراوح أعمارهم من 13 إلى 16 سنة فى الصفوف الأولى للاشتباكات مع قوات الأمن المركزى بشارع عمر مكرم وقيامهم برشق قوات الأمن بالحجارة والمولوتوف، بالإضافة إلى الإشارات والألفاظ البذيئة التى يستخدمونها لاستفزاز الأمن الذى شن هجومًا عليهم باستخدام الحجارة وقنابل الغاز المسيل للدموع. فيما تحولت الاشتباكات إلى ميدان سيمون بوليفار القريب من السفارة الأمريكية بين قوات أمن السفارة والمتظاهرين نتيجة محاولتهم اقتحام السفارة وتكسير بعض المحال والشركات المتواجدة فى محيط السفارة، مما دفع قوات الأمن إلى إطلاق بعض طلقات الصوت فى الهواء وقنابل الغاز المسيل للدموع، وشهد الميدان حالة من الكر والفر وحرب شوارع. كما اضطرت السفارة الأمريكية ومجمع التحرير إلى وقف عملها، وكان المجمع العلمى قد بدأ استقبال المواطنين بشكل طبيعى اليوم إلا أنه مع زيادة إطلاق القنابل والغازات المسيلة للدموع اضطر المجمع لصرف المواطنين وإعطاء إجازة يومًا واحدًا لغالبية الموظفين، كما تم إغلاق أبواب المجمع العلمى، فيما قامت السفارة الأمريكية بعمل تعزيزات أمنية بمحيطها بالاستعانة برجال الشرطة المصرية، كما أغلقت أبوابها واضطرت لتعليق العمل خشية حدوث أية اشتباكات أو اقتحام لها، يأتى هذا فى الوقت الذى تستمر فيه الاشتباكات بالقرب من ميدان سيمون بوليفار وشارع محمد محمود كما قام المتظاهرون بإحراق إحدى العمارات المقابلة للجامعة الأمريكية. وتمكنت قوات الأمن من إلقاء القبض على ثلاثة من المتظاهرين، وقام بعض المتظاهرين بمحاولة إيقاف الاشتباكات والدخول إلى قوات الأمن لعمل هدنة مقابل ترك من ألقوا القبض عليهم إلا أن البعض قام برشقهم بالحجارة، مما أدى إلى اندلاع الاشتباكات مرة أخرى، وألقت أيضًا القوات القبض على مصور من جريدة المصرى اليوم أثناء أداء عمله بتصوير الاشتباكات التى اندلعت بشارع عمر مكرم بين قوات الأمن المركزى ومتظاهرى التحرير، وقام ضابط أمن بأخذ كاميراته واستولى على كروت الذاكرة التى عليها صور الاشتباكات وحذره من الاقتراب وتصوير قوات الأمن وقام بتركه ولم يتخذ ضده أى إجراء أو التحفظ عليه. فيما أكد مصدر أمنى مطلع أن مديرية الأمن اقترحت مساء أمس على الحكومة إمكانية عمل جدار عازل فى شارع قصر العينى بفصل الشارع عن ميدان التحرير وذلك لحماية مجلس الوزراء والشعب والشورى، وأضاف المصدر ل"المصريون" أن المديرية تقدمت بمذكرة للحكومة قالت فيها "إننا نقترح تحصين المنشآت العامة والهامة بالقرب من ميدان التحرير من خلال عمل جدار عازل"، وأوضح المصدر أن قرار الحكومة سيخرج خلال ساعات بعد النظر فيه ودراسته.