صبية يحملون أسطوانات الغاز ويلقونها فوق المدرسة الفرنسية والجامعة الأمريكية ويحرقون مقر قناة الجزيرة مباشر ويسحلون ضابط شرطة برتبة عميد.. قطعًا ليسوا ثوارًا بل بلطجية أُجراء لإحداث فوضى تحقق الرغبات الشيطانية التي حدت بأحد الطامحين أن يطالب مرسي بالتنحي لصالح الجنرال الهارب من الإجراءات القضائية. يتحمل الرئيس محمد مرسي جزءًا كبيرًا مما يحصل في شارع محمد محمود والمنطقة المحيطة بقراره الإفراج عن 375 من المتسببين في الأحداث السابقة بشارع محمد محمود وحريق المجمع العلمي. ها هم عادوا الكرة فحرقوا مبنى الجزيرة وحاولوا بإصرار غريب اقتحام مقر وزارة الداخلية. كيف تبدأ عهدك بالإفراج عن مجرمين تستغلهم القوى المتحفزة للإطاحة بك؟!.. ما حدث خلال الأيام الماضية ضرب البورصة في مقتل، وأعاد الهلع إلى الشارع لأن البلطجية اطمأنوا إلى القفاز الحريري لرجال الأمن ولرئيس الدولة وحكومته. التحريض ضد الرئيس المنتخب أصبح هدفه على المكشوف وهو دعوته للاستقالة. عضو في البرلمان المنحل طالب مرسي بإجراء استفتاء عليه تكون نتيجته إما أن يبقى أو يرحل.. أليست هرطقة سياسية أن يطلب من رئيس جاء لمنصبه بالانتخاب العودة إلى الشعب كلما اشتدت عليه المعارضة ليسألهم.. هل أستمر أم أرحل؟! ما شاهدناه في محمد محمود ليست مظاهرات وما نشاهده من رد فعل الحكومة لا يعبر عن الديمقراطية ومناخ الحريات وإنما عن مرتعشين يرون البلاد تحترق فيكتفون بمصمصة الشفاه أو طلب النجدة من القوى السياسية المخاصمة أصلًا للاستقرار. القوى السياسية بدورها شامتة في الرئيس وترى في الفوضى وسيلتها للانقضاض عليه. أما الرئيس فلا يزال يطالب قوات الأمن بضبط النفس رغم العنف الواقع عليها والذي تجلت أبشع صوره في سحل عميد الشرطة الذي كان يشرف على إطفاء حريق قناة الجزيرة مباشر، وهي الصورة التي نشرتها "المصريون" أول أمس. السياسة الخارجية لمرسي تحقق انتصارًا في غزة لأنها تدار بشكل جيد، أما السياسة الداخلية فيمكنها أن تكون موازية في النجاح ولكنها محاصرة بالهوس السياسي الذي يديره نشطاء ومعارضون وإعلاميون لا نثق في نزاهتهم. مرسي لديه الشرعية الانتخابية التي اعترف بها العالم كله لكنه لا يستغلها داخليًا في مواجهة من يحاربونها ويدعونه إلى التنحي لشفيق عدد من المحيطين برئيس الجمهورية يورطونه ويفتحون له أبواب السقوط بنصيحتهم له بالهشاشة والليونة وضبط النفس، وأظنهم غير مخلصين وبعضهم مرتبط بمؤسسات الفلول ويأكل منها عيشه. هؤلاء وراء الإفراج عن بلطجية محمد محمود وقصر العيني الذين كانت تجرى محاكمتهم، ووراء ترك الحابل على النابل هذه الأيام. أخطر ما يهدد حكم مرسي نجاح المحرضين في تحقيق الاشتباك بين الجيش والشرطة وجعل هاتين المؤسستين الأمنيتين الضامنتين لوجود الدولة تدخلان في حرب، وقد بدت معالم ذلك قبل أيام في مدينة نصر وتبدو حاليًا في مدينة الإسكندرية في قسم شرطة المنتزه باحتجازه ضابطًا في قوات البحرية بسبب تشاجره مع ضابط مباحث مما أدى بالشرطة العسكرية إلى محاصرة القسم، والله أعلم ما سيؤدي إليه هذا التسخين. [email protected]