أكد الشيخ على طه مفتش أول الدعوة الإسلامية بوزارة الأوقاف وعضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، أن أعمال العنف الدائرة الآن بشارع محمد محمود وشارع الشيخ ريحان وشارع الفلكي وجميع الشوارع المحيطة بوزارة الداخلية والتي تشمل أعمال عنف وتخريب تحت زعم إحياء الذكرى الأولى لأحداث محمد محمود، إنما تخرج عن حدود الشريعة والقانون. وأضاف الشيخ علي طه أن الإسلام حريص على حرية الرأي والتعبير بشرط ألا تنتهك حرمات الآخرين ولا تتسبب في أذى الآخرين وما يحدث الآن من أعمال عنف وقذف بالحجارة واعتداء على الأبرياء والجنود الذين يؤدون الخدمة الوطنية بدون أي ذنب إنما يتعارض تمامًا مع الحرية وعن أي مطالب مشروعة ويعد انتهاكًا صارخًا لحدود الله التي أمر الله بها أن تحتفظ. وأضاف طه، أن هذه الأعمال يترتب عليها دائمًا العديد من الجرائم مثل جرائم الاعتداء على حرمات المسلمين في نفوسهم وأعراضهم وأموالهم، فضلاً عما تسببه الأعمال التخريبية من الإخلال بالأمن العام في البلاد، ونشوء حالة من الفوضى والاضطراب، وإخافة المسلمين على أنفسهم وممتلكاتهم، والله سبحانه وتعالى قد حفظ للناس أديانهم وأبدانهم وأرواحهم وأعراضهم وعقولهم وأموالهم بما شرعه من الحدود والعقوبات التي تحقق الأمن العام والخاص، حيث قال سبحانه وتعالى: { مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ كَتَبْنَا عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ مَنْ قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا } ( المائدة 32 ) . وقوله سبحانه :{ إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا أَنْ يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ مِنْ خِلَافٍ أَوْ يُنْفَوْا مِنَ الْأَرْضِ ذَلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ } (المائدة 33 ). وأضاف الشيخ علي طه، أن للطرق حدود وللشوارع محارم لا ينبغي انتهاكها أو تعديها لأنها تعد من الإفساد في الأرض الذي نهى الله عنه حيث قال تعالى: { وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللَّهَ عَلَى مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِي الْأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الْفَسَادَ } (البقرة 204،205). وقال تعالى : { وَلا تُفْسِدُوا فِي الأَرْضِ بَعْدَ إِصْلاحِهَا } ( 56 ) ، قال ابن كثير في تفسير هذه الآية : ينهى تعالى عن الإفساد في الأرض وما أضره بعد الإصلاح، فإنه إذا كانت الأمور تسير على السداد ثم وقع الإفساد بعد ذلك كان أضر ما يكون على العباد؛ فنهى تعالى عن ذلك. وقال القرطبي: نهى سبحانه وتعالى عن كل فساد قل أو كثر بعد صلاح قل أو كثر، فهو على العموم على الصحيح من الأقوال.