دعت الجماعة الإسلامية وحزبها إلى ضرورة نُصرة الشريعة الإسلامية صياغةً وواقعاً حيًا ومؤثراً داخل الدستورالمصرى وفى حياة المصريين، وشاركها فى ذلك عددٌ من الأحزاب ذات المرجعية الإسلامية كحزب الأصالة وحزب العمل الجديد وكذلك حزب الشعب المعبرُ عن الجبهة السلفية وعددٌ من العلماء وطلبة الشريعة الإسلامية بالأزهر وغيرهم؛ وتم الاتفاق من خلال مؤتمر صحفى عُقد فى مقرحزب البناء والتنمية بالمهندسين على تأجيل مليونية الشريعة 2 نوفمبر، والتى طالب بها عددٌ من الشباب المُخلص إلى يوم 9 نوفمبرلتكوين أكبرتجمع ممكن من مكونات الحركة الإسلامية أشخاصاً وأحزاباً وجماعات؛ ولإعطاء الفرصة كذلك لعددٍ من رءوس العمل الإسلامى المنشغلون بأداء فريضة الحج للمشاركة والمساهمة المفيدة والواجبة منهم.. والحقيقة التى لا ريب فيها أن الإعلام المصرى بنوعيه الخاص والمملوك للدولة لم يهتم بالداعين إلى تلك المليونية بالقدرالكافى على اعتبار أنهم ليسوا من الإخوان المسلمين المعروفين جيداً كالعهد بهم!! بدقة التنظيم وبراعته، وليسوا كذلك من المنتمين إلى حزب النور المُعبر عن الدعوة السلفية، ومن ورائها من أعدادٍ كبيرة حاشدة. وراهن الإعلام كثيراً على فشل تلك المليونية لسببين.. أولا: لعلمه بتنظيمها والإعداد لها بعيداًعن حظيرة الإخوان والسلفيين؛ ثانيا: لما تحمله نفوسهم من عدم حبٍ وإيمانٍ بقضية الشريعة الإسلامية ووجوب تحكيمها فى كل مناحى الحياة. وجاءت جمعة التاسع من نوفمبر لتكشف عن أعدادٍ طيبة جاءت من محافظات مصر شمالاً وجنوباً، مُنفعلين بقضيتهم الكبيرة مُبدين انزعاجهم لارتفاع صوت الأقلية العلمانية التى لا تخجلُ من الاستهزاء بشريعة رب العالمين وكيف وصل بهم الحال إلى تهديد الغالبية التى تنتمى إلى الحركة الإسلامية داخل الجمعية التأسيسية، إن هم أقبلواعلى إدراج أى نصٍ يعززُ من موقف الشريعة فى الدستور المصرى بأن ينسحبواعلى الفور، مستفيدين بذلك مما تحت أيديهم من قنوات وصحف كاذبة حاذقةً فى الاحتيال والتلون يهرعون إليها بعد انتهاء جلساتهم ليُزايدوا على من خلفهم فى التأسيسية!! مستفيدين من المرونة التى يتعاملُ بها الإسلاميون داخل الجمعية التأسيسية والتى لا تزيدُ أحدهم إلا صلفاً وكبراً، وهو يضع إحدى قدميه فوق الأخرى أثناء حديثه عن وضع الشريعة فى الدستور!! وكانت مكاسب جمعة الشريعة عظيمةٌ وجمة امتلأ الميدان عن آخره واستمعت الحشود الغفيرة إلى خطبة الجمعة من فضيلة الشيخ محمد الصغير على المنصة الرئيسية التى أقامتها الجماعة الإسلامية.. وعاد الميدان أدراجه إلى بهجته وروعته بعيداً عن الأجساد العارية والوجوه الكالحة!! والجمل البذيئة التى لا تخرجُ إلا من حثالة البشر.. تحققت المليونية وأثبت المحبون لشريعة ربهم أنهم الأغلبية والكثرة فى هذه البلاد الطيبة، وشاء الله سبحانه أن يمنحنا عدداً من الدروس النافعة فى هذه الجمعة العظيمة التى خلُصت إليها كلمات المحاضرين من العلماء والقادة من أمثال شيخ المجاهدين حافظ سلامة حفظه الله ورعاه، والأصيلُ بن الأصيل حازم أبوإسماعيل وغيرهم.. أولها: أن نُصرة الدين والشريعة لن تتوقف على مهارة فصيل ما فى التنظيم والإدارة أوعلى قدرة آخر فى جمع أعدادٍ غفيرة إن هو أحب وأراد!! وأن الإرادة القوية والعزيمة الشديدة مع قدرٍ من الإخلاص والتنسيق يصنع نجاحاً باهراً كما حدث فى جمعة الشريعة.. وأن مرونة الداعين إلى مليونية الشريعة وتفهمهم مقدارالحرج الواقع على إخوانهم فى الجمعية التأسيسية دفعهم إلى عدم تحميلهم فوق ما يطيقون من أجل تفويت الفرصة على المتربصين بهم فى التأسيسية، وكأن الله كافأ الداعين إلى تلك الجمعة فألقى فى روعهم "ألا تخافوا ولا تحزنوا ولا تتأثروا مخافة قلة العدد فالدعوة شأنكم والنجاح والتوفيق لا شأن لكم به"، ولقد كنا نكبرُ فى الميدان كأننا فى عرفات الله، فلله الحمد والمنة.. ثانيها: أعاد أبناء الحركة الإسلامية تصويب الثورة مجدداً بالمطالبة بإقالة النائب العام المسئول الأول عن ضياع أدلة الاتهام والثبوت فى أحداث قتل المتظاهرين وعن تحصين رجال مبارك الفاسدين من المساءلة والعقوبة، كما طالبوا بإقالة رئيس نادى القضاة الذى لا يكف عن أحاديثه المستفزة ومؤتمراته التى يحظى فيها بمصاحبة أعداء الثورة وكارهى الحرية التى حازها المصريون!! وقد نادى المهندس عاصم عبدالماجد عضو مجلس شورى الجماعة الإسلامية فوق منصة المليونية بتأسيس رابطة الدفاع عن الشريعة لمقاضاة ومحاسبة كل من تسول له نفسه المساس بالشريعة كائناً من كان!! وعمل التنسيق فيما بين عناصر الرابطة ليكونوا تكتلاً من أجل خوض الانتخابات القادمة. [email protected] أمين حزب البناء والتنمية بالبحيرة أرسل مقالك للنشر هنا وتجنب ما يجرح المشاعر والمقدسات والآداب العامة [email protected]