توترت الأجواء بين جماعة الإخوان المسلمين والسلفيين فى الجمعية التأسيسية للدستور وتبادل الطرفان التراشق عبر وسائل الإعلام على خلفية الجدل بشأن المادة الثانية للدستور، حيث أكد السلفيون أن الإخوان تخلوا عن تطبيق الشريعة لإدراك مصالح سياسية لهم.. وجاء على لسان المهندس عبدالمنعم الشحات المتحدث باسم الدعوة السلفية انتقاده للإخوان على موقفهم، مما سماه عدم نُصرة التيار الإسلامى فى مطالبته بتطبيق الشريعة الإسلامية، وقال على الإخوان نُصرة الشريعة وأن تعلم أن الله سيسألها عن ذلك.. وفى سياق متصل قال الدكتور يونس مخيون عضو حزب النور والجمعية التأسيسية للدستور إن هناك اتفاقاً بين الدعوة السلفية وأعضاء مكتب الإرشاد فى حضور خيرت الشاطر نائب المرشد ومحمود غزلان المتحدث باسم جماعة الإخوان على نص الشريعة الإسلامية مصدر التشريع ولكن الإخوان خالفوا الاتفاق وطالبوا بعدم تغيير المادة الثانية. فى الوقت نفسه، انتقد مكتب إرشاد جماعة الإخوان المسلمين هجوم السلفيين والمزايدة عليهم واتهامهم لهم بأنهم تخلوا عن تطبيق الشريعة الإسلامية من أجل تحقيق مصالحهم كما جاء على لسان الدكتور مصطفى الغنيمى عضو مكتب الإرشاد والدكتور فريد إسماعيل عضو المكتب التنفيذى للحرية والعدالة وعضو التأسيسية. أدركتُ وأنا أُتابع ما يحدثُ بين الفريقين افتقاد التأسيسية إلى وجود الجماعة الإسلامية بصفتها رمانة الميزان بين الإخوان وبين السلفيين، هذا بالإضافة إلى عدد من المواقف التى صدرت عن الجماعة الإسلامية وحزبها البناءُ والتنمية وأهمها التنازل عن مقعديها فى الجمعية التأسيسية للدستور لتفويت الفرصة على المجلس العسكرى المتربصُ بالتأسيسية، مؤثرة بذلك المصالح العليا للإسلام والوطن مُضحين بوجاهة تواجدهم، وما يذكره التاريخ لهم ولقادتهم بالمشاركة فى كتابة الدستور رغم كونهم جزءا مهما وفاعلا فى صناعة تاريخ مصر المعاصر على مدار ثلاثة عقود متتالية، فى الوقت الذى انكفأت فيه غالبية التيارات السلفية على نفسها وانزوت داخل مساجدها وزواياها تخاصمُ الحياة العامة للمصريين وتحشدُ أبناءها وتُعبئهم وتقيم المعارك بهم من أجل مسائل فرعية لا تُقدم ولا تُؤخر فى حياة الشعب المصرى المسكين، واقرأ مثلا "القول البتة فى الكرافتة"، و"ألف سيخ وسيخ فى عين من أحل الفسيخ"، و"قضية زكاة الفطر"، وهى من أهم المعارك المحورية التى تخوضها تيارات الدعوة السلفية كل عام، وهل الأولى إخراج زكاة الفطر عينية أم يتمُ إخراجها نقداً؟! كنت أتمنى عليهما معاً عدم السماح بخروج ممثلى الجماعة الإسلامية فى التأسيسية واستبدالهما بعضوين من أعضائهم الكُثر وفقط!! وذلك للاستفادة من الحضور الإعلامى لقادة الجماعة الإسلامية وتقوية الفريق المدافع عن الشريعة، لاسيما أن للجماعة الإسلامية تجربة قوية كان من السهل الاستفادة منها فى كواليس كتابة الدستور حينما شرعت فى تأسيس حزبها البناء والتنمية وفوجئتْ برفض لجنة شئون الأحزاب بدعوى أن الحزب قائمٌ على أساس دينى لأنها طالبت فى برنامجها بتهيئة المجتمع لتطبيق الشريعة الإسلامية ووضع البرامج التربوية والثقافية التى تُسهم فى تعريف المجتمع بحقيقة أحكام الشريعة وسماحتها، فقرر مؤسسو الحزب أن يخوضوا معركة الدفاع عن الحزب لأنها فى الحقيقة معركةً فى الدفاع عن الشريعة الإسلامية، ومن ثم رفضوا حذف أى حرفٍ من برنامج الحزب!! وقد جاء حكم محكمة الإدارية العليا ليثمن ما جاء فى برنامج الحزب من مطالبته تهيئة المجتمع المصرى لتطبيق الشريعة الإسلامية. لذلك كله كنت أرجو من ممثلى الإخوان والسلفية المتواجدين فى الجمعية التأسيسية عدم السماح بخروج ممثلى الجماعة تقديراً لمواقفهم التى جمعت بين الفهم الصحيح للواقع المحيط بهم مع الحفاظ على المنهج، هذا بالإضافة إلى تنويع وتكثيف قوى الضغط لمواجهة القوى العلمانية والليبرالية الرافضة للشريعة الإسلامية أحكاماً ومبادئ.. وودوا لو يفعلون!! [email protected] أمين حزب البناء والتنمية بالبحيرة أرسل مقالك للنشر هنا وتجنب ما يجرح المشاعر والمقدسات والآداب العامة [email protected]