عقد اللواء حبيب العادلي وزير الداخلية اجتماعا مهما مع اللجنة التي شكلها بالوزارة للتعامل مع الانتخابات الرئاسية ، والتي تضم قادة القطاعات الرئيسية الحساسة في الوزارة ، حيث أفادت مصادر مطلعة بأن الاجتماع تناول كيفية تحرك أجهزة الوزارة بشكل طارئ يوم السابع من سبتمبر حسب سير العملية الانتخابية وتطورات عملية التصويت . وأوضحت المصادر أن الوزير شدد خلال الاجتماع علي أهمية الحفاظ على سرية الخطة ومراحل تنفيذها , والتي لم يكشف عنها في اللقاء ، وقال إن تسربها قبيل أو بعد الانتخابات سيعرض النظام السياسي للإحراج . وشن العادلي هجوما ً شديدا علي مرشح حزب الغد الدكتور أيمن نور ، ووصفه بأنه صنيعة قوي أجنبية وقال بأن مصر أمانة بين أيدي الرئيس مبارك ورجال الحزب الوطني الحاكم المخلصين ، علي حد قوله . عقب اللقاء تلقي مسئولون بالوزارات ورؤساء المؤسسات والشركات والبنوك والمرافق والأعضاء بالبرلمان بمجلسيه والوحدات والمجالس المحلية نصائح غير مباشرة وصلت في بعض الأحوال إلى حد التعليمات المباشرة من أجهزة أمنية ولجنة السياسات بالحزب الوطني بضرورة العمل بكل سبيل ممكنة علي حشد مشاركة شاملة لنحو 8 مليون موظف وعامل حكومي في الانتخابات للتصويت للرئيس مبارك ومنحهم أجر مضاعف وتوصيلهم لمقار اللجان . ولفتت المصادر إلى أن وزارة الداخلية تركز في هذه الأيام نشاطاتها من أجل حث المواطنين علي التصويت في القرى والأرياف عموما علي مستوي مصر وذلك لخشيتها من مقاطعة الناس لتلك الانتخابات . ففي خلال الأيام القليلة الماضية تم صدور تعليمات من رؤساء المباحث في نقاط ومراكز الشرطة علي مستوي مصر إلي مشايخ البلد وعمدها لتحذير المواطنين بأنهم سيتعرضون لغرامات مالية تصل إلي مائة جنيه إذا ما تخلفوا عن المشاركة في الانتخابات وحثهم علي المشاركة فيها والذهاب صبيحة 7 سبتمبر إلي مراكز الاقتراع . وأكد أكثر من عمده وشيخ بلد من محافظات وقري مختلفة لمراسل " المصريون " أن رجال الشرطة أكتفوا بالقول لهم " أنتم تعرفون من الأصلح من بين المرشحين قولوا للناس انتخبوه " ، ولم يصدروا إليهم تعليمات مباشرة بانتخاب الرئيس مبارك علي عكس ما هو متوقع . وفي السياق ذاته ، أشارت المصادر إلى أن لجنة السياسات أعدت ميليشيات في 15 موقع رئيسي بالقاهرة الكبرى وذلك لمواجهة أية تحركات للمعارضة تستهدف التشويش علي ما أسماه مبارك الابن ب"عرس الديمقراطية" , بحيث تدور المواجهات ما بين المواطنين ويظل الأمن بعيدا لكن عليه التدخل لتسوية الأمر إذا ما وصل للعنف . من ناحية أخرى ، بدأت منظمات حقوق الإنسان ومراكز محلية وعالمية معنية بمراقبة الانتخابات تحركاتها لضبط وقائع أي تزوير قد تشهدها الانتخابات ، بعد أن سمحت السلطة لمنظمات أجنبية أمريكية وأوربية بأن تعمل علي مراقبة العملية الانتخابية . من جانبه ، أصدر أنس الفقي وزير الإعلام تعليمات لقادة القطاعات الرئيسية في مبني الإذاعة والتليفزيون بحشد 25 ألف موظف في تظاهرة حب لمبارك تتوجه صبيحة 7 سبتمبر إلي مقار لجان بوسط البلد من أجل البيعة الكبرى للرئيس مبارك من قبل العاملين في وزارة الإعلام , وبالفعل بدأ رؤساء القطاعات التلويح للموظفين بوزارة الأعلام بما أصطلح علي تسميته بالعصا والجزرة.