دعا الرئيس الامريكي باراك أوباما قادة الكونجرس إلى البيت الأبيض الأسبوع القادم لبحث سبل حل مشاكل الاقتصاد الأمريكي. وشدد أوباما في بيانه اليوم عن وضع الاقتصاد الأمريكي على أن خلق الوظائف والنمو هما الأولوية لخطة التي طرحها خلال حملته الانتخابية، مشيرا إلى أنه منفتح لقبول أية مقترحات إيجابية بشأنها، ولكنه لن يقبل أي مقاربات غير متوازنة بشأن عدم زيادة الضرائب على أغنى الأغنياء الأمريكيين وتقليل الضرائب على الطبقة المتوسطة. ولفت إلى أن خطته تستهدف تخفيض العجز بمبلغ 4 تريليون دولار على مدى 4 سنوات مع ضمان استمرار الاستثمارات على التعليم والبنية الاساسية وغيرهما من الدعامات الأساسية لاقتصاد قوي. وقال الرئيس الأمريكي في بيانه الذى ألقاه من القاعة الشرقية بالبيت الابيض إن الشعب الأمريكي قد صوت في الانتخابات الرئاسية من أجل العمل وليس السياسة..وشدد على ضرورة التركيز على توفير الوظائف للمواطنين الأمريكيين والفرص للشركات الصغيرة. وقال إنه بهذه الروح دعا قادة الحزبين الديمقراطي والجمهوري إلى البيت الابيض الاسبوع القادم للبدء في بناء إجماع حول التحديات التي يمكن أن يقوموا بحلها سويا..مضيفا أنه يعتزم أن يشرك قادة الأعمال والمجتمع المدني من جميع انحاء البلاد إلى واشنطن للحصول على افكارهم. وأوضح أنه في الوقت الذى لا يزال فيه الاقتصاد الأمريكي يتعافى من الركود الاقتصادي، فإن الأولوية الأولى للبلاد يجب أن تكون الوظائف والنمو، مشيرا إلى أنهما جوهر الخطة التي تحدث عنها خلال حملته الانتخابية. وأشار إلى أن خطته "تكافئ أصحاب الأعمال الصغيرة الذين يوفرون الوظائف داخل الولاياتالمتحدة وليس خارجها.. مشيرا إلى أن ذلك يعطي الأمريكيين الفرصة للحصول على التعليم والتدريب اللذين يبحث عنهما أصحاب الأعمال الآن".. وقال "هذه خطة للتأكد من أن البلاد قائدة عالمية في مجالات البحوث والتكنولوجيا والطاقة النظيفة التي تجلب الشركات الجديدة إلى أمريكا". وأضاف أن هذه خطة "لإعادة الأمريكيين إلى وظائفهم بما فيهم قدماء المحاربين وبناء الطرق والجسور والبنية والتحتية".مضيفا أنها خطة "لتخفيض العجز بطريقة متوازنة ومسئولة". وقال الرئيس الامريكي باراك أوباما إن عمل الولاياتالمتحدة اليوم أصبح ملحا لأن أمريكا ستواجه في نهاية هذا العام سلسلة من المهل الزمنية بشأن كيفية تخفيض العجز لاتخاذ قرارات سيكون لها تأثير كبير على الاقتصاد والطبقة المتوسطة الآن وفي المستقبل. وأوضح أنه عمل من قبل مع الديمقراطيين والجمهوريين لتخفيض تريليون دولار من الانفاق، وقال إنه يعتزم العمل مع الحزبين لعمل المزيد، بما في ذلك الاصلاحات في مجال الرعاية الصحية لتقوية برامج مثل "ميديكير". وشدد على أن الولاياتالمتحدة لا يمكن أن تقفز إلى الازدهار من خلال طرق مختصرة، مشيرا إلى ضرورة أن تكون هناك تخفيضات في الانفاق مع زيادة في العوائد.. وقال: "ولذلك سنطلب من الأثرياء من الأمريكيين أن يدفعوا المزيد من الضرائب". ونوه بأن أمريكا فعلت ذلك في التسعينيات في عهد الرئيس الأسبق بيل كلينتون لتخفيض العجز وفي نفس الوقت القيام بالاستثمار الذى تحتاج إليه الولاياتالمتحدة لبناء طبقة وسطى أقوى واقتصاد أقوى..وقال "هذه هي الطريقة الوحيدة لتدريب عمالنا أو مساعدة أبنائنا على دفع تكاليف الجامعة والحصول على طاقة نظيفة دون أن تذهب وظائفها إلى الخارج". وقال أوباما: "هناك خطة مفصلة تسمح لنا بعمل هذه الاستثمارات وتخفيض العجز بمقدار 4 تريليون دولار في السنوات العشر القادمة". وشدد على أنه منفتح على الحلول الوسط والأفكار الجديدة وملتزم بحل التحديات المالية، مشيرا إلى أنه لن يقبل أي مقاربة غير متوازنة بحيث يدفع الطلبة والمسنين وعائلات الأسر المتوسطة أن يدفعوا كامل العجز.. في حين أن أناس مثلي يحصلون على أكثر من 250 ألف دولار سنويا لا يطلب منهم دفع ضرائب إضافية.. أنا لن أفعل ذلك". وأشار إلى أن هذا كان موضوعا رئيسيا في الانتخابات وأن أغلبية الأمريكيين يتفقون مع رؤيته بشأن كيفية تخفيض الميزانية.. وقال: "نحتاح إلى مقاربة متوازنة وإلى أغلبية في الكونجرس تعكس إرادة الشعب الأمريكي..وبإمكاننا أن نصل إلى هذه الأغلبية". وأعرب عن سعادته بالأفكار التي طرحها رئيس مجلس النواب جون بينر، وأعرب عن تطلعه إلى لقائه الاسبوع القادم".